ترصد »آخرساعة» بالصور للأسبوع الثاني علي التوالي أعمال ترميم الكنيسة البطرسية التي تعرضت لتفجير إرهابي في 11 ديسمبر الجاري، والتي تشرف عليها الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، لإعادة الكنيسة إلي ما كانت عليه بعدما تسبب التفجير في إحداث تلفيات بالغة في مبناها الأثري، ويتابع المهندسون والعمال عملهم علي قدم وساق لسرعة الانتهاء من أعمال الترميم التي يقوم بها نحو مائة عامل، لتكون الكنيسة جاهزة لصلاة قداس عيد الميلاد المجيد في السابع من يناير المقبل، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي. انتقلنا إلي مقر الكنيسة البطرسية، للوقوف علي أعمال الترميم، التي شارفت علي الانتهاء، ورصدنا الأوضاع علي الطبيعة، حيث تم إقامة السقالات داخل وخارج مبني الكنيسة لإزالة الأجزاء التالفة من الجدران والسقف الخشبي واستبداله بأجزاء جديدة من نوع الخشب »العزيزي» واستبدال »القراميد» بالسقف الخارجي ومعالجة الحوائط والرسومات النادرة والفسيفساء والأرضيات والزجاج التالف، وتحولت الكنيسة إلي خلية نحل، حيث يشارك نحو 100 عامل تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في أعمال الترميم لإنجاز المهمة المطلوبة في وقت قياسي قبل احتفالات عيد الميلاد المجيد في 7 يناير المقبل. في البداية قال أحد المسئولين عن ترميم الكنيسة - طلب عدم ذكر اسمه - إن اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية والأنبا أرميا رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي تفقدا الكنيسة للوقوف علي حجم التلفيات، مؤكداً أن أكثر التلفيات طالت السقف الخشبي، ورغم ذلك أنقذ الكنيسة والأعمدة الرخامية من التدمير الكامل لأنه امتص الموجه الانفجارية، مشيراً إلي أن محتويات الكنيسة البطرسية أثرية لمرور مائة وخمسة أعوام علي إنشائها، حيث بنيت الكنيسة باسم القديسين الشهيدين بطرس وبولس عام 1910 وتدشينها علي يد قداسة البابا الراحل كيرلس الخامس عام 1912 وصممها المعماري الإيطالي »أنطونيو لاشياك» وتم الانتهاء من آخر ترميم لها عام 2006. وتابع: أعمال المعالجة للكنيسة تتم بحرفية شديدة لاحتوائها علي الرسومات النادرة والفسيفساء بالهيكل، كما يتم استبدال الأسقف بنفس الأشكال والأنواع، وكذلك إصلاح الأرضيات والزجاج والأبواب والمقاعد حتي يعود كل شيء إلي ما كان عليه قبل التفجير، موضحاً أن الكنيسة ستكون جاهزة لاستقبال الأقباط خلال قداس عيد الميلاد. من جانبه، قال المهندس عادل سدراك مرزوق مدير شركة البستان للإنشاءات التي تقوم بتنفيذ أعمال الترميم تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إنه من المقرر الانتهاء من أعمال الترميم قبل الموعد المحدد، حيث سيتم تسليمها 3 يناير المقبل لتقام فيها صلاة عيد الميلاد. وأكد سدراك أنه تم إنجاز أكثر من 80% من أعمال الترميم، حيث تم تركيب الأسقف الخشبية بالكامل وتم عمل منظومة حديثة للصرف وسحب المياه الجوفية من التربة علي ارتفاع 30 سم واستبدال »القراميد» بالسقف الخارجي, وتم تركيب صور الفسيفساء التي تساقطت وإعادتها لأصلها, وشدد علي أن جثامين أسرة الزعيم بطرس باشا غالي البالغ عددهم 10 والمدفونين بالكنيسة لم تتصدع تماماً من خلال المعاينة. وشدد سدراك علي أن الأعمال التي يتم تنفيذها في الكنيسة لا تتوقف علي الترميم فقط، بل تجديد كامل للكنيسة, قائلا إنه تم الانتهاء من إصلاح المقاعد الخشبية بالكامل وعددها 60 مقعدا بالإضافة إلي إعادة دهانات الأبواب وتركيب الزجاج وكاميرات المراقبة الجديدة والمراوح والإضاءة وأجهزة الصوت. من جانبه، أكد المهندس تادروس عادل مدير مشروع إعادة ترميم الكنيسة البطرسية، أن حجم الدمار الذي لحق بها جراء الانفجار كان كبيراً، لكن تم العمل منذ بدء أعمال الترميم بشكل مكثف للانتهاء من المشروع وتسليمه في الوقت المحدد, مشيراً إلي أن العمال يعملون علي مدار 18 ساعة يومياً لتنفيذ المشروع. وقال أمجد شحاتة المشرف علي تنفيذ المشروع إن إعادة ترميم الكنيسة روعي فيه الجانب الأثري والتاريخي للكنيسة، حيث تم وضع مواد عازلة علي اللوحات الجدارية للمحافظة عليها، مشيراً إلي أن حجم الأضرار كان يتطلب أكثر من عام لإعادة الكنيسة إلي ما كانت عليه، لكن تم تكثيف العمل بشكل متواصل للتنفيذ في الموعد الذي حدده الرئيس السيسي. وقال وفدي بطرس أيوب، أمين صندوق الكنيسة، إن التفجير طال كل شيء بالكنيسة لكن إدارة الأشغال العسكرية بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تقوم بأعمال الترميم علي قدم وساق لإنجازها قبل احتفال عيد الميلاد, مشيرا إلي أن جثامين أسرة الراحل بطرس باشا غالي لم يلحق بها أي أضرار أو أي عمليات تصدع وتشقق. وقدم أمين صندق الكنيسة الشكر للقوات المسلحة علي الجهد المبذول في ترميم الكنيسة خاصة أن حجم الضرر يحتاج مدة طويلة إلا أن الهئية الهندسية سابقت الزمن لانتهاء من الترميم في أسرع وقت بالتعاون مع المهندس بشير بطرس غالي رئيس مجلس إدارة الكنيسة، مضيفاً أنه سيتم ترميم الرسومات بمعرفة أسرة »غالي» والاستعانة بمتخصصين إيطاليين لإعادة ترميمها، حيث إن الرسومات إيطالية في الأساس، وسبق أن قمنا بتثبيت الألوان للمحافظة عليها.