انتقلت مشاعر الرفض والاستنكار للحادث الإرهابي البشع بالإسكندرية الذي هز مشاعر المصريين جميعاً مسلمين وأقباطا إلي البرلمان بغرفتيه الشعب والشوري. ألقي حادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بظلاله علي مناقشات المجلسين فجاءت بيانات الإدانة والاستنكار والتأكيد علي تماسك الشعب المصري ووحدته في مواجهة أي عدوان يستهدف أبناء الوطن. في توقيت واحد عقد مجلسا الشعب والشوري اجتماعين ترأسهما رئيسا المجلسين، في الشعب كان هناك اجتماع مشترك من لجان حقوق الإنسان والشئون الدينية والصحة رأسه د.أحمد فتحي سرور رئيس المجلس، وشهد الاجتماع مشاركة كبيرة من جانب الأعضاء الذين توافدوا علي المجلس للمشاركة في الاجتماع. وصفت الحكومة ممثلة في د.مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية بالخسة والغدر، وأشارت إلي أنه يفصح عن تعارضه مع قيم المجتمع المصري لوقوعه في مناسبة دينية يحتفل بها المسلمون والمسيحيون، هي بداية العام الميلادي الجديد. وقال شهاب في كلمته التي ألقاها باسم الحكومة أمام الاجتماع أن هذا الحادث لن يمر بدون حساب بل سيتم التعامل معه بكل حسم وقوة للوصول إلي مرتكبيه، وقال إنه طبقاً لبيان وزارة الداخلية فإن ملابسات الحادث تشير إلي أن هناك أسلوباً جديدا للجماعات الإرهابية المتصاعدة علي مستوي العالم والمنطقة يشير إلي عناصر خارجية قامت بالتخطيط له ومتابعة تنفيذه. أضاف: "أن من قاموا بهذا العمل الإجرامي أرادوا أن ينالوا من استقرار مصر وأمنها وخلق حالة من الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين وأن التحقيقات الأولية تشير إلي وجود أصابع خفية تعمل لزيادة الاحتقان، مشيراً إلي أن الحادث جاء وسط ادعاءات لاحدود لها من متطرفين سواء من المسلمين أو المسيحيين الأمر الذي أوجب أن تقوم وزارة الداخلية باتخاذ اجراءات مشددة لتأمين الكنائس خاصة بعد تهديد تنظيم القاعدة بالرد علي رجال الدين المسيحي الذين أهانوا الإسلام. صف واحد د.أحمد فتحي سرور رئيس المجلس قال إن المصريين جميعاً يرفضون مثل هذا الحادث الإرهابي الغادر الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية، وشدد سرور في كلمته أمام الاجتماع علي أن المصريين جميعاً يقفون صفا واحدا ضد الإرهاب الذي يسعي للنيل من أمن واستقرار مصر. أضاف: مجلس الشعب تابع عن كثب كافة الخطوات التي اتخذتها الحكومة لاحتواء تداعيات الحادث، وتقديم أوجه الرعاية للمصابين والخطوات التي تتخذها سلطات الأمن لتعقب الجناة وحماية أمن مصر، وأن المجلس سارع بتشكيل لجنة ضمت رؤساء لجان حقوق الإنسان والدفاع والأمن القومي والصحة والشئون الدينية، سافرت بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث إلي مكان التفجير، وقامت بتقديم واجب العزاء للكنيسة ولأسر الضحايا بالنيابة عن كافة نواب الشعب، مشيراً إلي أن توجيه البابا شنودة بدفن الضحايا بدير مار مينا يؤكد علي حكمة قداسته في مواجهة الحادث المتطرف. الخطاب الديني طالب أعضاء المجلس بضرورة تغيير الخطاب الديني المسيحي والإسلامي والتوعية الدينية والأمنية للشعب، وانتقدوا عدم تنفيذ توجيهات صدرت عن مجلسي الشعب والشوري بشأن الأحداث الطائفية. وأصدر المستشار انتصار نسيم رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس الشعب ورئيس اللجنة المشتركة بياناً باسم اللجنة أعرب خلاله عن إدانة اللجنة للحادث الإجرامي البشع الذي أسفر عن سقوط شهداء ومصابين من المصريين أقباطاً ومسلمين، وأكد خلاله أن الإرهاب الأعمي لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وأن التحقيقات الأولية تؤكد وجود أصابع خارجية تحاول عبثاً ضرب الوحدة الوطنية للمصريين. بينما وصف أمين راضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب الحادث بالإجرامي الخسيس الذي استهدف كل المصريين وليس حادثاً طائفياً وقال إن المؤشرات الأولية للتحقيقات تشير إلي ضلوع عناصر خارجية في الحادث. السيد الشريف رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب قال إن كافة الأديان السماوية تحث علي السماحة والاعتدال ونبذ التطرف والتعصب، وأن الإسلام أكد علي حسن العلاقة مع الأديان الأخري مشيراً إلي أن وجود حالة من الغضب لدي البعض أمر طبيعي عقب هذا الحادث الغادر، إلا أن جميع المصريين يدركون أهمية التوحد ضد تلك المحاولات التي تسعي إلي سفك دماء المصريين جميعاً. فيما أشادت د.