هكذا تعامل الإخوان مع معارضيهم فى فترة حكم مرسى عاد الشقاق إلي سيرته الأولي بين الجماعة الأم «الإخوان المسلمين» والجماعة الإسلامية بعد فترة وفاق قليلة انضموا خلالها لما يعرف بتحالف دعم الشرعية، لتعلن الجماعة الإسلامية عن نيتها الانسحاب من هذا التحالف والتقدم بمبادرة تتضمن 5 بنود، منها الإفراج عن القيادات، السماح لقيادات الجماعة في الخارج بالعودة إلي مصر مرة أخري والسماح لها بممارسة العمل السياسي، وانسحاب الجماعة من تحالف دعم الشرعية والاعتراف بشرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي، واعتزال بعض قياداتها العمل السياسي. في الفترة الأخيرة أفرج بالفعل عن بعض قيادات الجماعة حيث أمرت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار معتز خفاجي بإخلاء سبيل صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة، وعلاء أبو النصر أمين عام حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة. وكانت النيابة العامة قد أسندت للمتهمين، اتهامات عدة، ومن بينها: الانضمام لجماعة إرهابية، تستهدف التحريض علي العنف ومنع مؤسسات الدولة من أداء أعمالها، وتعريض السلم العام للخطر. كما أعلن حزب البناء والتنمية، الإفراج عن الدكتور نصر عبدالسلام، رئيس الحزب السابق، وقدم الحزب، في بيان له التهنئة لعبد السلام بمناسبة إخلاء سبيله هو وعدد من قادة الأحزاب والدعاة، قائلاً: «الحزب إذ يثمِّن هذه الخطوة فإنه يأمل أن يتم الإفراج عن بقية المحبوسين بسبب توجهاتهم السياسية من أبناء مصر». وما يؤكد بداية عودة الجماعة الإسلامية للحوار مع الدولة ما قاله الشيخ كرم زهدي مؤسس الجماعة الإسلامية أنه سعيد بزيارة الملك سلمان لمصر التي تدل علي قوة تلاحم الصف العربي، وأكد زهدي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤسس لمبدأ ديمقراطي حديث ويعظِّم استثمار ما لدي مصر من مقومات طبيعية وبشرية ومدي ضرورة التأسيس لنظام عربي يجعل سيادة الأمة بيد أبنائها ويحترم سيادة الشعوب. تابع زهدي: الزيارة جاءت في توقيت يمر فيه الوطن العربي بتحديات ومخاطر من أصعب ما واجهت الأمة ويفرض علي جميع الأمناء بها اتحاد الصف العربي واستنهاض قوي الشعوب وتنمية وتعظيم القوي الذاتية وإثبات أن لدي هذه الأمة جميع عناصر الاعتماد علي الذات. والسؤال الآن الذي نحاول الإجابة عليه: هل نعتبر هذه الخطوات هي البداية الأولي لدخول المبادرة حيز التنفيذ؟ يقول الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الجماعات الإسلامية: لديّ نظرية تقول إن أي حركة أو تنظيم في مسارها المتعرِّج تعود إلي بدايتها الأولي، البداية بين الجماعة والإخوان كانت قلقة شرعيا أحدهما يخصم من شرعية الآخر منذ ال80 هاجم الإخوان الجماعة بضراوة وقالوا ما قال مالك في الخمر. وتابع حبيب: التحالف بين الإخوان والجماعة كان استثناء في مسار العلاقة بينهما، عند وصول الإخوان للحكم أو ما أسميه نهاية التاريخ رأت الفصائل الإسلامية أنه لا غضاضة من الانضمام إلي الفصيل الذي وصل إلي الحكم، وأضاف حبيب: بعد فشل الإخوان كانت الجماعة تري أنه لابد من إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وابتعدوا عن مرسي لكن ظلوا ضمن تحالف دعم الشرعية. وأشار إلي أن الجماعة الإسلامية لديها تنوعات كبيرة منها فصيل ذهب إلي سوريا وأسّس «أحرار الشام» مثل رفاعي طه الذي قُتِل في الغارات الأمريكية الأخيرة، وفصيل خارج مصر بقيادة طارق الزمر وعاصم عبد الماجد، وفصيلان في مصر أحدهما يري أن