تباينت الآراء والأحكام حول فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رمز العروبة وبطل التحرير الذي يحمل له جموع المصريين وشعوب العالم العربي كل حب وتقدير واحترام علي مدي سنوات وأجيال قادمة. نعم حدثت بعض التجاوزات ولكن يكفي الزعيم جمال عبد الناصر أنه لم يحاول أن ينهب أموال شعبه أو يختص لنفسه بقصر في مارينا وقصور أخري لأفراد عائلته داخل مصر وخارجها. مات الزعيم وثروته لا تتعدي مئات الجنيهات ليس فيها فيلات أو أراض أو حسابات بالمليارات في بنوك سويسرا. يكفي الزعيم أنه لم يفكر يوما في أن يورث من أحد أبنائه حكم مصر وظلوا جميعا بعيدين عن أضواء السياسة والحكم. يكفي الزعيم أنه رفض »رشوة« قدرها 6 ملايين جنيه أرسلها له الرئيس الأمريكي روزفلت لكي يغض الطرف عما يحدث لأبناء الجزائر من قمع وتعذيب بسبب الاستعمار الفرنسي حليف أمريكا.. وقام ناصر بتحويل هذا المبلغ »الرشوة« من أجل بناء برج القاهرة الذي يقف شامخا يطل علي نهر النيل العظيم شاهدا علي نزاهة حاكم. يكفي الزعيم جمال عبد الناصر أنه أحس بمسئوليته عن هزيمة 76 فأعلن اعتذاره للشعب راغبا في التنحي عن الحكم .. ومايزال عبد الناصر في القلوب تتغني باسمه أجيال وراء أجيال »يا جمال يا حبيب الملايين« وكانت وفاته صدمة لكل المصريين الذين خرجوا لوداعه في جنازة مهيبة امتدت لمسافة عشرات الكيلو مترات وكانت أكبر جنازة يشهدها التاريخ. سطور سوف يسجلها التاريخ لعلها تكون عبرة لأولئك الذين يتباكون علي حاكم سابق رافضين محاكمته لاتهامه بقتل المتظاهرين وسرقة أموال الشعب.. حاكم ضاعت مصر في عهده مابين ابن يبحث عن الثروة وآخر يبحث عن الحكم..!