سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    16 شهيدا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح    هشام يكن: خسارة سموحة محزنة.. ويجب أن نلعب بشخصية البطل ضد نهضة بركان    مصر وجنوب السودان.. خطوات هامة نحو تعاون مثمر في مجال المياه    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    عاجل.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف ومحيطها    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    حملات تموينية على المخابز السياحية في الإسكندرية    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أنغام تتألق ب "فنجان النسيان" في حفلها ب دبي (فيديو)    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    رضا عبد العال ينتقد جوزيه جوميز بعد خسارة الزمالك أمام سموحة    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    طاقم حكام مباراة بيراميدز وفيوتشر في الدوري    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    سعرها صادم.. ريا أبي راشد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    بإمكانيات خارقة حتدهشك تسريبات حول هاتف OnePlus Nord CE 4 Lite    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمطار خفيفة على المدن الساحلية بالبحيرة    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صرخة .. عتاب من:رجل شرطة .. شريف!
نشر في آخر ساعة يوم 17 - 05 - 2011


[email protected]
لكل رواية.. وجهان ولكل حدث وجهات نظر ترويان (الحدوتة) من خلال الزاوية التي نظر من خلالها.. والنتيجة التي ختمت بها الحكاية.. ففي علاقة الشرطة مع الشعب.. هناك فاعل ومفعول به .. هناك جلاد وضحية.. هناك مجرمون ظاهرون وهناك من يحرك الأحداث وهو مختبئ وراء سيجار ونظارة سوداء في عز الظهر كما تعودنا في أفلام الأبيض والأسود.. ولكننا في الحياة العالم كله ألوان.. فاقعة .. بلون دم الشهداء.. كل أنواع الشهداء..!
ولنبدأ الحكاية التي يعرفها الجميع.. ثورة قامت بدون إعداد .. جاءت فجأة.. كنسمة هواء لغريق تصور أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.. ووقعت كالصاعقة.. للمجرمين والحكام الفسدة.. الخونة.. وهم نائمون في العسل.. مطمئنون إن نهر القهر والسيطرة والفساد يجري في مجراه حتي آخر الزمان.
إذن كلانا فأجأه التغيير.. الفرحة هنا للشعب والمأتم هناك للحكام.
ومابين هؤلاء كانت الشرطة.. التي كانت يوما ما في خدمة الشعب حتي حولها النظام رغم أنف شرفائه رجال الأمن المصريين بحق المؤمنين بأصالة.. إن مهنتهم هي واجبهم المقدس في المحافظة علي أمن وأمان.. كل مواطن محترم.. غير خارج علي القانون لأن تلك الفئة الخارجة والمتمردة علي سلطة الدولة الحرة المحترمة وليس السلطة السارقة.. القاتلة الخائنة لأمانة واجبها القانوني فلهم معاملة أخري تري فيه الوجه الصارم، القوي للشرطة المصرية هذه هي حدودتنا المصرية اليوم.
حدوتة.. شعب سقط منه في الطريق جهاز أمنه في لحظة فارقة من حياة المصريين.. اضطروا فيه : أن ينزلوا إلي الشارع لحماية أسرهم أعراضهم أموالهم.
وكلنا.. شعرنا أن الشرطة قد خذلتنا وعاقبتنا علي الثورة كأنها في ذلك اليوم قد اختارت النظام بفساده وإجرامه وتحقيره للشعب والوطن والنزول به إلي الدرك الأسفل لعنهم الله من مقام الدولة المحترمة الحرة المتحضرة.
هذا كان إحساسي ويقيني.. كنت غاضبة من جهاز الشرطة بأكمله.. كانت تجربتي العمرية علي امتداد ثلاثين عاما وهي عمر النظام المخلوع السابق .. لاتري فيه إلا الوجه القبيح.. الذي جعل دخول قسم الشرطة لأي سبب أمرا محفوفا بالمخاطر.. أقلها الإهانة.
كنا نسمع عن التعذيب وعن تلفيق التهم .. وعن عنجهية رجل الشرطة الذي فجر فيه كل إحساس بالاستعلاء والقوة والتحكم في خلق الله قانون طوارئ سيئ السمعة جعل من رجال الشرطة آلهة لاتمس.
وتلك أيضا حدودته.. يعرفها الجميع.
حكمنا فيها علي جهاز الشرطة وخاصة جهاز أمن الدولة غير المأسوف علي شبابه بأقصي عقوبة وهي عقوبة الخيانة العظمي.
