دخوله للبيت الأبيض ألغي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب المعالم الرئيسية لإرث سلفه باراك أوباما، فبعد ساعة واحدة حذف فريقه الصفحة الخاصة بحقوق المثليين والمتحولين جنسياً في الزواج، من الموقع الإلكتروني لمؤسسة الرئاسة، إضافة لصفحة العمل من أجل المناخ ومواجهة الاحتباس الحراري. ولكن الرمز الأكبر الملغي من تركة أوباما كان برنامج الرعاية الصحية المعروف باسم أوباما-كير، والذي يوفر مظلة تأمينية لعشرين مليون أمريكي من الفقراء والمهمشين. كان إلغاء البرنامج الصحي نقطة أساسية في الحملة الانتخابية لترامب، ولو كان ذلك في أي بلد آخر لربما خسر الانتخابات قبل أن تبدأ بفعل مزايدات حنجورية تتهمه بوحشية رأسمالية لا تشعر بالفقراء والمحتاجين. ترامب يري ببساطة أنه لا داعي لتحمل الدولة أعباء مالية تُثقل كاهلها، وأنه من الأفضل توفير فرص عمل ورفع المرتبات بما يضمن رخاءً وازدهاراً للجميع فيصبح كل فرد مسؤلاً عن تحقيق ذاته وتلبية احتياجاته بدلاً من الجلوس في البيت انتظاراً ليد العطف. ويملك الرجل لتحقيق ذلك خطة مفصلة بالأرقام وبجدول زمني محدد: لن يلتزم باتفاقات التجارة الحرة مع دول أمريكا الشمالية فبالتالي ستعود استثمارات أمريكية، قيمتها 5 تريليونات و100 مليار دولار، من كندا والمكسيك، ولن يلتزم باتفاقية باريس للمناخ وبالتالي سوف ينقب عن احتياطات غاز ونفط قيمتها 50 مليار دولار، وسوف يوفر إجمالا 7 ملايين وظيفة بمرتبات مجزية بعد خفض الضرائب علي أصحاب رؤوس الأموال. قدم الرئيس الخامس والأربعون في تاريخ الولاياتالمتحدة درساً للحكومة المصرية وللمعارضة معاً: لا تمنح الفقير دعماً ولكن وفر له فرصة عمل.