الخلاف بينهم وبين النظام «سياسي»، وفصيل آخر يري أنه لا طاقة لهم بمعارضة النظام. وأكد حبيب، أن الجماعة الإسلامية ضعفت كثيرا لأنها محل كل هذه التجاذبات، أعتقد أن الجماعة ستغادر تحالف دعم الشرعية وتتخذ موقفا مختلفا وتبني جسورا مع الدولة، وأشار إلي أن خروج قيادات للجماعة مثل صفوت عبد الغني من السجن من المؤكد أنه تم وفق تفاهمات، الجماعة لايزال لديها احتمالات أن تتسرب لسوريا وأن تحمل السلاح هناك نواة لهم هناك من الممكن أن تستقبلهم، الدولة حريصة علي عدم حدوث هذا حتي لا يأتوا لمصر وينضموا لأنصار بيت المقدس، لذا فالجماعة الإسلامية في حوار مع الدولة.. من جانبه، قال الباحث في شئون الجماعات الإسلامية سامح عيد، إن الجماعات الإسلامية كلها ترتكز علي حديث «افترقت أمتي علي بضع وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة»، فهم يرون أن الفرق الأخري علي باطل ولديها فساد في العقيدة في فترة الثمانينيات عندما كانت الدولة في حالة وفاق مع السلطة باعوا الجماعة وأدانوا أعمالهم ولكن في عام 95 مع ظهور المراجعات عادت الجماعة مرة أخري لخط الإخوان. أضاف عيد، بعد الثورة عندما وصل الإخوان للسلطة رأت الجماعة أن تعاونهم حتي تقضي علي العلمانيين أولا ثم يقاتلون بعضهم البعض، بعد 30 يونيو تحالفوا فيما يعرف بتحالف دعم الشرعية وسافروا خارج مصر،ولكن ظهرت مشكلة أن الجزء الأكبر من التمويل يأخذه الإخوان ولا يأخذ أعضاء الجماعة إلا الفتات وهذا أدي إلي خلق مشاكل أكبر بينهم لتقسيم تورتة الدعم المالي. تابع: «تحالف دعم الشرعية كان يري أن السلطة ستسقط بعد فترة وأن الغرب سيساندهم، ولكن هذا لم يحدث فبدأوا بالتفاوض، لكن بدأ يتوجس كل منهم في الآخر، من سيبدأ بالتفاوض، من سيحصل علي صفقة أكبر، فرأت الجماعة أن تتفاوض بنفسها خاصة أنهم لم يتورطوا في العنف كثيرا مثل أعضاء الإخوان ولهم علاقات قديمة بالسلطة منذ قيامهم بالمراجعات في المرة الأولي، كما كان لكرم زهدي وناجح إبراهيم موقف معارض للإخوان قبل 30 يونيو أثروا علي بعض قيادات الجماعة»، مضيفا: «الإخوان فقدوا ورقة أخري بعد تفاوض الجماعة بشكل مستقل، الجماعة لم تصعِّد، خطاباتها هادئة حتي بعد وفاة عصام دربالة في السجن، الجماعة ستعود إلي أفكار المراجعات وعدم مقاومة السلطات والقدرة والإرادة ، ولا تلقوا بأيديكم في التهلكة، ولكنهم في النهاية لن يتنازلوا عن أفكارهم الأساسية، وهي الخلافة وتطبيق الشريعة». الباحث في الإسلام السياسي علي عبدالله، يري أن تحالف دعم الشرعية مرحلة تجاوزناها منذ فترة، الكلام عن مبادرة للجماعة غير واقعي لم يتحدث أي من قيادات الجماعة في الخارج بهذا الخصوص، وقال: «العلاقة بين الإخوان والجماعة متوترة هناك خلافات في وجهات النظر، الإخوان يشترطون عودة مرسي والمرحلة تجاوزت هذا الطرح، الواقع المختلف الآن، شباب الجماعة والإخوان معترضون علي توجهات قياداتهم». أضاف، أما عن خروج القيادات من السجون فهذا تم بعد جولات قضائية كثيرة تجاوز فترة الحبس الاحتياطي، أري أن الإفراج ليس له علاقة بالأسباب السياسية، الحوارات منقطعة تماما بين النظام والجماعة، وتابع: «الدولة لم تطرح فكرة التفاوض، الجماعات سقف تفاوضها يتصاعد، الطرفان مساحات الخلاف بينهم كبيرة جدا من الصعب أن يتلاقوا، وإذا جلست الدولة للتفاوض مع الجماعة كيف سيكون رد الشارع»، وأشار عبد الله إلي أن خطاب الجماعة لم يتغير منذ بداية الأزمة، عبود الزمر خرج بأكثر من مبادرة لم يستجب لها أحد، وأسامة حافظ تحدث عن عدم هدم الدولة.