نادت ثور 52 يناير بمبادئ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وهو ما جعل جيش مصر لا يتردد في الوقوف إلي جانبها وحمايتها لأنها نادت بمطالب شرعية كما ذكر البيان الأول للمجلس العسكري .. ولاشك أن هذا يعني أن جيش مصر يعي موقف الثورة التي تمثل جموع الشعب في كل مايمس كرامة مصر بل ويتفق أيضا في أن ما كان يحدث في الماضي لا مكان له في الحاضر أو المستقبل .. بمعني أنه لا تهاون ولا تفريط في أي حق لمصر وشعبها . كان النظام السابق للرئيس المخلوع مبارك يتهاون في الكثير من حقوق الشعب ولا يعنيه كرامة الشعب أو هيبة الدولة .. فكما تم التخطيط لسرقة أموال الشعب تم التخطيط أيضا لدفن كرامته لدرجة المرمغة في الوحل إرضاء لأمريكا وإسرائيل.. ويذكر التاريخ مواقف الرئيس السابق التي أهدرت كرامة مصر مثل موقفه من حرب إسرائيل علي جنوب لبنان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة علي غزة واغتيال قيادات المقاومة وأبرزهم الشيخ أحمد ياسين الذي قتل عند خروجه من المسجد .. وكذلك توتر علاقة مصر مع إيران مجاملة لأمريكا.. استباحت إسرائيل دماء الجنود المصريين في ظل مباركة الرئيس السابق وكررت الاعتداء عليهم أثناء أداء واجبهم لحماية الوطن وفي كل مرة تزعم بكل برود أن الحادث غير مقصود ويضيع دم الشهداء هباء .. وعلي العكس من ذلك لعلنا نتذكر الجندي سليمان خاطر الذي رفض تسلل بعض القوات الإسرائيلية للحدود المصرية عام 58 وأطلق الرصاص علي الجنود الصهاينة دفاعا عن وطنه فما كان من النظام السابق إلا إن أحاله للمحاكمة وتم الحكم عليه بالمؤبد كما تم التنكيل بأسرته التي علقت صورته لأول مرة بعد سقوط نظام مبارك.. والغريب أن هذا النظام الذي ارتمي في أحضان إسرائيل لم يكتف بالحكم بالسجن علي الجندي البطل ولكن تم تصفيته وتردد أنه مات منتحرا ! ولعلنا نتذكر قصة الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي أصرت إسرائيل علي الإفراج عنه بعد سجنه وأمام الرفض الشعبي تم رفض الطلب لامتصاص غضب الجماهير التي ثارت لكرامتها .. إلا أن النظام السابق لم يعدم وسيلة لتحقيق مطلب إسرائيل فتم مبادلة الجاسوس الإسرائيلي ببعض الطلاب المصريين الذين ادعت إسرائيل في محاكمة وهمية أنهم اخترقوا حدودها ولكن الرئيس السابق عرض علي إسرائيل في مسرحية هزلية مبادلة الطلاب بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي !!.. لابد أن تعي إسرائيل أن مصر الآن سوف يكون لها رد فعل حاسم لمن يتجرأ علي المساس بكرامتها .. ولاشك أن هذه المواقف المخجلة لن تتكرر لأن عقارب الساعة لا تعود إلي الوراء أبدا.