ارحموا مرضي فيروس"سي" الكبدي من الجري وراء الأوهام .. صرخة أطلقها الكثيرون ممن أصيبوا بالفيروس اللعين بعد أن انتشر علي عدد من المواقع الإلكترونية ومواقع الأخبار وغرف الدردشة خبر ظهور علاج جديد يقضي تماما علي فيروس"سي" الكبدي والدواء علي شكل أقراص تؤخذ عن طريق الفم وتنهي آلام الحقن بالإنترفيرون، ومناشدة وزارة الصحة اعتماد الدواء الجديد وتوفيره للمرضي سريعا خاصة أن مصر دولة عظمي في امبراطورية هذا المرض الخبيث والذي يصل عدد المصابين به إلي9 ملايين مصري. كانت هذه هي بداية القصة التي بحثنا خلفها لنستشير كبار أطباء الكبد عن حقيقة الدواء الحديث ونحمل مخاوف المرضي من تحولهم لحقل تجارب في أيدي شركات الدواء العالمية ونلتقي بالطبيب الذي حمل الخبر تصريحاته عن فاعلية الدواء الجديد. في البداية يقول الدكتور رضا الوكيل أستاذ الكبد بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي أن أساس دواء الإنترفيرون المستخدم حاليا لعلاج فيروس "سي" الكبدي هو العمل علي تنشيط جهاز المناعة لمقاومة الفيروس ، وكثير جدا من الأدوية تم تجربتها ومعظمها فشل لأن كفاءتها ليست عالية أو أعراضها الجانبية كثيرة، وقد أعلنت كبري المراكز البحثية الطبية في العالم أن الإنترفيرون سيبقي الدواء الرئيسي لمقاومة فيروس سي الكبدي خلال السنوات الخمس القادمة. وأضاف أن الأبحاث الطبية خلال الفتره الأخيرة بدأت برصد مكونات جسم الفيروس ودورة حياته ووجد العلماء وجود إنزيم معين ضروري لإكمال دورة حياة الفيروس هو إنزيم الإنتوبروتيز، ثم بدأت اثنتان من كبري الشركات الأمريكية في مجال صناعة الدواء بتركيز أبحاثهما علي إنتاج حبوب تؤخذ بالفم وتعمل علي القضاء علي الفيروس مباشرة. والقصة الحقيقية لهذه الأقراص الدوائية التي قامت الدراسات عليها بدأت منذ عدة سنوات ومازالت في طور التجارب ولم ترخص حتي الآن من هيئه الأغذيه والدواء الأمريكية وتم الإعلان أن هذه الأقراص لن تعمل كعلاج منفرد كما أشيع عنها ولكنها سوف تستخدم كعلاج مساعد بجانب الإنترفيرون. إلا أن المشكله الفعلية للأقراص الجديدة والتي يخشاها أطباء الكبد هو أن يتحور الفيروس ويظهر منه أجيال مقاومة للحبوب الجديدة ويتحول الدواء إلي فيتامينات للفيروس، وفي هذا السياق هناك تجربة لدواء يصنع في مصر واسمه العلمي ميتاثوكسنايد تم استخدامه لفترة كعلاج مباشر لفيروس "سي" وهو في الأساس دواء لمقاومة الطفيليات ولم يتضح تأثيره ولا توجد أبحاث قوية تؤكد مدي فاعليته مما جعل الأطباء يبتعدون عن وصفه للمرضي. سلالة أمريكية ويقول الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب القاهرة والرئيس السابق للاتحاد الدولي لأمراض الكبد إن الدواءين الجديدين جربا علي السلالة الأولي لفيروس "سي" الكبدي والمنتشرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وليس علي السلالة الرابعة الموجودة في مصر. وأضاف أن الدراسات التي أعلنت أكدت تأثيره علي سلالة الفيروس الموجودة في مصر وسوف يستخدم كعلاج مساعد للإنترفيرون ولا يلغيه. ومن المتوقع أن يظهر الدواء الجديد في السوق العالمي بتكلفة مرتفعة جدا وأغلي من