استمرارًا لاستراتيجية الدولة في دفع عجلة التنمية الشاملة وتخفف العبء عن كاهل المواطنين بكافة محافظات الجمهورية، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددا من المشروعات التنموية الجديدة بصعيد مصر، شملت تنفيذ البنية الأساسية لاستصلاح وزراعة 21 ألف فدان جديدة بمدينة الفرافرة بالوادي الجديد، وافتتاح محطة سكك حديد أسوان بعد تطويرها، ورفع كفاءتها بما يتناسب مع الطابع التاريخي والحضاري للمدينة، و4 كباري جديدة بكل من طهطا ونجع حمادي والأقصر وأسوان، وافتتاح 8 صوامع وشون متطورة لتخزين الغلال بعدد من محافظات الجمهورية بالتزامن مع موسم حصاد القمح. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن هذه اللقاءات الدورية هدفها تعريف المصريين بموقفنا الحالي وحجم التحديات التي نواجهها، حيث بدأ الرئيس كلمته خلال الاحتفالية، بتوجيه الشكر لدولة الإمارات علي ما قدمته وتقدمه لمصر، قائلا: "تحية وتقدير مستحق لأشقائنا في دولة الإمارات، لأن مشروع ال25 شونة ضمن البرنامج الذي مولته الإمارات عقب ثورة 30 يونيو". أضاف: "هذه الشون تعمل علي حفظ حقوق الدولة والمواطنين، وتحفظ لنا هذه الحبوب بشكل جيد، بعيدا عن الآفات والهدر، الذي كان يقال إنه من 10 ل20٪ علي مدار العام". وقال السيسي، تعليقًا علي كلمة وزير الزراعة، الدكتور عبدالمنعم البنا: "اللي بيسمعك دلوقتي كل المصريين، لما آجي علي القمح أقول يا مصريين إحنا بنطلع من 7 ل8 مليون طن، وبنستورد كمان 10 مليون، بإجمالي 18 مليون طن، بنستهلكهم علي مدار السنة، علشان الناس تبقي عارفة الحجم"، وتابع: "إحنا بنعمل اللقاءات دي مش بس علشان أعرف، ولكن الهدف إننا نقول للمصريين إحنا فين، لما أقول النهاردة باستورد 10 مليون طن ورغيف العيش بيتكلف كذا، بإجمالي من 300 ل400 مليون رغيف، يعرف إذا كانت حكومة بلده واقفة جنب شعبها ولاّ لأ، وحريصة عليه ولّا لأ، والهدف من هذا اللقاء هو بناء وعي حقيقي بحجم تحدياتنا، وعاوز المواطن وهو قاعد في بيته يعرف الحكاية ماشية إزاي، ويبقي قلبه معايا زي ما أنا قلبي عليه". وفيما يخص علاقة الدولة بالمواطنين، أكد الرئيس، أهمية تقديم كل البيانات والأرقام الاقتصادية للمصريين، متابعا: "يهمني في هذه العروض إن إحنا بنعمل سياق بنقدم بيه الموضوع للناس، إحنا مش بنتكلم بس علي نمو طلب بالنسبة لعدد السكان، ولكن الزيادة علي الطلب أصبحت مرتبطة بالاستهلاك، لذلك نحن في سباق لتوفير السلع الغذائية بسعر مناسب". أضاف: "الإصلاح الاقتصادي كان ضروريا علشان يخلي قيمة الجنيه قيمة حقيقية لقدراتنا الاقتصادية، والتي يترتب عليها إن منتجاتنا اللي ما كانتش منافسة للأسعار العالمية نتيجة الدعم الخفي وغير المباشر لسعر الدولار، ومن ثم كنا ندعم كل المحاصيل بشكل غير مباشر، ولكن بهذه الطريقة أصبح المزارع المصري منافسا للسعر الحقيقي للجنيه، والدولة كانت تدعم سعر الجنيه، وهذا وضع اقتصادي خطير، كان ها ياخدنا لمشكلة كبيرة، إن ما كانش بالفعل خدنا لمشكلة كبيرة". وعن الموقف الحالي لبعض المشروعات التي تم تنفيذها مؤخرا، وجه الرئيس السيسي حديثه لوزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور علي المصيلحي، قائلًا: "المتبقي علشان نعمله من الصوامع هيوفر لنا كمان من 4 ل5 مليارات جنيه، طيب الحكومة هاتعمله إمتي؟"، ورد الوزير: "والله أصل الضوء اللي جاي في عيني مش عارف أركز"، فدخل الرئيس السيسي في نوبة ضحك سائلا الوزير: "يعني إحنا هانعمل ولا مش هانعمل"، فرد المصيلحي: "فيه 3 صوامع تمّت الموافقة عليها، وتوفير الاعتماد اللازم لها، ومكملينهم"، وفي السياق ذاته، قال السيسي: "لما عملنا الصوامع دخلنا في الشون المطورة، لتكون بديلا عن التخزين المكشوف، لكن انتوا توقفتوا وما كملتوش"، مبينا أن إعادة تأهيل الصوامع يتكلف 250 مليون جنيه بعد التعويم، فضلا عن وجود شون ترابية من الممكن أن تتحول لشون مطورة بعد الانتهاء من تطوير المستهدف من الشون الذي بلغ 105 شونات، مستطردا:"إذا كان بيروح منكم 4 مليار جنيه طيب ما تعملوا بالمبلغ ده صوامع وشون". وفيما يخص قضية وضع اليد علي أراضي الدولة، التي تشكل صداعا مزمنا ومشكلة كبيرة، أبدي السيسي