أصبح التحكيم المصري مصدر مشاكل وأزمات مباريات الدوري العام بسبب كثرة الأخطاء القاتلة التي تسببت في تغيير نتائج بعض المباريات وخسارة بعض الفرق للعديد من النقاط التي قد تؤدي لابتعادهم عن المنافسة علي الفوز بالبطولة.. أو السقوط في دوامة الهبوط .. وتحول الحكام إلي قنابل موقوتة في الشارع الكروي المصري ومثار غضب جميع الأندية. شهدت مباريات هذا الموسم العديد من أزمات التحكيم مع الأندية المختلفة وتحولت الأجهزة الفنية لفرق الدوري العام إلي أبواق للصراخ من ظلم التحكيم مابين احتساب ضربات جزاء ظالمة وإلغاء أهداف صحيحة واحتساب أهداف مشكوك في صحتها أو حتي إشهار كروت حمراء وصفراء ضد لاعبي الفرق المختلفة.. ولم ينج ناد واحد من مصيدة أخطاء التحكيم المصري.. ولعل مباراة إنبي والأهلي في الدور الثاني مازالت حديث الشارع الكروي حين الغي سمير عثمان الحكم الدولي هدفين لإنبي صحيحين 100٪ لأحمد عبد الظاهر وديفونيه ولم يحتسب ضربتي جزاء لإنبي واحتسب هدفا من ضربة ركنية غير صحيحة وأعاد ضربة جزاء ولكنها أخطاء استفاد منها الأهلي وخسر بسببها إنبي وفي مباراة الزمالك والمحلة بالمحلة احتسب الحكم ضربة جزاء غير صحيحة لصالح أحمد جعفر مهاجم الزمالك فاز بها فريقه دون وجه حق.. وفي مباراة الاتحاد السكندري بالإسكندرية احتسب الحكم هدفا من تسلل للزمالك وفي مباراة بتروجيت والأهلي لن يحتسب هدفا سليما لمحمد فضل مهاجم الأهلي.. وفي مباراة الزمالك والشرطة قدم توفيق السيد حكم المباراة اسوأ نموذج للتحكيم المصري بعد أن تغاضي عن احتساب ثلاث ضربات جزاء سليمة 100٪ للزمالك رغم أن مساعد الحكم أشار في واحدة منها بضربة جزاء.. وتسبب توفيق غير الموفق في إثارة الفوضي والهرج في المباراة وإثارة الجماهير الزملكاوية .. وفي مباراة الشرطة والمنصورة فازت الشرطة بهدف مشكوك في حصته 100٪ وخسرت بسببه المنصورة المباراة واقتربت من الهبوط .. ولم ينج المصري والجونة والإسماعيلي وأندية مصر كلها من أخطاء التحكيم. الأغرب أن الحكام المميزين بالدوري العام مثل فهيم عمر وياسر عبد الرؤوف وسمير محمود عثمان ومحمد فاروق ومدحت عبد العزيز وتوفيق السيد ومحمد عباس وياسر الجيزاوي كانوا سببا رئيسيا في مهازل التحكيم في العديد من المباريات.. وإن كان عصام عبد الفتاح الحكم الدولي الأول في مصر قد نجا من هذه المهازل.. وكان قرار محمد حسام الدين باستبعاد سمير عثمان من إدارة المباريات عقب كارثة الأهلي وإنبي دليلا علي وقوع أخطاء عديدة في المباراة.. كذلك كشفت مباريات الدوري العام هذا الموسم تضارب قرارات الحكام مع مساعديهم في احتساب أهداف وضربات جزاء.. وحكام آخرون رفضوا قرارات مساعديهم وضربوا بها عرض الحائط مما جعل هناك حالة من الفوض في الملاعب. أكثر ما يثير الجماهير والأندية ضد التحكيم المصري، هو الكيل بمكيالين ضد الأندية.. خاصة في كتابة التقارير عقب المباريات.. ففي إحدي المباريات قام أحمد عيد عبد الملك لاعب حرس الحدود بضرب يد الحكم وأسقط الكارت من يده في غرفة الملابس ولم يكتب الحكم في تقريره ماحدث بالتفصيل بل قام بكتابة أنه ضغط علي يده .. أي اللاعب وقام حسام عاشور لاعب الأهلي بضرب يد الحكم وألقي الكارت من يده ولم يتم كتابة ذلك في التقرير في حين كتب توفيق السيد أن حازم إمام لاعب الزمالك أطاح بالكارت من يده فيما وصف بإهانة الحكم فتم إيقافه 8 مباريات كاملة.. مع أن وائل جمعة سبق أن دفع الحكم الرابع في صدره ولم تذكر تقارير الحكم أو المراقب شيئا ومرت الواقعة مرور الكرام.. كذلك يعتمد بعض الحكام علي مشاهدة تسجيلات المباراة عقب نهايتها ويكتب بعض الأحداث التي لم يرها في الملعب وذلك خوفا من عدم كتابة أحداث لم يرها ورآها الإعلام ومسئولو لجنة الحكام والمسابقات.. لذلك يخرج التقرير من خلال كاميرا التليفزيون وليس من خلال ما رأته عيناه في الملعب .. والجديد في تحكيم هذا الموسم هو التهرب من مواجهة مدربي الأندية الكبار خاصة حسام البدري المدير الفني للأهلي الذي أصبح في حالة ضغط عصبي شديد تجعله في حالة ثورة شديدة ضد التحكيم ويعترض بشدة وأحيانا تسجل كاميرات التيلفزيون بعض الكلمات الساخنة ويسمعها الحكام ومع ذلك يرفعون شعار »الطناش« وهو ماحدث مع حسام حسن ومختار مختار وبوكير وأشرف قاسم وغيرهم ورغم ذلك فأن الحكام يخشون بطش الجماهير والإعلام والمدربين في الملعب وكاميرات الفضائيات. البعض وجه اللوم إلي محمد حسام الدين رئيس لجنة الحكام الرئيسية باتحاد كرة القدم لاعتماده علي عشرة حكام فقط لإدارة مباريات الدوري الممتاز.. وهي سياسة تؤدي إلي عدم إعطاء الفرصة لظهور حكام جدد أكفاء.. ومايؤخذ علي رئيس لجنة الحكام أيضا هو دفاعه المستمر بحق ودون حق عن الحكام ويسعي لاختلاق المبررات والأعذار لهم رغم قناعته أحيانا أن الحكم مخطئ بالفعل وأحيانا يقوم بمعاقبة الحكم واستبعاده من إدارة المباريات رغم دفاعه المستمر عنه.. مثلما حدث مع سمير عثمان وتوفيق السيد وفهيم عمر.