قالها الكثيرون عندما اختفت الشرطة قالها المثقف وقالها البسيط.
لقد تخلي عنا الجهاز مرتين مرة عندما انحاز للنظام خاصة نظام أمن الدولة ومرة عندما خذل الثوار ثم الشعب عندما اختفي في عز معركة الكرامة.
ومرة ثانية عندما رفض النزول لحماية الدولة مابعد الثورة من أعداء الثورة والحياة نفسها.
لذلك كان لابد بعد انتهاء حالة الغليان والغضب مما حدث وما يحدث لنا جميعا من جراء غياب الأمن.
أن أسأل الطرف المتهم وأن أسمع منه.
لعلي أتعافي من حالة الغضب والحيرة وربما الكراهية لجهاز كان يوما مفخرة الشعب المصري ونحتفل بعيده يوم 52 يناير بعيد رجال شرطة مصرية رفضوا الانصياع لأوامر الإنجليز بتسليم السلاح وضحوا بحياتهم من أجل كبرياء وطن ورجال شرطته الوطنيين.
❊❊❊
قابلته صدفة جاء ليطلب واسطة حتي يترك جهاز الشرطة الذي أحبه وقضي في خدمته 41 عاما . كان يبدو عليه الغضب ولم يستسغ مداعبتي له بحكم القرابة رغم أن هذه كانت أول مرة أراه فيها شخصيا قلت له ضابط شرطة؟ عدو أنت أم حبيب؟ ابتسم بمرارة فهمت مغزاها بعد أن أخذت ميعادا معه للحديث عن أحزان رجال الشرطة الشرفاء بجد.
هو ضابط في منتصف ثلاثينياته .. يعمل في الأمن المركزي وفخور بعمله وخدم مع قوة حفظ السلام في كوسوفو والبوسنة وهو يقول إن رجل الشرطة المصري أثبت كفاءة منقطعة النظير في تلك البلاد مع الجنسيات الأخري والتي تفاجأت بمستوي كفاءة الشرطة المصرية.
حكي لي هذه الحكاية بفخر.. وتركته يتكلم وإن قاطعته من حين لآخر.. لأوضح له .. ربما ما خفي عليه بحكم وطأة واجبه التي قد تكون قد حيرته بين واجبه نحو الدولة التي حلف يمين الدفاع عنها وما بين إحساسه بالظلم الواقع علي أبناء بلده والذي هو واحد منهم.
❊❊❊
قال.. عارفة الفرق مابين رجل الشرطة والإنسان العادي.. إيه ؟ إنه يعاني من كل المشاكل الذي يعاني منها الرجل العادي.. أسرة ومصاعب مادية وساعات عمل طويلة بعيدة عن الأهل.. ولكنه لايستطيع أن يصرح بكل الكلام إللي عايز يقوله.. ليه؟ لأن عليه عبء حماية البلد.. ولو أعطي لمشاعره فرصة التعبير والغضب سوف يؤثر ذلك علي عمله.. وسوف يتفكك الجهاز.
الذي يحزنني .. أن الناس لم تر في جهاز الأمن المركزي إلا عمله كقوة لمكافحة الشغب لأنهم لايرون عمله في الصحاري والجبال والمناطق المتطرفة.. لمطاردة الإرهابيين وتجار المخدرات والسلاح وكل أنواع المجرمين.
كل هذا وراتبهم (مخجل) حتي أنني وزملائي مرة طاردنا عصابة لمهربي المخدرات وتعرضنا فيه لإطلاق الرصاص وكانت المكافأة للضابط 003 جنيه والأقل رتبة 001 جنيه . كان هذا تقدير الجهاز لحياة رجل الشرطة.. ومع ذلك عملنا بجهد ونزاهة!!
وقاطعته متسائلة.. بصراحة كده ألم تكن ترغب في تغيير كل الأوضاع التي أوصلتنا للحضيض الذي غرقنا فيه جميعا؟
أجاب ببساطة شديدة ( آه كنت عايز التغيير ولكن ليس بالشكل ده.. كان نفسي أن يحدث التغيير بشكل سلمي.. يستجيب النظام لمطالب الناس ولا تتعرض الدولة لكل هذه الفوضي وكل هذا الانهيار ومصر بلد كبيرة وواسعة صعب السيطرة عليها لو افتقد الأمن).
