خلال الأيام القليلة القادمة لا حديث في أفريقيا وإسرائيل إلا عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ل 4 دول أفريقية هي: أوغنداوكينيا وأثيوبيا ورواندا، وعقده عدة لقاءات بالغة الأهمية مع قادة أفارقة آخرين من جنوب السودان وتنزانيا، وصفها الإسرائيليون بأنها لقاءات تاريخية لم تحدث منذ 30عاما، منذ آخر زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي لهذه المنطقة، والزيارة تكتسب أهميتها ليست من عدة لقاءات هنا أو هناك، ولكن لأنها سياسية بالدرجة الأولي واقتصادية بالدرجة الثانية حيث اصطحب نتنياهو في جولته نحو 80 من رجال الأعمال من نحو 50 شركة إسرائيلية، تبحث في العودة للقارة السوداء ربما علي حساب شركاء آخرين تاريخيين للقارة، من بينهم مصر. وحسب صحيفة »جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، فإن نتيناهو قام بزيارته التاريخية المخطط لها منذ شهور طويلة، التي شملت كلا من أوغنداوكينيا وأثيوبيا ورواندا، واستغرقت 4 أيام كاملة بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين إسرائيل وهذه الدول وكنواة لعودة إسرائيل القوية للقارة السوداء، وحسب راديو إسرائيل فقد شارك نتنياهو في عدة مناسبات كان أبرزها مشاركته في مراسم تم إقامتها في أوغندا، لتخليد الذكري ال40 لعملية إسرائيلية شهيرة حدثت عام 1986 لتحرير عدة رهائن إسرائيليين تم اختطافهم وقتها والتوجه بهم إلي مطار عنتيبي الأوغندي.. التي أدت لمصرع عدة أشخاص كان منهم شقيق نتنياهو نفسه ويدعي يوني نتنياهو أحد المشاركين في عملية تحرير الرهائن. وحسب صحيفة »ديلي مونيتور» الأوغندية فإن نتيناهو اجتمع خلال تلك الاحتفالات بزعماء ومسئولين أفارقة آخرين هم: رؤساء أوغنداوجنوب السودان ورواندا وكينيا وأثيوبيا وتنزانيا، ثم اجتمع في قمة أفريقية مصغرة ضمت رؤساء كينياوجنوب السودان وأثيوبيا وزامبيا ومالاوي ورواندا، والغريب أنها كانت ضد الإرهاب وخطره علي القارة السوداء.. والأهمية هذه المرة من خلال تلك الزيارة أنها تضم شقا اقتصاديا، حيث اصطحب نتنياهو معه نحو 80 من كبار رجال الأعمال اليهود من داخل وخارج إسرائيل، ومن نحو 50 شركة تسعي كلها لتعزيز التعاون والتواجد القوي ووضع موطئ قدم جديد لإسرائيل بالمنطقة. وحسب صحيفة »معاريف» الإسرائيلية.. فإن نتيناهو وصف زيارته التاريخية تلك بأنها »عودة قوية لإسرائيل للقارة السوداء من الباب الواسع».. ورغم الانتقادات التي صاحبت زيارة نتنياهو، وتظاهر المئات من الأثيوبيين من أصول يهودية، ضد وحشية قوات الاحتلال ضد أثيوبيين آخرين يهود يقيمون في إسرائيل وبالتحديد في تل أبيب، إلا أن الأغلبية من الأفارقة وجدوا في الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل التي يعدونها من البلدان المتقدمة نسبيا خاصة في المجالات الزراعية والصناعية وطبعا في المجالات العسكرية والتصنيع العسكري بصفة خاصة. وهي فرصة ذهبية لإسرائيل، للعودة بقوة للقارة كما كانت في خمسينيات القرن الماضي حيث بدأت العلاقات وقتها واستمرت في التقدم مع عشرات البلدان الأفريقية، حديثة الاستقلال في ذلك التاريخ، وحتي نكسة عام 1967 حيث وقف العديد من الدول الأفريقية ضد إسرائيل في عدوانها، وقطعت العلاقات الثنائية معها، وبدأت ب4 دول هي: غينياوأوغندا وتشاد والكونغو برازفيل، ثم اتسع قطع العلاقات معها بعد حرب 1973، ليشمل مقاطعة شبه جماعية لها وبقرار ملزم وقتها من منظمة الوحدة الأفريقية، الاتحاد الأفريقي حاليا، بالفعل قطعت 31 دولة أفريقية علاقاتها بشكل تام مع تل أبيب. أما صحيفة »فايننشيال تايمز» البريطانية فقد لخصت الهدف من الزيارة في عدة نقاط هامة أبرزها بحث إسرائيل عن حلفاء جدد لها، يدعمون مواقفها في المحافل الدولية خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وببرنامجها النووي غير المعلن، وفي هذا الصدد تتحرك سياسة إسرائيل لبناء سياج من الدول الأفريقية الصديقة علي طول الساحل تمتد من ساحل العاج وتوجو والكاميرون في الغرب إلي رواندا وكينيا في الشرق.. بالإضافة إلي قضية المهاجرين من أصول يهودية أفريقية، وهي مشكلة معلقة منذ عقود بين إسرائيل ودول أفريقية من بينها جنوب السودان وأريتريا وأثيوبيا وتعد أرقامهم بعشرات الآلاف، أضف لذلك.. أن إسرائيل توسع من علاقاتها مع دول القرن الأفريقي بالذات، إما لإقامة علاقات اقتصادية طويلة المدي ومن بينها مشروعات السدود والاتصالات والمجالات العسكرية والزراعية، وإما لغرض سياسي وهو محاربة تمدد من نوع آخر بنفس المنطقة يقوم به كل من حزب الله اللبناني خاصة في الصومال وأريتريا، إيران التي يتمدد نفوذها الاقتصادي بصورة ملحوظة بالمنطقة.. يوما بعد يوم.