150 دقيقة كاملة، قضاها الرئيس عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق له، داخل البيت الأبيض في أول قمة لزعيم عربي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. عكست مدي تعزيز العلاقات بين القاهرةوواشنطن.. »آخرساعة» رصدت هذه التفاصيل في سياق السطور التالية. حفاوة الاستقبال الذي حظي به الرئيس السيسي بدأت من مقر إقامته الذي لا يبعد كثيرا عن البيت الأبيض، إلا أن السلطات الأمريكية فرضت إجراءات أمنية مشددة حتي وصول الرئيس إلي مقر الرئاسة الأمريكية، حيث كان في استقباله عند مدخل الجناح الرئاسي، الرئيس ترامب، والذي رحب بالرئيس السيسي، واصطحبه إلي داخل الجناح، ثم تحرك الرئيسان إلي »قاعة روزفلت» ليوقع الرئيس السيسي في سجل زيارات البيت الأبيض، وبعدها توجه الرئيسان إلي المكتب البيضاوي، لعقد لقاء ثنائي بدأ بكلمة قصيرة مدتها دقيقة واحدة لكل منهما، وبعد اللقاء الثنائي بدأت مباحثات موسعة بين وفدي البلدين في قاعة cabinet room . وعقب انتهاء المباحثات الموسعة بين وفدي البلدين تحرك الرئيس السيسي برفقة الرئيس الأمريكي عبر الحديقة الداخلية إلي قاعة الغداء الذي أقامه ترامب علي شرف الرئيس السيسي بقاعة state dining room بمبني the residence? تكريما للرئيس والوفد المرافق له، وإعرابا عن الترحيب الكبير بأول لقاء لزعيم عربي مع الإدارة الجديدة، واحتفاء بصفحة جديدة من العلاقات بين البلدين. وبعد الغداء التقط الرئيسان الصور التذكارية، قبل أن يودع الرئيس ترامب الرئيس السيسي في الثانية والربع بعد الظهر بتوقيت واشنطن، (الثامنة والربع بتوقيت القاهرة). المباحثات التي حظيت بالجانب الأكبر من الفترة التي استغرقتها القمة، ركزت علي العديد من الملفات الحيوية، ولم تقتصر علي التعاون الثنائي فحسب، فدولتان بحجم وأهمية مصر والولاياتالمتحدة لا يقتصر اهتمامهما علي الشئون الثنائية فقط، وإنما تطرقت المباحثات إلي الوضع الإقليمي الصعب الذي تعيشه المنطقة العربية، في ظل ما تعانيه بعض دولها من تمزق، وصراعات داخلية، وحروب أهلية، منحت الفرصة لتنظيمات إرهابية متطرفة أن تجد لنفسها موضع قدم في تلك الدول. وكشفت القمة عن توافق كامل بين الرئيسين السيسي وترامب إزاء مواجهة الإرهاب، وتجفيف منابعه، فقد أعرب الرئيس ترامب عن تأييده ودعمه لرؤية الرئيس السيسي الداعية إلي وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تتضمن العديد من الجهود الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية إلي جانب الجهود الأمنية والعسكرية، وشدد ترامب علي محورية دعوة الرئيس السيسي إلي تطوير الخطاب الديني، والتصدي من خلال المؤسسات الإسلامية المعتدلة للأفكار المتطرفة، مشيرا إلي تطلعه للعمل بقوة مع مصر بكل ما تمتلكه من رصيد حضاري وفكري في نشر التسامح والاعتدال في العالمين العربي والإسلامي من أجل وضع منظومة متكاملة لمكافحة الإرهاب في العالم كله، وحشد الجهود الدولية من أجل التصدي له، كما اتفق الرئيسان خلال القمة علي تعزيز التعاون الاقتصادي. صحيفة »لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، أكدت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عقد مباحثات مع أحد أهم شركاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلي أنه خرج من الجناح الغربي لتحية الرئيس المصري، مُشيرة إلي أن السيسي هو أول رئيس دولة مصري يقوم بزيارة مماثلة منذ 2009 وسط حرس شرف يحملون أعلاماً تمثل ال50 ولاية أمريكية، وقالت، إن الزيارة تعكس التناقض الواضح بين إدارة ترامب وإدارة سلفه، باراك أوباما فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر. الرئيس السيسي لم يكتف بلقاء القمة في نشاط ذلك اليوم، بل واصل عمله المكثف بلقاء مع أبرز أعضاء غرفة التجارة الأمريكية بمقر الغرفة، حيث كان في استقباله »توماس دونهيو»، الرئيس والمدير التنفيذي للغرفة، وجون كريسمان، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري، وهناك كان اللقاء مع 12 من كبار المسئولين التنفيذيين للشركات الأمريكية، أعقبه عشاء عمل تكريماً للرئيس السيسي مع ممثلي قطاع الأعمال الأمريكي، بحضور ريكس تيلرسون وزير الخارجية، وويلبر روس وزير التجارة. وفي اليوم التالي استهل الرئيس السيسي نشاطه بلقاء مع العاهل الأردني عبدالله بن الحسين ملك الأردن بمقر إقامتهما بالعاصمة الأمريكيةواشنطن لإطلاعه علي نتائج مباحثاته مع الرئيس ترامب، والتنسيق الكامل قبل القمة المرتقبة للعاهل الأردني مع الرئيس الأمريكي، وذلك في اطار التنسيق حول القضية الفلسطينية، ومختلف أزمات دول المنطقة، وأعقب ذلك لقاء مع هريبيرت ريموند ماكماستر مستشار الأمن القومي الأمريكي ثم التقي ريكيس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي وتوجه بعدها إلي مقر الكونجرس في مبني الكابيتول حيث عقد أكثر من لقاء بدأها بديفيد نونز رئيس لجنة الاستخبارات وأعضاء اللجنة وأعقبها لقاء مع ايد رويس رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب بحضور 25 من أعضاء اللجنة ثم التقي بول راين رئيس مجلس النواب الأمريكي. وعقب ذلك التقي مع السيناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بحضور 21 من أعضاء اللجنة، واختتم الرئيس السيسي نشاطه داخل المجلس بلقاء مع السيناتور ميتش ماكونال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأمريكي.