[email protected] كان من المفترض أن أعلق علي الأزمة التي تعرض لها المعتمرون عند عودتهم من جدة خلال الأيام الماضية.. إلا أن الأحداث الأخيرة تحتم عليّ وعلي كل مصري أن يحذر من الأخطار التي تهدد مصر في هذه المرحلة الانتقالية .. لا أدري ماذا يحدث في مصر كل تجمع أو حشد حتي لو في ماتش كورة يتحول إلي شغب وفوضي .. تراشق مستمر بين الائتلافات المختلفة علي الفضائيات كل يحاول أن يفرض رأيه .. فوضي ومظاهرات ووقفات احتجاجية في أي وقت وأي مكان .. هل كان أحد يتصور أن تحدث مظاهرات علي حدود مصر الجنوبية واعتصام أهل النوبة وقطع الطريق وغيرها من أحداث للمطالبة بحق العودة وكأنهم في دولة أخري ويريدون العودة للوطن ! حرية تظاهر ومليونية دعمتها بعض القوي السياسية بدعوي تصحيح المسار إلا أنها تحولت إلي غموض المسار وتهديد للمسار بسبب تحول هذه المليونية إلي شغب وفوضي وتجاوزات تمثلت في التجمهر والتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية وهدم الجدار وهذا مقبول للتعبير عن حقوق الشهداء الذين سقطوا علي أرض سيناء مؤخرا .. ولكن لماذا تغيرت هذه الصورة الحماسية والملحمة الشعبية إلي محاولة اقتحام السفارة؟ ولماذا التهجم علي وزارة الداخلية التي تمثل هيبة الدولة ؟ ولمصلحة من زيادة الفجوة بين الشرطة والمواطنين الذين يشكون من انفلات الأمن وانتشار مظاهر البلطجة والسرقة نهارا وترويع الآمنين؟ ياعقلاء مصر يا قادة الائتلافات السياسية يا شباب مصر .. إن مصر تناديكم .. مصر التي كرمها الله بقوله سبحانه : "ادخلوها بسلام آمنين " أين السلام وأين الأمان ؟ يا عقلاء مصرلقد احتكمنا إلي المجلس العسكري وحمل الأمانة .. أرجوكم انقذوا مصر من هذه الفوضي قبل فوات الأوان واتركوا المحاكمات العسكرية تأخذ مجراها لأنها السبيل الوحيد لاستعادة الأمان وقطع يد فلول النظام السابق . .يا أبناء مصر اتركوا خلافاتكم وصراعاتكم جانبا .. ليس مهما الآن تلك الاختلافات السياسية فالوقت أمامنا طويل للنقاش والتحاور بعد إعادة بناء الدولة.. الاستقرار والوصول إلي بر الأمان أهم ولابد أن تدركوا أن صراعاتكم ومليونياتكم فرصة لعبث فلول النظام السابق ..يا أبناء مصر توحدوا اليوم واختلفوا غدا وإلا فإن القادم أخطر.