إقالة المدربين أو تقديم استقالاتهم أصبحت ظاهرة تهدد الكرة المصرية وتصيبها بعدم الاستقرار الفني أو الإداري.. وعاني معظم الأندية من تلك الظاهرة خاصة الزمالك الذي استبدل خمسة مديرين فنيين هذا الموسم.. وهو ما حدث مع الإسماعيلي وغيره من الأندية.. »آخر ساعة» تناقش هذه الظاهرة التي يتسبب خطأ لاعب في إقالة مدرب. بسبب ضعف المديريين الفنيين هل تصدق استهلاك المجلس الأبيض 8 مديرين فنيين وجميعهم لم يقدموا سوي تجارب فاشلة. ولو رجعنا قليلا للوراء وتذكرنا أنه بعد رحيل أحمد حسام "ميدو" عن تدريب الزمالك تم إسناد المهمة للتوءم حسام وإبراهيم حسن ثم تمت الإطاحة بهما بعد شهرين فقط من توليهما المهمة الفنية للزمالك عقب خسارة السوبر أمام الأهلي.. وبعدها تمت الاستعانة بخدمات البرتغالي باتشيكو ولكنه هرب فجأة من قلعة ميت عقبة بسبب خلافاته مع المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك ورفض باتشيكو تحمله مسئولية ضياع صفقة مؤمن زكريا وذهابه للأهلي وبعدها تلقي باتشيكو عرضا ماليا ضخما من السعودية وقرر الرحيل دون سابق إنذار، ذلك لوجود خلافات مع رئيس الزمالك، وبعدها تولي محمد صلاح مديرا فنيا مؤقتا، ثم تعاقد الزمالك مع فيريرا الذي استطاع أن يحقق لقبي الدوري والكأس ولكن لم يسلم الأمر من وجود خلافات مع رئيس النادي والدخول في صدام وكانت النتيجة هي هروب فيريرا هو الآخر إلي قطر وبعدها جاء محمد صلاح وتولي المهمة مديرا فنيا وتولي أيضا باكيتا البرازيلي والذي لم يبق في ميت عقبة سوي 29 يوما لتتم إقالته وتوالي استهلاك المدربين بقدوم محمد صلاح ثم محمد حلمي مرة أخري لتدريب الفريق وكان مسك الختام بتولي البرتغالي إيناسيو وهو الفاشل بدرجة قدير وبالطبع كانت النتيجة رحيله بعد سلسلة مشاكل كان الخاسر فيها فريق الزمالك وتولي الأمر من بعده مساعده طارق يحيي الذي فشل في مواجهة حسام حسن في الدور قبل النهائي من مباراة الكأس وخرج خاسرا 2/صفر وتبقي الأزمة الكبري التي تتحكم في مصير المدربين في القلعة البيضاء وهي رغبة لاعبي الزمالك أنفسهم والمجموعة الحالية ممن لايرغبون في استمرار حتي المدرب الأجنبي الجديد البلجيكي الذي يسعي مسئولو الزمالك للتعاقد معه لكنهم في الوقت ذاته لم ولن يجمعوا علي حب أي فني محلي من الأسماء المطروحة علي الساحة أمثال إيهاب جلال المدير الفني للمقاصة أو حتي حسن شحاتة. ونركز هنا علي سؤال هام.. هل سينجح المدير الفني سواء الأجنبي أو المحلي القادم مع لاعبي الزمالك أم أنه سيكون عرضه للإقالة السريعة خصوصا بأقدام اللاعبين ونتائجهم في المباريات. ولم يسلم المارد الأحمر من التغيير رغم أنه دائما أكثر الأندية استقرارا فيجب ألا ننسي المنقذ فتحي مبروك الذي صحح مسيرة الأهلي وأعاده إلي الطريق الصحيح عقب الإطاحة بالأسباني كارلوس جاريدو ولكنه تعرض أيضا للإقالة وجاء البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي قرر التخلي عن المهمة بعد أن تعرض لصدام نتيجة إصراره علي عمل غربلة بالفريق ووقتها تولي عبدالعزيز عبدالشافي منصب مدير الكرة ثم منصب المدير الفني المؤقت لحين أن تم التعاقد مع مارتن يول ونتيجة لتصادم الأحداث بات حسام البدري قريبا من المهمة وبالفعل عاد البدري للأهلي خاصة في ظل رغبته في مصالحة الجماهير الغاضبة منه عقب رحيله أو كما وصفوا هروبه إلي أهلي طرابلس الليبي في الموسم قبل الماضي ومع تولي البدري مهمة تدريب الأهلي "مديرا فنيا" كان واضحا أنه سيطيح بوائل جمعة خاصة أن الأخير لم يكن علي وفاق مع البدري وهو ما أعاد للصورة وجود سيد عبدالحفيظ مدير الكرة السابق الذي نجح كثيرا في مهمته عندما كان متواجدا في الجهاز الفني، كما بات واضحا أن بعض اللاعبين الكبار لن يسلموا