سنأتيكم »بالخيل المسومة».. هكذا كانت رسالة داعش عبر مواقعها وشرائط الفيديو التي تذيعها وتنشرها المواقع الخاصة بها أو المتعاطفة معها حول العالم، والخيل المسومة حسب مقصد الدواعش هي الخيل المعدة للجهاد، في إشارة إلي العمليات الانتحارية والإرهابية المنفردة التي طالت أمريكا وأوروبا في بريطانياوبلجيكا وهولندا وفرنسا وأسبانيا وحتي الشمال الأوروبي في فنلندا وذهبت أكثر لتطال أستراليا في أقصي جنوب العالم إضافة بالطبع لروسيا وهي العمليات الخاصة بالدهس أحيانا بسيارات صغيرة أو نقل أو بعمليات طعن منفردة وحتي تفجير محطات المترو ومواقف السيارات، وكلها عمليات شبه فردية لأشخاص إما متعاطفين مع الفكرة أو عبر خلايا سرية عنقودية دون أن يعرف أعضاؤها بعضهم البعض، وحسب ماتم تداوله من معلومات فإن تنظيم الخيل المسومة قد تم تداوله داخل بعض المدن العراقية مؤخرا خاصة في بعض المناطق التي مازالت تسيطر عليها داعش في تل عفر وغيرها والهدف منها شن هجمات في عقر دار الغرب. وتلك العمليات ليست جديدة علي الغرب بصفة خاصة.. وإن كانت قد أصبحت أكثر كثافة في الفترة الحالية نظرا لعدة عوامل كما تقول الإندبندنت فهناك الخسائر المتلاحقة التي شهدها تنظيم داعش خاصة بعد عمليات تحرير الموصل في العراق وما استتبع ذلك إما بهروب المئات من عناصر التنظيم للداخل العراقي أو خارجه حيث عاد معظمهم للدول التي أتوا منها ومنها دول أوروبية، وكانوا نواة لعمليات إرهابية انتقامية لما حدث لهم في العراق.. ويضاف لذلك الخسائر التي يتكبدها التنظيم يوميا في سوريا وخاصة عبر معركة تحرير الرقة وحدوث نفس الشيء الذي حدث بالعراق بهروب تلك العناصر لدولهم الأصلية والقيام بعمليات إرهابية مكثفة فيها.. وأيضا مايحدث علي الحدود السورية اللبنانية ودخول الجيش اللبناني مع حزب الله ضد الدواعش هناك، وهو ما أدي لهروب بعضهم لسوريا أو لبلدانهم الأصلية ليكونوا نواة للعمليات الإرهابية الأخيرة خاصة في أوروبا. ويضاف لكل هؤلاء بالطبع.. الخلايا النائمة في القارة العجوز التي ترتبط بعلاقات مع الدواعش والجماعات الإرهابية الجهادية المتطرفة بالمنطقة.. وهذه بالضرورة لا تكوّن أعضاء فاعلين بالتنظيم ذلك أو ذاك، ولكنها تؤمن بنفس الفكرة والعقيدة، مثل باقي الجماعات الإيدولوجية ولكنها ترسيخ لمقولة بدأت تغزو أوروبا وأمريكا في الفترة الأخيرة، وهي ظاهرة المسلح المنفرد الذي لايكون صاحبها ذا ملف سوابق لدي الشرطة أو له سابقة أعمال إرهابية أو علي الأقل هو شخص مهاجر أو باحث عن أوراق إقامة أو عمل بدولة أوروبية، ولدي السلطات ملف خاص به ولكنه لايرقي بملف إرهابي خطير، ويكاد يقف عند سوابق بسيطة هنا أو هناك له، تتراوح مابين السطو المسلح أو السرقة بالإكراه أو حتي التحرش، وهي سوابق لا ترقي بشخص إرهابي تخشي السلطات من قيامه بعمل إرهابي محتمل. أما أسلوب »المسلح المنفرد» فهو سيارة صغيرة أو كبيرة تدهس العشرات وربما المئات بصورة عشوائية، وتحصد الكثير منهم بين قتيل أو بإصابات بالغة، والأهم أنها تحدث الكثير من الضجيج في أوروبا والعالم كله وتؤثر في تدفق السائحين لتلك الدول كما حدث في حوادث دهس سابقة في بريطانيا وفي أسبانيا مؤخرا، أو أن يكون الأسلوب هو شخص يحمل سكينا أو ساطورا أو آلة حادة، يهاجم بها رجال الشرطة أو المارة عشوائيا، ثم يتصدر عمله ذلك صفحات الجرائد في العالم كله. وما حدث مؤخرا.. بالذئاب المنفردة أو بخيل مسومة أو غيرها، هو حلقة في سلسلة بدأت في بروكسلببلجيكا وفي برلين الألمانية وفي نيس وباريس ومدن أخري فرنسية، وفي بريطانيا وفي قلب العاصمة لندن وحتي في أقصي شمال القارة العجوز في فنلندا الباردة، والخطورة هنا أن كل تلك الحوادث أصبحت كاللهو الخفي كما تقول الجارديان البريطانية فمن يقومون بها ليسوا معروفين لأجهزة الأمن الأوروبية وإن كان بعضهم معروفا لتلك الأجهزة ولكن بخلفية إجرامية وليست إرهابية؟! أيضا.. تري أجهزة الأمن الأوروبية.. أن مثل هؤلاء من ذئاب منفردة وخيل مسومة وأشخاص بمفردهم يؤمنون بفكرة الجهاد وقتال وقتل كل ماهو غربي، هم أشخاص غير مرئيين ويشكلون خلايا نائمة لايعرف أحد متي ستستيقظ بالضبط؟! ويدعمهم في ذلك بصورة غير مباشرة جاليات إسلامية استوطنت أوروبا منذ عقود طويلة كما هو الحال في قلب العاصمة لندن وما حولها، أو في مدن فرنسية يسكنها أغلبية مهاجرة من المغرب العربي بصفة خاصة كما في نيس ومرسيليا أو في ضواحي العاصمة باريس إضافة لجاليات لاتقل أهمية إسلامية أو عربية في بلدان مثل: بلجيكاوأسبانيا وألمانيا بوجه خاص.. وهناك رعب إضافي في القارة العجوز من المجاهدين العائدين من مناطق الحرب في سورياوالعراق وأغلبهم من المتعاطفين مع القاعدة وداعش وإخوتهما، وهم وقود محتمل للإرهاب في أوروبا، أضف لذلك كله ما يغذي الإرهاب وعملياته في القارة العجوز وهم جماعات الضغط السياسي اليميني المتطرف والتي تحارب كل ماهو عربي أو إسلامي وتصفه بالإرهابي أو هي جماعات تقوي الإرهاب وتغذي عملياته وأبرزها: الحزب القومي المتطرف وأعوانه في بريطانيا وأحزاب يمينية متطرفة في أوروبا الشمالية أو حتي جماعات يمينية متطرفة مثل حركة بيجيدا الألمانية.