ليه أي حاجة حلوة وكل معني جميل بيهرب من جوانا لما نوصل أن أكلنا اللي كنا بنشتهيه مالوش أي طعم لما نأكل أي لقمة لسد الحاجة وتكون كأنها سم زعاف لما تكتشفي أن المطبخ اللي كنت بتهويه مش طايقة تشوفيه لما الناس تعيش علي شربة مية وهنا يتلاقي اللاطعم مع المرارة وازاي أي لقاء أو مقابلة مع أصحاب قدامي أو معارف بيفقد بهجته ويصبح بلا معني ونلاقي الطفل ينزوي ويحزن من غير سبب واضح .. ليه كل ما تحسن لحد يطعنك وكل ماتخلص لحد يخونك وكل ما تحب حد يدوسك وكل ماتصاحب حد يبعد عنك بعد انقضاء المصلحة وليه يتحول عطاؤك عن رضا وطيب خاطر لجريرة وذنب مقابلها النزاع والخصام وازاي ممكن الحب يتحول إلي بغض وكراهية وازاي ممكن تلاقي نفسك مش عارف بتكره ولا بتحب بيضيع الصدق ويبقي الزيف ويكون الهجر والإهمال سبب الوصول للأسي والألم فيصبح استراحة للنفس الكسيرة التي تبقي مع صاحبها يتأسيان سويا علي ما أصابهما من غدر ونكران وتعال وتشفي وتسفيه ازاي اكتشاف الحقيقة يفقد التوازن وفقدانه أحد أسباب الوفاة السريعة والوفاة الحقيقية غير أنك تموت كل يوم وبسببها تجلد نفسك كل ساعة وكل ماتبقي حواليك مفيش غير الفشر والكذب والمصلحة والمنافع المتبادلة وازاي تعيش وتحس بأمان تحت وطأة التهديد وازاي تحب وتكره وفجأة تفقد الإحساس بالإثنين معا فلا تعرف طعماً لشيء أو لوناً أو رائحة أو شكلاً أو تفاصيل أو معني ولا تري ملامح الأشياء يغتالك فقدان الإحساس وكسر القلب وجرح الروح فتفقد نفسك هويتها تتوه من داخلك وتهرب روحك.. إذا عرفت الألم فقطعا ستكون قد شعرت بأي من هذه الأحاسيس والمشاعر الإنسانية المتضاربة حزنا وكآبة وأسي ولوعة وحطاماً ودماراً وندماً واندهاشاً وغربة كما قال نزار قباني »إن الإنسان بلا حزن ذكري إنسان« أما إذا كنت من الناس الفولاذيين الذين لايتأثرون ولايتألمون إلا إذا أصيبوا بشكل ذاتي فهم لايعرفون الألم كل شيء عندهم ولديهم بمقدار الحب والكراهية والعمل والصداقة واحد وواحد اثنان يعيشون لأنفسهم قد يخالطون كثيرين لكن لايعرفون سوي أنفسهم هم فقط البعيدون عن الألم والهاربون من المتألمين رغم ما يحمله الألم من قيمة ومعني في شعور المتألم بغيره ومحاولته بذل أقصي مافي استطاعته لأجله في إزاحة أحزانه ودفع ألمه ومسح دموعه ومشاركته إحساسه وصدق سؤاله والذود عنه قولا وفعلا في السماحة والإنسانية والتعاطف والرحمة والحب والنصر وأشياء وأشياء خاصة وعامة يتشارك فيها المتألمون وبها يلتقون ولو علي البعد فرباطهم قوي لاينفصم لأنه غالبا ما يبتعد عن دائرة المصالح والمنافع ولاتحكمه الحسابات فهو وليد شرعي لإحساس عظيم ورائع يجتمع به ومعه المتألمون ولهم أقول كل عام وأنتم بخير.