لم أمنع نفسي من أن أقول له الحداية لاتحدف كتاكيت والله كلنا كنا نريد ذلك ولكن نقول إيه عند بقه.. قال الذي يحزنني هو اتهام الشعب لنا بخذلانه.. أنا سوف أتكلم عن نفسي وما تعرضت له .. لا أحد كان يتوقع نزول كل هؤلاء إلي الشارع.. لاتوجد فرق محاربة الشعب تستطيع أن تقف أمام العصيان المدني الأمر كان مفاجأة لنا وليس كل الثوار كانوا ثوارا بجد نحن نعرف الفرق.. الذين طالبوا بالعدالة والحرية والتغيير ليس هم الذين أحرقوا المباني الحكومية وأقسام البوليس والمحلات التجارية.
قلت له يا حضرة الضابط أنتم تعرفون من الذي أحرق وسرق و.. وقاطعني قائلا:
أنا شخصيا لم تصدر لي الأوامر بالانحساب لقد ظللنا في الشارع ثلاثة أيام وليالي وأنهكنا الكر والفر وقطعت الاتصالات وتمت مهاجمتنا بالآلاف المؤلفة وأنا كان كل همي أن أعود إلي معسكر الأمن المركزي حتي أحمي السلاح الموجود فيه. لأنه لو سرق كانت ستكون مصيبة.. وفعلا حمينا المعسكر فعلنا ذلك وأهالينا وأولادي ومراتي في البيت يتعرضون لكل ما تعرض إليه المصريون من هجوم البلطجية والفارين من السجون ومع ذلك صمدت أسابيع في المعسكر..
هذه هي أخلاق الشرطة المصرية.
ليس كل الشرطة عذبت ولفقت قضايا وحتي ليس كل رجال أمن الدولة تخصصوا في التعذيب وهتك الأعراض هناك رجال تعففوا عن تلك الممارسات .. وهناك من كان عملهم بعيدا عن تحقيقات المتطرفين هناك من حمي مصر من الجواسيس والاختراق الأمني.
كل هؤلاء اتنسوا تماما .. ودمغوا باتهامات قاسية.
وأخذنا استراحة.. مع كوبين من القهوة لأتبلع معها بعضاً من آرائه فاجأتني تماما.
❊❊❊
المفاجأة الأولي وتلك هي وجهة نظره من سيناريو إطلاق النار من قناصة علي شباب الثورة.
الأسلحة المتطورة بالليزر ليس من تسليح الشرطة والأمن المركزي.
التفسير؟
ممكن ميليشيات خاصة تابعة لوزير الداخلية ونجل الرئيس معلومة من كاتبة المقال تشير أن سيناريو التوريث كان يستوجب عند رفضه فتح السجون وإطلاق المجرمين علي الشعب حتي يكون الخيار واضحا إما جمال مبارك وإما الفوضي.
هل لك تعليق يا سيادة الضابط؟
الذي أعرفه إن في أي ثورة لابد أن يحدث تحفيز للناس حتي يصمدوا والسبيل هو وقوع ضحايا وقد حدث.. ربما كان من مصلحة جهة ما لم يرض أن يسميها أن تتطور الأمور وللعلم.. لقد اثبتت التحقيقات إنه تم إطلاق النار علي الأمن المركزي من عربة وتم التعامل معها . وبعد ذلك تم إطلاق الرصاص من عربة مشابهة.. ودهس للمتظاهرين.. هناك أطراف كثيرة.. كان يهمها أن تولع المعركة!!
للضابط .. الشاب .. الناضج.. المتعلم .. المستعد لنيل الدكتوراه في تخصصه والحاصل علي دبلومات عسكرية أسئلة عن وقائع يري من وجهة نظره أنها تستحق التوقف.
كيف تم تهريب مقاتلين من حماس وحزب الله ووصولهم في خلال 42 ساعة إلي ديارهم!! بالتأكيد كانوا يعرفون شيئا ما .. لقد حصلوا علي مساعدات (لوجستية لكي يهربوا زملاءهم).
كانت إجابتي: ربما كان عندهم خطة لتهريبهم وانتهزوا فرصة الثورة والفراغ الأمني لإنقاذ زملائهم.
