في فترة قصيرة، استطاعت ناهد السباعي، ابنة المنتجة ناهد فريد شوقي، وحفيدة ملك الترسو الراحل فريد شوقي والفنانة هدي سلطان، إثبات نفسها علي الساحة الفنية، وقدمت مجموعة من الأدوار المميزة أدخلتها في مصاف كبار النجمات، ليتم ترشيحها لتحمل مسؤولية البطولة المُطلقة مؤخرًا في فيلم «حرام الجسد»، وكذلك الجزء الثالث من مسلسل «هبة رجل الغراب».. في تجربتها السينمائية الأخيرة تعرضت ناهد لهجوم وانتقاد حاد بسبب جرأة الدور، لكنها أكدت أن هذه الانتقادات دليل علي نجاح دورها في الفيلم، كما أكدت أنها مرعوبة من المقارنة بينها وبين الفنانة إيمي سمير غانم، في مسلسل «هبة رجل الغراب».. في الحوار التالي تتحدث ناهد ل»آخرساعة» عن مشوارها الفني، وفيلمها الجديد، ودور أسرتها في حياتها.. لن أُقلد إيمي سمير غانم في »هبة رجل الغراب« ماما ناهد »مدير أعمالي«.. وكل أدواري »بطولات« هل أرهقتك شخصية فاطمة التي قدمتها في فيلم «حرام الجسد»؟ كل شخصية أُقدمها في أي عمل فني ترهقني، لأنني أحرص دائمًا علي دراستها جيدًا حتي تخرج علي الشاشة بالشكل المطلوب، وترضيني وترضي جمهوري، وفي هذا العمل أري من وجهة نظري أننا أمام شخصية صعبة ومركبة وتعاني من مشاكل كثيرة في المجتمع، لذا تطلبت دراستها التركيز الشديد أثناء التصوير. لكنك رُشحتِ للدور قبل التصوير بيومين فقط؟ هذا صحيح وبذلت مجهوداً مضاعفاً للوصول للحالة التي خرجت به الشخصية، لأنها صعبة وجريئة وليس من السهل تقديمها دون الرجوع للمخرج والمؤلف للوقوف علي أهم تفاصيلها، وتعايشت مع الشخصية بسرعة بناءً علي تعليمات المخرج خالد الحجر، الذي ساعدني كثيرًا في الوصول للشخصية في أقل وقت ممكن. لماذا اعتذرت 5 فنانات قبلك عن هذا الدور؟ إطلاقًا، لم يحدث أن اعتذر هذا العدد من الفنانات، وحتي وقتنا الحالي وبعد عرض الفيلم لم أُفكر من هن الفنانات اللاتي اعتذرن عن الدور أو حتي عن سبب الاعتذار، لأن الفن قائم علي ذلك، قبول ورفض وترشيحات، وسبب الاعتذارات دائمًا يكون خارجاً عن إرادة الفنان بسبب ارتباطات فنية أخري أو لأسباب خاصة بالفنان نفسه، لكن ما وصلني مؤخرًا عن سبب اعتذار إحدي الفنانات أنها متزوجة، وأن الدور لا يتناسب مع وضعها الحالي. تردد أن جرأة الفيلم كانت السبب الرئيسي وراء هذه الاعتذارات؟ لا أتعامل بهذا المنطق، وطالما أنني وجدت نفسي في هذا الدور فلماذا لا أقبله؟، والجرأة هنا من وجهة نظري ليست العري أو المشاهد الساخنة، ولكن الجرأة هي تناول موضوع صعب، ويتطلب التحدي في تجسيده علي الشاشة، وهو ما أفعله دائمًا في اختياراتي، فوجدت أن الدور صعب ومهم فوافقت عليه قبل التصوير بيومين. هل وضعت البطولة المطلقة في حساباتك أثناء الموافقة علي الفيلم؟ بالنسبة لي أي دور ولو كان صغيرًا أقدمه في السينما أو التليفزيون هو بطولة، ولا تهمني مساحة الدور، فهناك بطولات مطلقة كثيرة، لكنها لم تحقق النجاح أو التأثير المطلوب لدي المشاهد، و«حرام الجسد» تجربة جديدة نقلتني لمنطقة أصعب في مشواري الفني. وهل الجرأة في التناول محصورة في هذه المنطقة الصعبة فقط؟ منذ دخولي الوسط الفني، والنقاد والجمهور يحصرونني في هذه المنطقة، ويقولون نجمة الأدوار الجريئة، وهذه المسألة لا تضايقني، لأن تصنيف الجرأة عندهم مختلف عني، فهم ينظرون للجرأة بأنها عري وجنس، لكنني أعتمد علي الجرأة في اختيار الأدوار المميزة التي تميزني عن غيري من الزملاء في الوسط الفني، وأقدم شكلًا مختلفًا خاصاً بشخصيتي بعيدًا عن الافتعال. هل تعتقدين أن فاطمة نموذج حي من الواقع؟ الواقع مليء بالشخصيات التي تتعرض لكثير من المشاكل، وتعاني قهر وظلم المجتمع، وشخصية فاطمة في الفيلم نموذج مصغر للصراع مع الذات، وحاولنا إلقاء الضوء علي المشاعر والأحاسيس المفقودة والعلاقات المتشابكة بين البطلة ورئيسها في العمل، واختلاط هذه المشاعر بين زوجها وابن عمه الذي يورطها معه. حدثينا عن تجربتك الدرامية الجديدة بالجزء الثالث من «هبة رجل الغراب»؟ انتهيت من تصوير جزء كبير من أحداث الجزء الثالث، كما نواصل حالياً التصوير بأحد الاستديوهات بمنطقة المريوطية، وهي تجربة مهمة في مشواري الفني، وتشاركني مجموعة كبيرة من الفنانين، ويخرجه رامي رزق الله، والعمل تدور أحداثه حول شخصية «هبة»، التي تتسم بالذكاء الشديد رغم قبح مظهرها، وتعمل في إحدي شركات الأزياء العالمية، وتقع في حب رئيس مجلس إدارة الشركة الذي تعمل سكرتيرة لديه، فتحاول الوقوف بجانبه أمام الصعوبات التي يواجهها أثناء العمل وتنقذه من الإفلاس. اعتاد الجمهور في الجزءين الأول الثاني علي لوك معين ل«هبة رجل الغراب»، فهل سنري نفس اللوك في الجزء الثالث؟ طبيعة شخصية هبة في المسلسل تتطلب الظهور بنفس اللوك الذي بدأت به الجزءين الأول والثاني، وفي الجزء الثالث لم يختلف كثيراً، فهو مشابه بشكل كبير، لكنني هنا أحاول أن أخرج من الشخصية التي قدمتها إيمي وأتعامل بشخصيتي، وأركز بشكل قوي علي التمثيل حتي أخرج من دائرة المقارنة. لكنك أمام مقارنة مؤكدة ومغامرة حقيقية؟ لا أنكر ذلك، خاصة أن الجزءين الأول والثاني حققا نجاحاً كبيراً أثناء عرضهما، كما أنني خائفة ومرعوبة من هذه التجربة، لأن إيمي قدمت الدور بشكل متميز والنجاح منسوب لها، وسيكون أثناء عرضه مقارنة، وأتمني ألا تكون المقارنة ظالمة، وعندما عرض عليَّ الدور، كنت رافضة بشدة، وخشيت أن أخوض تجربة لا أعرف نتيجتها، ولكن والدتي هي التي شجعتني علي ذلك. هل سنري استنساخاً لشخصية إيمي بأحداث المسلسل؟ أتمني ألا يظهر الدور والشخصية بهذا الشكل، وأسعي جاهدة أن أخرج من هذا الإطار، واجتهدت في ذلك من ناحية الأداء التمثيلي، وإبراز روحي علي الشخصية، لكن أساس الشخصية هي قبيحة المنظر والمظهر والجمهور اعتاد علي ذلك، فالتشابه وارد في الأسنان والحواجب، وطريقة اللبس، ولكن الأداء سيختلف تماماً، فأنا أؤدي دور هبة بطريقتي الخاصة بعيداً عن التقليد. والدتك المنتجة ناهد فريد شوقي هل تتدخل في اختياراتك أم تكتفي بتوجيهك وإرشادك؟ والدتي بحكم أنها تعمل في هذا المجال فهي تسعي دائماً لتوجيهي وإرشادي والوقوف بجانبي في اختيار أدواري وأعمالي، واذا اعترضت هي علي عمل فعلي الفور أرفضه، لأنها قد يكون لها وجهة نظر خاصة علي عكس وجهة نظري، فأخضع دائماً لرغبتها، وفي أحيان كثيرة أعتذر عن أدوار وأجد والدتي هي التي تقنعني بالموافقة.