وزير الداخلية وسط قيادات الإخوان الأحزاب الكبيرة، تولد عملاقة.. تلك هي الرسالة الأهم لحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، في ليلة الاحتفال الرسمي بتأسيسه، والتي احتضنها أحد فنادق الخمسة نجوم الشهيرة، والمطلة علي نيل القاهرة. ضيوف الاحتفال كانت الرسالة الأولي للحزب الوليد "المحظوظ"، الذي يستمد قوته بلا شك من جماعة ضاربة بجذورها في الحياة السياسية المصرية منذ أكثر من ثمانية عقود. المرشد العام للجماعة، الدكتور محمد بديع، إضافة لأعضاء مكتب إرشاد الجماعة بالكامل، اصطفوا جنباً إلي جنب رئيس الحزب، الدكتور محمد مرسي، ونائبه الدكتور عصام العريان، إضافة لأمين عام الحزب، الدكتور محمد سعد الكتاتني، في استقبال مجموعة منتقاة من الشخصيات الرسمية والعامة، تقدمهم في مفاجأة لافتة وزير الداخلية، اللواء منصور العسيوي، الذي حضر احتفالية الحزب الإخواني، فيما كانت الاشتباكات الدامية علي أشدها بين المتظاهرين ومجهولين، ربما يكون من بينهم بلطجية، في منطقة العباسية. نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطية، الدكتور علي السلمي، ووزير الثقافة، الدكتور عماد أبوغازي، كانا أيضاً علي رأس الحضور، وعليه فإن حج رموز السلطة إلي حزب الحرية والعدالة في أيامه الأولي، دون غيره من الأحزاب الناشئة، يعكس رضا السلطة من جانب، ومن جانب آخر، وهو الأهم، يقدم رسالة سياسية إخوانية، بأنهم، وعن جد، ودعوا العنف منذ زمن بعيد، ويفتحون صفحة جديدة مع الشرطة المصرية ليكونوا إيد واحدة، عبر توطيد العلاقة بوزير الداخلية، وأنهم لا يحملون أي ضغينة تجاه الإبداع والثقافة والمثقفين، بدليل حرصهم علي حضور وزير الثقافة، وقبل هذا وذاك، مثلت حفاوتهم بنائب رئيس الوزراء للشئون السياسية دون غيره، تأكيداً إخوانياً بالتزام العمل السياسي والحزبي منهجاً لهم في المنافسة علي السلطة، وطريقاً سريعاً للوصول إلي كرسي الحكم مستقبلاً. رئيس حزب الحرية والعدالة، الدكتور محمد مرسي، كان واضحاً ومحدداً في عرض "نوايا" جماعة الإخوان في المرحلة المقبلة :"جماعة الإخوان قررت ممارسة العمل السياسي الحزبي المتخصص، من خلال حزب الحرية والعدالة؛ لينافس علي السلطة في هذه المرحلة التي تتسم بالحرية". من جانبه، أكد أمين عام الحزب، الدكتور محمد سعد الكتاتني، رفض تفسير كلام الدكتور مرسي عن منافسة الحزب علي السلطة، باعتزامهم تقديم أي مرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة، بل وزاد :"حزب الحرية والعدالة يقف علي مسافة واحدة من جميع مرشحي الرئاسة، وذلك في رسالة ضمنية بأن الإخوان لن يسعوا حالياً إلي الظفر بأهم المناصب القيادية في البلاد، خاصة في ظل رغبتهم المحمومة حالياً في تهيئة البيئة القانونية والدستورية في مصر ليكون التيار الإسلامي مطروحاً علي الساحة بقوة، ودون أي معوقات تدفع في اتجاه إقصائه مستقبلاً.