عقدت الهيئة الوطنية للصحافة، اجتماعها التشاوري الثالث، مع رؤساء تحرير ومجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية، بمؤسسة أخبار اليوم، لاستكمال بحث إصدار مدونات سلوكية حول أخلاقيات النشر في القضايا الوطنية. ترأس الاجتماع كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وبحضور عبدالله حسن عضو الهيئة والكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم وعبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس مؤسسة الأهرام ومحمد الهواري، والدكتور عصام فرج وشارل وفؤاد أعضاء الهيئة الوطنية للصحافة. وأعلن كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، تشكيل لجنة دائمة لرعاية الشباب الموهوبين، مشيرًا إلي أنه تم توجيه الدعوة لوزيري التنمية المحلية والشباب لتدشين اللجنة في الأسبوع القادم بمقر دار أخبار اليوم. وخلال الاجتماع تم إعداد رؤية حول دور الصحافة القومية في إيقاظ القوة الناعمة المصرية، ونص البيان الذي جاء تحت عنوان»رؤية حول دور الصحافة القومية في إيقاظ القوة الناعمة المصرية»، إن القوة الناعمة هي الرصيد الذهبي لمصر والمصريين ، شرعية مصر في شعبها وجيشها، وفي العلم والنشيد ، وأقسم الطرفان يمين الولاء .. لم يضع مجهود مثقفي مصر العظماء هباء ، واستدعت البلاد احتياطي الذات المصرية، الذي تكون علي مدي آلاف السنين لمواجهة الخطر الداهم .. خطر تجريد وطن عظيم من قوته الناعمة التي يباهي بها الدنيا ، واستبدالها بقوة خشنة ظاهرها القبح وباطنها التآمر، وعنوانها المتاجرة بالدين، وفحواها إمارة يحكمها السيف والجلاد وقاطع الرقاب، وحولنا تجارب مماثلة في دول الجحيم العربي، لم يبق منها سوي ويلات الحروب الأهلية. أضاف البيان، أن المادة 47 من دستور 2013 تنص علي: »تلتزم الدولة بالحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة»، كما تنص ديباجة دستور 2013 علي: »مصر مهد الدين، وراية مجد الأديان السماوية، في أرضها شب كليم الله موسي عليه السلام، وتجلي له النور الإلهي، وتنزلت عليه الرسالة في طور سنين، وعلي أرضها احتضن المصريون السيدة العذراء ووليدها، ثم قدموا آلاف الشهداء دفاعًا عن كنيسة السيد المسيح عليه السلام، وحين بُعث خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام، للناس كافة، ليتمم مكارم الأخلاق، انفتحت قلوبنا وعقولنا لنور الإسلام، فكنا خير أجناد الأرض جهادًا في سبيل الله، ونشرنا رسالة الحق وعلوم الدين في العالمين». وانطلاقاً من هذه المبادئ أكدت الرؤية علي حسم المصريين منذ زمن قضية الوحدة الوطنية، وارتضوا أن تكون علاقتهم بشركاء الوطن الأقباط علي قاعدة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، وكان المسمار الذي ارتد لنعش الإخوان هو محاولتهم إشعال الصراع الطائفي والانتقاص من حقوق الأقباط، وخاب سعيهم لافتعال معارك تشق وحدة الصف، وفوجئوا بأن مسلمي مصر هم أول المدافعين عن الأقباط، وأن الأقباط في وقت المحنة لم يستقووا بالخارج، وإنما بأحضان الوطن، وأصبح العدو المشترك، هو من يحاول بث الفتن بين عنصري الأمة. والتأكيد علي أن »التعايش السلمي» الهادئ من أهم مكونات الشعب المصري، وتسعي بعض القوي المعادية إلي الصراع والتقاتل وليس الانسجام والتناغم، ولم يفهموا أن هذا البلد الذي يعيش فيه 95 مليون مواطن، لا يستطيع أن يتحمل ضريبة أطماعهم السياسية، فبادر بالتخلص منهم قبل أن يمزقوا نسيجه الوطني، وأنه في رقبتنا جميعًا أن نحمي مصر من أهل الشر، الذين يحملون السلاح ويهددون أمن المواطنين وحياتهم وأرواحهم، وجن جنونهم؛ لأن مصر كسرت شوكتهم، وكشفت زيفهم وأكاذيبهم وإساءتهم للإسلام وسماحته وسموه، وأن الجنة التي يعدون الناس بها، لن تكون أبدًا بالقتل وإراقة الدماء والترويع، فلا يحبون الحياة ولا يريدون لهذا الشعب أن يعيش، وآن الأوان لأن يتحمل الشعب مسئوليته بجانب أجهزة الدولة، للتخلص من وباء الإرهاب اللعين، وتطهير البلاد من الخطر الذي يهددها.. والتأكيد كذلك علي أن الأزهر الشريف هو المؤسسة الشرعية، ويمكن أن ينفض عن ثوبه غبار الانغلاق، فلم يكن يومًا إلا منارة تهتدي بها الأمة في عصور التدهور، والتجديد ليس عيبًا ولا انتقادًا ولا انتقاصًا، فحين تتطهر المناهج من التشدد، ترتقي العقول إلي مكارم الأخلاق، وتكون بدايات طيبة، لخلق جيل جديد من أهل الدعوة، يملأون الفضاء فكرًا إسلاميًا صحيحًا، يلم شمل الأمة، ويصحح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.