الإنترفيرون . تأثيرات الدواء ويقول الدكتور أيمن عبدالرحيم أستاد الكبد والجهاز الهضمي بطب القصر العيني إن الأبحاث التي تم نشرها عن تأثيرات الدواء الجديد اعترفت بارتفاع نسب الآثار الجانبية له لتجتمع كل هذه الأسباب من عدم التجربة علي سلاله الفيروس المصرية وارتفاع الثمن والآثار الجانبية وتؤدي في النهايه لعزوف الأطباء المصريين عن استخدام هذا العقار الجديد الذي لم يتضح حتي الآن مدي تأثيره علي مرضي السلالة الرابعة في مصر. أسئلة واتهامات كثيرة موجهة للدواء الجديد وضعناها أمام الدكتور هشام الخياط رئيس قسم الكبد بمعهد تيودور بلهارس والذي انتشر خبر تصريحاته التي حملت آمالا كثيرة عن الدواء الحديث علي الكثير من المواقع الإلكترونية. في البداية قال إن المتعارف عليه طبيا في الوقت الحالي لعلاج فيروس "سي" هو الإنترفيرون طويل المفعول والريبافيرين وهذه العقاقير نسبة نجاحها من 50 الي 60٪فقط في النوع الجيني الرابع الموجود في مصر أما النوع الأول الموجود في أمريكا تكون نسب النجاح أقل وترتفع نسب النجاح قليلا في النوع الجيني الثاني والثالث المنتشر في دول أوروبا. ولذا كانت الحاجة ماسة إلي وجود عقاقير أخري خاصة أن الإنترفيرون له بعض الأعراض الجانبية مثل الحرارة المرتفعة وآلام العظام ونقص في الصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء وفقر عام في الدم. وأضاف أنه منذ10 سنوات بدأ البحث بجدية عن عقاقير جديدة تؤخذ بالفم وتحبط تكاثر الفيروس في مراحله المختلفة منذ بداية دخوله الخلية الكبدية، وقد أثمرت الأبحاث الطبية الحديثة عن عقارين سوف يتم نزولهما السوق العالمي في النصف الثاني من العام الحالي2011 وهما البوسيبريفير والتليبريفير، ولكن الاختبارات الأولية بالنسبة للتليبريفير أثبتت أنه لايصلح للنوع الجيني الرابع في مصر ويصلح فقط للنوع الأول في أمريكا أما العقار الثاني وهو البوسيبريفير فقال إن الأبحاث أثبتت نجاحه بشكل أعلي في التعامل مع السلالات المختلفة لفيروس"سي" الكبدي وهو ماجعل بعض المراكز البحثية في مصر يعلنون عن إجراء أبحاث علي هذا العقار في شهر مارس القادم بعد موافقة منظمة الأغذية والدواء الأمريكية عليه. ونفي ان يكون المرضي المصريون حقل تجارب لشركات الدواء العالمية ولن يسمح بتداول العقار الجديد الا بعد التأكد من فاعليته. ومن المأمول أن تكون هذه الأبحاث باكورة نجاحه في مقاومه السلالة الرابعة الموجودة في مصر والذي ثبت أنه يرفع نسب الشفاء إلي 80٪من فيروس "سي" الكبدي من السلالة الأولي الموجودة في أمريكا خاصة أن هذا الدواء إذا استخدم بجانب الأدوية الحالية يحبط تكاثر الفيروس بقوة ويحفز من إفراز الإنترفيرون الطبيعي في الجسم. وقال إن هناك أدوية أخري تؤخذ بالفم أيضا تحت الاختبار حاليا وتجري عليها الآن المراحل المعملية الأخيرة وتعمل مباشرة علي إيقاف تكاثر الفيروس وسوف تدخل الأسواق في غضون سنوات قليلة وهو ماسوف يتيح للطبيب إعطاء أدوية بالفم وليس الحقن لمرضي فيروس "سي" بدون الحاجة للإنترفيرون وسوف تكون نسب الشفاء في هذا الوقت اكثر من 80٪ومن المنتظر أن يبدأ هذا البروتوكول العلاجي بعد عام 2016.