مديحة خطاب رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب بالدور الذي قامت به مستشفيات الإسكندرية في تقديم كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة للمصابين في الحادث، مشيرة إلي أن المستشفيات الأربع التي نقل إليها المصابون تعاملت بكفاءة كاملة مع الحادث، وقدمت الرعاية اللازمة لهم وتم نقل بعض الحالات التي تحتاج إلي رعاية خاصة لمستشفيات بالقاهرة. وأشار محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة والطاقة بالمجلس إلي أن هناك مخططا إقليميا كبيرا يستهدف مجموعة من الدول العربية في مقدمتها العراق ولبنان واليمن والسودان، إلا أن هذه المخطط لن ينال من مصر، وطالب رجب هلال حميدة عضو المجلس بضرورة أن يكون لنا موقف آخر بعيداً عن البيانات والاستنكار والشجب، قائلاً: "كفانا ما يتردد من وجود احتقان اسلامي ومسيحي ولابد أن نعرف من هو العدو الأول لمصر". د. سمير رضوان رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب أشار إلي أن الحادث يشير إلي أن هناك مخططات خارجية لضرب الاستثمار والتنمية في مصر، وقال:"الأيادي الخارجية تعلم جيداً مدي شهية المستثمر العربي والأجنبي للاستثمار في مصر لذلك فهم يحاولون ضرب مصر اقتصادياً". بينما أشار رؤوف سعد رئيس لجنة العلاقات الخارجية إلي أن ردود الفعل الغاضبة والتلقائية التي شاهدها فور وقوع الحادث تظهر أن الجريمة لم يرتكبها مسلمون ضد مسيحيين، وإنما ارتكبها إرهابيون ضد شعب مصر. اللواء عدلي فايد الذي حضر اجتماع اللجنة ممثلا عن وزارة الداخلية استبعد أن يكون السبب وراء الحادث انفجار سيارة مفخخة، وقال إن السيارة كانت مارة بطريق المصادفة أمام الكنيسة وقت التفجير فأصابها، وما يؤكد ذلك أن الأضرار والتلفيات التي حدثت بها كلها من الخارج وليس من الداخل. مصر مستهدفة صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري ترأس اجتماع لجنة العلاقات الخارجية والشئون العربية والأمن القومي، قال إن مصر هي المستهدفة وأكد أن من ارتكب الحادثة الإرهابية هم خونة فقدوا وطنيتهم ومواطنون وضعوا أنفسهم في خانة الكفرة واللاوطنية، مشيراً إلي أن الذين اقترفوا هذا العمل ليسوا مواطنين حتي ولو كانوا يحملون الهوية المصرية وليسوا مسلمين إن كانوا مسلمين. وطالب الشريف بأن يكون الصوت عاليا في تعميق روح الوسطية لأن روح وثقافة الفتنة يعبث بها من يحاولون طرحها من وقت لآخر وقال: مصر والمصريون لم يعرفوا فرقا بين بيت مسلم أو بيت مسيحي، لأن ذلك من مبادئ التأكيد علي الدولة المدنية التي تعلن قيم المواطنين ولا تفرق بين مسلم ومسيحي. وأكد الشريف أن كلمات الرئيس مبارك جاءت علي الجرح لتشفيه رغم أن الجرح غائر إلا أننا تعودنا علي الصمود ولم نتعود علي البكاء، وأشار إلي أن مصر هزمت الإرهاب في التسعينيات وأن شعب مصر قادر علي أن يقطع رأس الأفعي من جديد. فيما عبر اللواء حامد راشد مساعد وزير الداخلية للشئون القانونية أن الحادث بظروفه وملابساته يدل علي أن هناك أيدي غريبة علي مصر حيث إن توقيت ارتكابها يتعارض مع القيم السائدة، مشيراً إلي أنه من السابق لأوانه الحديث عن كيفية وقوع الحادث أو الكشف عن هوية مخططيه. وقال د.محمد عبد اللاه رئيس لجنة الشئون المالية إن من ارتكب الحادث لا يمكن أن يكون مصرياً ويجب أن نثق في قدرة أجهزتنا الأمنية علي مواجهة هذا الحادث وطالب بأن يقف الجميع وقفة حاسمة ضد الأفكار المتطرفة التي يتم بثها سواء في دور العبادة أو مناهج التعليم أو الإعلام. فيما طالب السفير محمد بسيوني بضرورة التوعية الأمنية حتي يشارك الشعب مع قوات الأمن في الحفاظ علي أرواحه، وطالب بضرورة نشر التوعية الدينية في المساجد والكنائس، وشدد علي ضرورة أن تبذل الأجهزة المسئولة الجهد في الحصول علي المعلومات لمنع الحدث قبل وقوعه. وأشار د.محمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشوري إلي أن مصر مستهدفة، وعلينا أن نتدارك هذا حتي لا يؤثر في وحدتنا الوطنية التي هي صمام الأمان وعلينا ألا نقف موقف المتفرجين وأن يكون هناك حوار بناء حتي نستطيع أن نواجه هذا التحدي، وتساءل د.مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية عن السر وراء تنظيم عمليات إرهابية في كل أنحاء العالم ما عدا إسرائيل.