وأنا أعترف أنني لم أبتلع طعم أن حزب الله كان يريد تفجير أماكن في مصر .. وكانت قناعتي أنه كان يريد توصيل سلاح لإخواننا في غزة التي شاركت مصر لا النظام السابق في حصارهم والتنسيق الأمني ضدهم مع العدو الصهيوني وسوف يكشف التاريخ يوما ما كل صور الخيانة التي كان يقوم بها نظام مبارك والتنازلات التي قدمت من أجل توريث اسم النبي حارسه جمال.
❊❊❊
قال سيادة الضابط في تفسيره لاقتحام السجون ربما شجع حدوث اقتحام السجون الآخرين علي فعل نفس الشيء وجاء أهاليهم لإنقادهم.
وتذكرت اللواء البطران الذي قيل إنه اغتيل بأوامر من وزير الداخلية حبيب العادلي لرفضه فتح سجنه لإطلاق سراح المساجين!
وعندما سألته عن رأيه في ذلك قال لم أسمع عن تلك الحادثة ولا أستطيع تأكيدها.. ولكنني سمعت عن الاستعانة أحيانا بالبلطجية للقيام بالأعمال القذرة حتي لا يلام الجهاز إذا حدثت تجاوزات ويقدم أفرادها للمحاكمة.
ولكنه في نفس الوقت قال لم يحدث معي أبدا أن طلب مني أحد ذلك !! وقال لو كان هذا يحدث بشكل منهجي تبقي كارثة لأن البلطجي ولاؤه للفلوس أولا وأخيرا ومن ثم قد يحدث انقلاب علي الجهاز نفسه.
وتعجب هذا الضابط المثالي الذي قال لي بفخر إن الضابط يدرس حقوق الإنسان وعلم نفس إجرامي وطريقة التعامل مع المجرمين .. فكيف بعد كل ذلك يلجأ للبلطجية!!
وكانت إجابتي أن الزمن والنظام الأسود وبعض من رجال الشرطة نسوا واجبهم وهو خدمة الشعب إلي خدمة النظام ومن ثم حدثت الكارثة.
❊❊❊
❊ سألته ما الذي يضايقك من الثورة؟
قال كلنا كنا نريد ظروفا أحسن للبلد تغيير المشكلة أننا كنا ننتظر ثورة جياع وقد حدثت نوعا ما في الهجوم علي المحال والسرقات والنهب.
ولكن الشيء الأعجب أننا كشرطة شريفة ونزيهة استشعرنا الخطر بعد الانتخابات ونتائجها الكارثية لقد قتلوا الأمل في قلوب الناس.. بدم بارد.. ولم يتصوروا إن الناس قادرة علي الثورة.. ولكنني أنا شخصيا شعرت بالخطر وإن شيئا ما سوف يحدث فكيف لم يشعر النظام بذلك؟ وأين أجهزة معلوماته؟.
❊❊❊
أكثر ما أحزن هذا الضابط الشريف الوطني هو أن لا أحد يذكر شهداء الشرطة. وعندما (بان علي الذهول) قال نعم شهداء الشرطة الذين دافعوا عن أقسام البوليس عند اقتحامها وسرقة الأسلحة وتهريب المساجين هؤلاء دافعوا عن واجبهم وقتلهم البلطجية والحرامية وقاطنوا العشوائيات.. الذين أضرموا النيران في المصالح والعربات هؤلاء الشهداء لم يكونوا القناصين الذين اغتالوا الثوار الشرفاء المطالبين بالتغيير بالطرق السلمية.. وكيف نطلق علي الذي مات وهو يقتحم سجنا ويطلق النيران علي الضباط شهيدا؟
بعض من الإنصاف لرجال شرطة شرفاء.
فليس كل من دخل ميدان التحرير ملاكا وليس كل من لبس بدلة ضابط قاتلا ومنتهكا عرضا.
ورفقا بأمهات شهداء الشرطة.
❊❊❊
كلمة قالها سيادة الضابط توقفت عندها (لم يتصور النظام نزول كل هذا العدد إلي الشارع ولم يتصوروا هذا القدر الهائل المفاجيء من التصميم!!)
استمر قائلا لاينفع أن يأتي التغيير بصدمة لأنه سوف يكون له توابع كالتي نعيشها الآن فلا أحد يعرف المدة التي سوف تستمر فيها ومن الذي سيتسبب في إطالتها كانت إجابتي.
1 النظام السابق.. 2 لدول العربية الاستبدادية.. 3 أمريكا.. 4 إسرائيل.. كلهم متساوون في الرغبة في القضاء علي الثورة وكلهم لنفس السبب (الاستغلال للمصلحة الخاصة).