غضبه من ظاهرة وضع اليد علي الأراضي المُستصلحة، قائلًا:"إحنا مع الاستثمار وتسهيل العمل لكل من يرغب في الاستثمار، وبنحاول ننظم العمل كدولة، وألا يكون الموضوع ماشي بشكل غير علمي وغير منظم، وبالتالي وضع اليد اللي موجود علي الأراضي مش مقبول ولن نقبله". وكلف الرئيس، القوات المسلحة والشرطة بإنهاء هذه الظاهرة بحلول نهاية مايو الجاري، متابعًا: "مش هيبقي مقبول في مصر تاني، ومحدش يمد إيده ويقول الأرض دي بتاعتي ودي بتاعة مصر، ومش من حقي أديها لك، والكلام ده غير مقبول في أي حتة في مصر، ومحدش ياخد حاجة مش بتاعتة وهي مش طابونة اللي عايز حاجة ياخدها". كما طالب الرئيس، القوات المسلحة والشرطة بإعطائه تماما بإنجاز المهمة بنهاية الشهر الحالي، واستعادة الأراضي المغتصبة بالكامل، واستطرد غاضبا: "اللي يتكلم علي المحكمة علي طول، والكلام ده آخر الشهر، آخد تمام باستعادة الأراضي بالكامل، واللي يتكلم علي المحكمة علي طول"، كما وجه تحذيرًا شديد اللهجة لواضعي اليد علي أراضي الدولة، قائلًا: "أنا بصراحة زعلان قوي في الموضوع ده، إن حد ياخد أراضي مصر وناس مش لاقية تاكل، وناس تمد إيديها ب10 آلاف فدان، و20 ألف فدان ياخدوهم ويقولوا دول بتوعي، والله العظيم ولا فدان واحد"، موجها حديثه للجهات المعنية بشكل مباشر بالقول: "من فضلكم ده تكليف للجيش ووزارة الداخلية، اللي زارع أرضه يقنن وضعه ويدفع دلوقتي، واللي مش زارع الأرض ترجع فورا وتنضم لشركة الريف المصري لإعادة توزيعها علي المواطنين". وخلال اللقاء، قاطع أحد أهالي قنا، الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء حفل افتتاح أحد المشروعات، مما جعل الرئيس يتوجه بالحديث له قائلًا:"اتفضل قول مشكلتك إيه"، وكشف الحاج حمام أن القرية التي يعيش فيها هي من القري الأكثر فقرا في التصنيف الحكومي مطالبا الرئيس بالنظر ودعم قريته وضمها لمشروعات تطوير قنا، قائلًا: "اللي المسؤولين بيقولهولك غلط"، في إشارة لتعويضات المضارين في المشروعات المقامة قرب قرية المراشدة. وقرر الرئيس، تخصيص ألف فدان ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان لأهالي قرية المراشدة بمحافظة قنا، بعد استماعه لشكوي الحاج حمام، كما أمر الرئيس القوات المسلحة بتحمل تكلفة الأراضي المخصصة لأهالي قرية المراشدة، علي أن يتم توزيع الأراضي من خلال لجنة ستضم عددًا من الوزراء والمسؤولين، كما أعلنت جمعية الأورمان توفير رأس ماشية قيمتها 25 ألف جنيه لكل مزارع من أهالي المراشدة يحصل علي قطعة الأرض في المشروع. واستعرض اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية، جهود القوات المسلحة في تنفيذ المشروعات التنموية الكبري لدعم جهود القيادة السياسية في كافة المجالات، وأشار إلي أنه قد تم تكليف الهيئة بانجاز 225 مشروعا تنمويا بصعيد مصر تم الانتهاء من تنفيذ 148 مشروعا وجاري العمل ب177 مشروعا آخر حيث سنفتتح اليوم نماذج من 56 مشروع تم الانتهاء منها. في مجال الأمن الغذائي تم الانتهاء من تنفيذ 105 شون غلال في 19 محافظة منها 46 في الصعيد وقام الرئيس عبر الفيديو كونفرانس بافتتاح شونة الطيبة للغلال بالمنيا وشونة الغلال بفارسكور بمحافظة دمياط وشونة الغلال بكفر الباسل بمحافظة الفيوم كما أشار كامل الوزير إلي أنه تم إنشاء 25 صومعة في 17 محافظة بطاقة إجمالية 1.5 مليون طن من 8 صوامع في الصعيد حيث افتتح الرئيس عبر الفيديو كونفرانس صومعة الغلال بالمفالسة بأسوان وصومعة سدس الفشن بمحافظة بني سويف وصومعة الغلال بميناء دمياط بسعة تخزينية 70 ألف طن. كما استعرض الوزير، مراحل الانتهاء من أعمال البنية الأساسية لاستصلاح 21 ألف فدان بالفرافرة حيث تم الانتهاء من حفر 88 بئرا و28 حوض أكسدة وتدبير 128 جهاز ري محوريا و166 طرمبة رفع و 117 مولدا كهربائيا، مشيرًا إلي أنه جار استكمال استصلاح 224 ألف فدان أخري ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان واستصلاح وتنمية 43 ونصف ألف فدان بالمراشدة بمحافظة قنا حيث تم حفر 27 بئرا وزراعة 200 فدان كتجربة وإنشاء 4 صوب زراعية حيث كانت نتائج الإنتاج مبشرة وقام الرئيس بإعطاء إشارة البدء في طرح ال 21 ألف فدان للاستثمار.