عن مجموعة من أشهر كتاب الفرانكوفونية صدر حديثا كتاب عنوانه »منفي اللغة« حوار مع الأدباء الفرانكوفونيين كإجابة عن أسئلة كثيرة حول اختيار هؤلاء الأدباء للغة الفرنسية للكتابة وهي ليست لغتهم الأم وقدموا بها أدبا وإبداعا تناول الكتاب الذي كتبه الدكتور شاكر النوري وهو عراقي عمل بالتدريس والصحافة أعمال ثلاثين اسما من أشهر الكتاب الذين حاورهم شارحا موقفهم من اللغة الفرنسية وهل كانت ضرورة أم اختيارا؟ لقد مجدت فرنسا وخلدت أجانب لم يولدوا من رحمها علي عكس الولاياتالأمريكية التي بحاجة أكثر للأصوات الآتية من بعيد مثلها ولكنها تمتنع عن ذلك خجلا ومكرا وعنصرية كان كازانوفا أول نموذج للغة الفرنسية وهو المولود في ايطاليا وكتب عشر مجلدات عن مذكراته باللغة الفرنسية ويتطرق الكتاب لبداية الفرانكوفونية ومحاولة فرنسا خلال السنوات الماضية أن تخلق صيغة تستقطب من خلالها كل من له علاقة بالفرنسية وثقافتها من أجل نشر اللغة الفرنسية بهدف خلخلة مكونات الهوية العربية في المستعمرات الفرنسية القديمة ومنها دول المغرب العربي ويثير الكاتب تساؤل البعض عن القيمة الأدبية التي تضمنتها هذه الأعمال ومدي مساهمتها في بناء صرح الثقافة الأدبية ومدي تقبلنا للأدب العربي المكتوب باللغة الفرنسية وتجئ الإجابة بأن هذا الأدب أصبح حقيقة ماثلة في تاريخنا وجزءا لايتجزأ من الإبداع العربي فالأدب العربي المكتوب واكب ورصد عهد الحماية الفرنسي وزمن الاستعمار الإسباني في المغرب وأصبح سجلا للتاريخ السياسي والاجتماعي والفكري وربما يكون من الأجدي أن نعرف هذا الأدب الذي تميز بجرأة طرح الموضوعات واستخدام الأساليب التقنية الحزينة ومن أشهر أسماء أدباء الفرانكوفونية أمادوا روما من ساحل العاج كتب أربع روايات فقط وهو مسلم أو روايته الله ليس مجبرا ليعطي عن مفهومه للإسلام وهو أن ما قدره الله يجب علينا أن نتقبله ولقد فعل أقصي ما يمكن أن يفعله لنا نحن البشر.. أندريه شديد اللبنانية الأصل التي أمضت طفولتها في القاهرة من أشهر رواياتها النوم المطلق واليوم السادس وحلم إخناتون إضافة لمسرحيات ومئات من القصائد وهي ثائرة متمردة هادئة لم تجد أي صعوبات في خرق الممنوعات والمحرمات التي كانت سائدة.. ألبير قصيري المصري الذي كتب سبع روايات هامة بالفرنسية ترجمت كلها للإنجليزية يعيش بباريس منذ عام 03 حمل معه شخصيات روائية وعبق القاهرة القديمة »شحاذون ومعتزون« وكسالي في الوادي رواياته كلها تجري بقاع المجتمع المصري عن أولئك المنسيين الذين لايخطرون علي بال أحد ورغم أنه أمضي قرابة نصف قرن بباريس إلا أنه لم يتخل عن الكتابة عن مصر لأنه يملك منتهي الإخلاص والإبداع.