❊❊❊
السؤال المنتظر لماذا لاتعود الشرطة للعمل بقوة وكثافة؟
لاينفع لأنه لو استخدم الضابط سلاحه الميري في ظرف يتطلب ذلك سوف يحاكم بنص حق الدفاع الشرعي والظروف التي تم فيها استخدام السلاح.
وبصراحة الناس لن تقف معه بل ضده وهذه هي المشكلة إحساس فظيع بأن الناس تكرهك.. وجراءة منقطعة النظير هل هيبة رجل الشرطة الذي يحميك.
ولم أتمالك نفسي فاعترضته قائلة آسفة لم أشعر أبدا خلال سنوات طوال أن الشرطة تحميني.. أين هي في الشارع حتي قبل الثورة.. الشرطة كانت في خدمة النظام في تزوير الانتخابات في الاعتقالات في في ونظرة من عينيه أوقفتني .. نظرة صدمة؟.. قلت إيه اللي قلته خطأ..
قال لن أناقشك إنما سوف أذكرك.
أنسيتم شهداء الحرب ضد الإرهاب الذي روع مصر وقضي علي السياحة في مصر؟ وحماية الحدود؟ أتعرفين أن جزءا من عمل الأمن المركزي هو حماية المدن عندما تحدث ثغرة في الجيش في المعركة فيتدخل الأمن المركزي لسد تلك الثغرات قلت آسفه لم ننس؟ ولكن بعد ذلك اندفعت مياه كثيرة تحت الكباري في مصر غير المحروسة من حكامها!
أكمل قائلا: نحتاج إلي تشريع يحمينا في عملنا ساعات الضابط يحبس عند التحقيق في استخدام سلاحه الميري.
هل تؤدب الشرطة الشعب بعدم نزوله؟ وقع عليه السؤال كالصاعقة (نؤدب لا .. يا أستاذة نفسيتنا في الحضيض!!
فاكرة ضابط الشرطة في المعادي الذي تهجم عليه سائق الميكروباص وكادوا يفتكون به عندما أطلق طلقة تحذيرية وضربوه أمام أمه؟
هيبة الشرطة انكسرت.. والقرود قفزت علي ظهر الأسد!! وهم المجرمون والذين يقتحمون السجون.. إذا أطلق عليهم الرصاص سوف يحاكمون.
وللأسف.. عندنا إحساس أنه سوف تصدر أحكام لتهدئة الرأي العام كثير من الضباط الذين يحاكمون كانوا يدافعون عن الأقسام.
أما الذين أطلقوا الرصاص علي رؤوس المتظاهرين فلابد أن ينالوا أقسي عقوبة.
❊❊❊
لماذا كانت الصورة الذهنية لجنود الأمن المركزي المساكين الذين يحبسون في عرباتهم لأيام طويلة ويقبضون الفتات علي أنهم Body guards النظام وليس لحماية المنشآت كما تدعون.
قال في كل دول العالم قوات لمنع الشغب.. وإلا تحدث فوضي كما يحدث الآن.. المفروض أنها تتدخل عندما يبدأ المتظاهرون في الاعتداء علي المال العام والخاص.. خاصة عندما يندس فيهم المنحرفون.
قلت لا وأنت الصادق.. عندما يتكلم المعارضون ويجاهرون بمساوئ النظام ويطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية.. ما تقوله مكتوب في الكتب وماعشناه.. آثاره موجودة علي ظهورنا.
نقلت ما قاله حرفيا.. صدقته فهو من الشرفاء.. لذلك طالبت بأن يحاكم الفسدة حتي يعرف الشعب أن الذي يعمل الآن هم الشرفاء.. طالب بأن تحسن أحوال الضباط فلقد عانوا من الظلم الاقتصادي كغيرهم من فساد بعض القيادات.
وقال لابد أن يتم التصالح بين الشعب والشرطة فنحن أهل وكما يعيد الناس حساباتهم بعد الثورة فيتغير سلوكهم إلي الأحسن خوفا علي البلد فالشرطة تفعل نفس الشيء.
اعطوا الفرصة للشرفاء لإنقاذ مصر وأمنها.
قلت له مازلت تريد واسطة للخروج من الشرطة وترك البلد؟
قال لا أعرف لو كتبت ماقلته .. ربما أعيد التفكير قلت أرجوك أعد التفكير!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.