أربعة وجوه جديدة قدمتها علي صفحات هذه المجلة في الستينات الأربعة هن نجلاء فتحي التي عرفتها في البداية حينما دعانا المنتج رمسيس نجيب علي الغداء في أحد مطاعم شارع الهرم.. وكانت هذه هي عادته حينما يقدم وجها جديدا.. وقد أعجبتني جدا لأنها بشوشة شقية شقاوة الأطفال جميلة جدا.. قدمت فيلم »الفرح« الذي لم يلق أي نوع من النجاح ويمكن أن يحذف من قائمة أعمالها. وتعرفت علي ميرفت أمين مند أن كانت طالبة بكلية البنات قسم اللغة الإنجليزية حين اكتشفها الفنان أحمد مظهر وقدمها في فيلم بعنوان »نفوس حائرة« من بطولته وإخراجه.. لكنه لم يلق حظه من النجاح. ومع حسن يوسف تعرفت علي الفنانة المعتزلة شمس البارودي بعد طلاقه من لبلبة وتزوجها. كانت شمس تتمتع بجاذبية تلفت النظر إليها كمتحدثة تتكلم ببساطة.. وجميلة أيضا.. وقد اشتهرت قبل اعتزالها السينما بأدوار الإغراء.. منها فيلم »حمام الملاطيلي«. أما نيللي ممثلة الأفلام الاستعراضية.. فقد كانت »ظاهرة« حققت نجاحا خرافيا في فوازير رمضان.. ولم تقدم بعدها الفوازير الناجحة سوي شيريهان. ونيللي بنت لطيفة حبوبة مثلت منذ كان عمرها 4 سنوات.. توقفت عن التمثيل بعد الفوازير بعد عدم وجود سيناريو الفيلم الاستعراضي الذي أصبح مكلفا جدا. ❊❊❊ كانت نجلاء فتحي الذي اكتشفها عبد الحليم حافظ قد سبقتهن لتحقيق النجاح لجمالها الأخاذ.. وبذلك سبقت ميرفت التي بدأت معها من أول المشوار ربما لأن نجلاء الجميلة بنت »نغشة« وتلقائية.. أما ميرفت فهي هادئة جدا.. لدرجة أن البعض يتصورونها مغرورة.. شجعها عبد الحليم.. ثم احتكرها رمسيس نجيب الذي يقدم دائما الوجوه التي يكتشفها بشكل جيد.. قدمت أكثر من 50 فيلما أهمها »عفوا أيها القانون« أول فيلم لإيناس الدغيدي.. و»أحلام هند وكاميليا« مع أحمد زكي وعايدة رياض.. و»دمي ودموعي وابتسامتي«.. وسوبر ماركت والجراج وأنف وثلاث عيون وكلها تناقش قضايا المرأة.. تزوجت نجلاء ثلاث مرات.. الأولي من أحمد عبد القدوس ابن الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.. ولم يكن إحسان راضيا عن هذه الزيجة.. ثم تزوجت من المهندس سيف أبو النجا الذي أنجبت منه ابنتها ياسمين.. ثم تزوجت من المذيع التليفزيون حمدي قنديل. ❊❊❊ ولم يبق من الأربع سوي ميرفت أمين التي بدأ نجمها يصعد.. وعرفها الناس من خلال فيلم »أبي فوق الشجرة« في دور الحبيبة الرومانيسة الجميلة التي أحبها عبد الحليم وغني لها أجمل الأغنيات.. الهوي هوايا.. أبنيلك قصر عالي.. واخطف نجم الليالي.. واشغل لك عقد غالي. ولأن عبد الحليم شخصية محبوبة من الجماهير.. فقد صعد بها سلم النجاح.. وكان هذا الدور السبب في تعرف الناس بها. وانطلقت ميرفت في عالم التمثيل حينما قدمت »ثرثرة فوق النيل«.. الذي يعتبر الآن من كلاسيكيات السينما.. والتي لعبت فيه دور الفتاة الجامعية الضائعة المتمردة علي كل شيء كأحسن أداء كما يعجبني من أفلامها »الحب وحده لايكفي« و»سواق الأتوبيس« وتزوير في أوراق رسمية أما أهم فيلم وأشهرها هو فيلم »زوجة رجل مهم« الذي كتبه رؤوف توفيق، فقد جاء هذا الفيلم متوافقا مع طبيعتها الرومانسية الهادئة. والفنانة إذا مثلت مع شخصية مثل أحمد زكي يكتب لها النجاح.. وهذا ماحدث في زوجة رجل مهم أهم أفلامها.. فالممثل القدير يصعد بالممثل الذي أمامه للنجاح.. وهذا ماحدث مع عمر الشريف في فيلم الأراجواز. أما بالنسبة للمسلسلات التليفزيونية فكان أحسن ماقدمته دورها في الرجل الثاني بطولة نور الشريف الذي ينطبق عليه هذا ومن الأفلام اللافتة للنظر في تلك الفترة البنت الهيبية في فيلم أنف وثلاث عيون، أيضا فيلم آسفة أرفض الطلاق.. إخراج إنعام محمد علي.. وربما كان هذا الفيلم يعكس حالها أثناء طلاقها من حسين فهمي. ❊❊❊ ذهبت مرة لأشاهد تصوير فيلم »نغم في حياتي« بطولة فريد الأطرش وآخر أفلامه في أحد كازينوهات مصر الجديدة.. ويبدو أنني اهتممت بالحديث مع ميرفت.. وعندما جلست مع فريد الأطرش لأتحدث إليه قال لي: »إنكم تهتمون بالشباب أكثر من كبار النجوم .. وأذكر أنني قدمت ميرفت في بدايتها كوجه جديد في باب كنت أقدمه في هذه المجلة لاكتشف الوجوه الجديدة تحت اسم »ناس تحت الأضواء« وذلك أيضا في الستينات .. كتبت عنها تحت عنوان »زهرة جميلة تتفتح« فقد كان أهم مايشغل المخرجين والمنتجبن زمان هو الطريق السهل ويفضلون الوجوه الجميلة سواء من النساء أو الرجال.. ثم بدأوا يعتقدون بأن الجمال وحده لايكفي فالجمال زائل أمام المرض والشيخوخة.. لكن الموهبة لاتموت.. وتزداد تألقا كلما مرت السنون.. أيضا الدراسة والمعرفة.. ولم تعد ميرفت شهادتها الوحيدة الجمال بل هي تحمل ثلاث شهادات الجمال.. والثقافة.. والموهبة«. وقد صدق حسي.. فأصبحت من أهم نجمات السينما وبالرغم من مرور السنين.. فإن ميرفت أمين ستظل شبابا علي طول!