من البدري وقد تطول مفاجآت الإطاحة بالثنائي عماد متعب وحسام غالي وهو ما يجعل الأهلي مستعدا لمذبحة في الأيام المقبلة وعليها سوف تحدث ثورة ستكون بالمشاركة بين اللاعبين وسطوة جماهير الأهلي.. ويجب ألا ننسي ماحدث مثلا عندما تولي أحمد حسام ميدو تدريب الإسماعيلي ولكنه رحل بعد أزمة عنيفة مع حسني عبدربه قائد الفريق واستعان النادي بأشرف خضر وأيضا خالد القماش ووصل محطة التدريب الأخيرة بتولي الفرنسي سباستيان ديسابر الذي لم يأت بجديد في النتائج أو عودة الثقة للجماهير ولاعبي الفريق خاصة بعد خروج الفريق من دورة تبوك نظرا لخسارته أمام فريقي اتحاد جدة والاتفاق. ونفس الشيء حدث في فريق سموحة منذ أن تولي المهمة محمد يوسف الذي قاد الفريق في الدوري ودوري أبطال أفريقيا لكنه لم يستمر طويلا لتراجع النتائج والخروج من البطولة الأفريقية ليقرر محمد فرج عامر إقالته ويضطر للسفر لخوض تجربة تدريبية في العراق وتعرض أيضا لصدام مع مسئولي النادي بسبب سوء النتائج وصدام مع لاعبي الفريق هناك بسبب تقصيرهم في تنفيذ خططه رغبة في رحيله عن الفريق.. وعاد يوسف وحقق نتائج متميزة حتي الآن خلفا لمختار مختار الذي رحل لتدريب الاتحاد السكندري ورغم بذله كل الجهود إلا أن اللاعبين كان لهم رأي آخر في عدم تحقيق نتائج إيجابية أدت لترك مختار لمهمة وقبوله التحدي بتدريب فريق الإنتاج الحربي خلفاً لشوقي غريب وفي هذا المضمار فقد عاني فريق إنبي وقتما كان يقوده علاء عبدالعال من النتائج المتردية والهزائم المتتالية أدت لرحيله وتولي تدريب فريق الداخلية ولم يحقق أيضا معها المطلوب وانقلب عليه اللاعبون.. بطريقتهم الخاصة في الملعب.. وجاء بعده طارق العشري الذي يسعي جاهدا لعودة إنبي للانتصارات. وفي إطار الظاهرة الحقيقية التي تؤكد أن مصير المدربين مرتبط بأقدام اللاعبين يقول الكابتن عادل طعيمة مدير قطاع الناشئين الأسبق بالأهلي إن السبب في "مرمطة المدربين" في الأندية وإقالتهم، أن المدربين لا حصر لهم وكل من هب ودب اشتغل في التدريب.. وليس هناك مقاييس معينة لاختيار المدربين.. بالإضافة إلي أن الأندية محتاجة إلي إدارات فاهمة تختار المدربين بدقة وتعطيهم الصلاحيات الكاملة. ويقول حلمي طولان المدير الفني لسموحة سبب كارثة الرياضة هم رجال الأعمال الذين دخلوا مجال الرياضة وليست لديهم خبرات رياضية ومسيطرون علي معظم الأندية في مصر.. فاللاعب يتحمل المسئولية وحده بدون المدرب خاصة أنه ليس علي مستوي المسئولية.. .. فإلي متي سيكون المدرب هو الضحية، هل ينزل مكان اللاعب حتي يضمن بقاءه في الفريق. ويضيف طارق العشري المدير الفني لإنبي ويقول: مطلوب البحث عن مناطق الضعف في الفريق بدلا من إقالة المدرب وهذا لا يحدث، فاللاعب لا يلتزم بتنفيذ الخطة في الملعب.. وإيقافه يدفع الإدارة إلي التدخل وتتحول القضية إلي معركة شخصية. ويقول: محمد يوسف المدير الفني لبتروجيت: اللاعب لا يسمع الكلام طالما أنه يعرف أن الإدارة قد تطيح بالمدرب في أي وقت.. ولو تأكد أن المدرب سيستمر مع الفريق حتي نهاية الموسم لقدم كل ما لديه في المباريات.. وللأسف يحدث العكس عندنا.. فالنادي قد يغير أكثر من ثلاثة أو أربعة في الموسم الواحد. ويكمل الكابتن علاء نبيل المدرب العام السابق لمنتخب مصر ويقول ليس هناك مدرب يريد الخسارة لفريقه لأن الفوز يضيف إلي رصيده ويدفع بكل أوراقه كي يخرج فائزا.. والكرة عندنا لن تتقدم طالما أن المدرب لا يحصل علي حقوقه المعنوية.. ويأخذ فرصته كاملة بلا ضغوط من الإدارة أو الجماهير أو اللاعبين.. ولو حصل المدرب علي حقوقه كمدرب فمن المؤكد أن مستوي الكرة سيرتفع خاصة أن اللاعب سيطيع الأوامر وينفذ تعليمات المدرب ولا ينقلب عليه مثلما يحدث في تلك الأيام.