حالة من الغضب بين عدد كبير من نواب المجلس بسبب السفريات الخارجية التي وصفوها بالمكوكية والتي فاقت أعدادها السفريات البرلمانية السابقة أو حتي مجلس الشوري السابق وتساءل عدد منهم عن أسباب تجاهل النواب أصحاب الخبرات البرلمانية وأساتذة جامعات ، وقضاة دستوريين ، وخبراء بالمجالس الدولية ، وأعضاء في الاتحادات الدولية وإعلاميين من تلك السفريات وقالوا إنهم يرون أن هناك تجاهلا متعمدا لهم في تمثيل مصر في الخارج وتركيز رئيس البرلمان علي نواب مازالوا يحبون علي خشبة المسرح البرلماني في تشكيل الوفود رغم ثقل بعض النواب الذين يمكن أن يمثلوا مصر سياسيا وبرلمانيا بصورة مشرفة ولكن الوضع الحالي يقول إن البرلمان يختار للسفريات من هم أصحاب الصوت العالي أو من المنتمين لائتلاف دعم مصر الذي وصف بأنه استنساخ مبتكر للحزب الوطني. أكد النواب أن حصيلة السفريات الخارجية هي 9جولات في 10 عواصم حول العالم للبرلمان المصري، شارك فيها قرابة ال55 نائبا، في زيارات امتدت من أوروبا وحتي دول القرن الأفريقي، مما يثير التساؤلات حول وجود "إفراط" في الأمر من عدمه، والمعايير الحاكمة لاختيار النواب، في ظل تباين واختلاف النواب حول المادة 21 من اللائحة الداخلية، المنظمة ل"السفريات" باللائحة الداخلية وإعادة التصويت عليها ل5 مرات ،سويسرا، ألبانيا، كانت أولي الجولات الخارجية لرئيس البرلمان علي عبدالعال والأمين العام للنواب المستشار أحمد سعد، امتدت من 41 فبراير الماضي وحتي 02 من الشهر ذاته، رافقه فيما بعد وفد برلماني شارك في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي، ما يعني "3 جولات" خارجية لرئيس ونواب البرلمان. رابع الزيارات كانت لوفد برلماني زار المغرب يومي 19 و20 فبراير الماضي برئاسة وكيل المجلس السيد الشريف و9 نواب للمشاركة في أعمال المنتدي البرلماني للعدالة الاجتماعية، أما خامس الزيارات فكانت لبغداد برئاسة السيد الشريف وكيل المجلس و10 نواب، في المؤتمر ال11 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في الفترة من 20 إلي 25 فبراير الماضي. سادس الجولات كانت لساحل العاج شارك فيها وفد برلماني مكون من 8 نواب شاركوا في "سيمنار" حول مكافحة أسلحة الدمار الشامل أمام البرلمان الإقليمي يومي 22 و23 من فبراير الماضي، أما سابعها فكان من نصيب وفد سافر إلي دولة بولندا في 9 مارس الحالي، مكون من 7 نواب زاروا خلالها البرلمان البولندي والعاصمة وارسو. أتبع النواب ذلك بزيارة إلي الأردن برئاسة سليمان وهدان وكيل المجلس وعضوية 10 نواب لحضور أعمال الدورة الثامنة عشرة للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، وتاسع الزيارات بزامبيا والموجود بها وفد برلماني برئاسة الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب لحضور مؤتمر للاتحاد الدولي البرلماني والمكون من 11 نائبا، وذلك خلال مدة عمل للبرلمان لم تتجاوز الشهرين، والذي لم تتجاوز فيه جلساته ال 21 يوما والباقي إجازات من أجل تلك الزيارات. أكد النائب عمرو كمال الدين عن حزب مستقبل وطن، أن نواب الحزب أبدوا اعتراضهم للدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب علي اختيارات مجلس النواب للوفود البرلمانية التي تسافر إلي الخارج في وقت سابق. وأضاف كمال الدين أن الدكتور علي عبد العال أخبرنا بأنه لا توجد معايير اختيار معينة وأن اختيارات النواب المنضمين للوفود التي تمثل البرلمان المصري في الخارج تخضع لسياسة الدور وأن جميع النواب في البرلمان سيأتي عليهم الدور ليمثلوا البرلمان المصري في الخارج وأن النائب الذي يسافر مرة لا يسافر مرة أخري. وتساءل النائب محمد عبده، عضو مجلس النواب عن دائرة المحلة: لماذا هؤلاء النواب بصفة خاصة هم الذين يسافرون؟! ولماذا لم يعلن عن السفريات؟ هل هي سر حربي؟ مطالبًا بأن يعلن عن السفريات المقبلة، والهدف منها، ويتم اختيار من يستطيعون خدمة الدولة، وإلا تصبح للفسحة والتسوق. وتهكم النائب علي الكيال، عضو مجلس النواب عن دائرة سمالوط بالمنيا، علي الأمر بقوله: "علمت بسفر النواب من وسائل الإعلام"، معلنًا رفضه "هذه الطريقة العشوائية في اختيار النواب للسفر إلي الخارج". وتساءل النائب عبد المنعم العليمي أين نحن النواب القدامي أصحاب الخبرات البرلمانية من المشاركة في تلك الوفود ؟ وقال مع احترامي وتقديري لكل الزملاء إلا أننا نري أن هناك من النواب الذين يتم اختيارهم مازالوا في بداية عملهم البرلماني ولم يكتسبوا أي خبرة حتي يتم اختيارهم. وقال في سخرية "أموت وأفهم ما هي المعايير التي يتم علي أساسها اختيار تلك الوفود وما هي النتائج التي تحققت من خلال مشاركتهم، وقال نحن لا نعلم أي شيء ويجب أن نطلع علي النتائج التي حققتها تلك الوفود المسافرة لمصر وشعبها. فيما وصف النائب البرلماني السابق لعدة دورات برلمانية محمد البدرشيني تلك السفريات بغير المقبولة في ظل وضع اقتصادي مصري خطير وندرة في العملة الصعبة وقال في ظل هذه الظروف نجد هولاء النواب يغترفون آلاف الدولارات لتنتفخ بطونهم من بطون الشعب الجائع اللاهث وراء زجاجة زيت وكيلو أرز. طالب البدرشيني هولاء النواب بالرجوع إلي مضابط الجلسات والسجلات الموجودة داخل البرلمان كي يتعلموا كيف كان النواب يعشقون وطنهم ، ذاكرا أنه سافر ومعه ثلاثة من النواب إلي رومانيا بسبب الديون الرومانية علي مصر وقد رفضنا وقتها الحصول علي بدلات السفر وقمنا بالمهمة وأنهينا الخلاف الدائر بين البلدين ، كما سافرنا لمؤتمر دول الجوار من أجل نصرة العراقبالأردن ورفضنا الحصول علي أي بدلات. وقال البدرشيني نحن لسنا ضد السفريات، لكن بشرط أن يكون من ورائها عائد اقتصادي وسياسي وثقافي يخدم قضايا الوطن،لكن ما نراه أمر مؤسف، نتذكر منه اعتراضهم في وقت سابق علي الإجراء المتعلق بقصر استخدام جواز السفر الخاص الذي يتم استخراجه للنواب علي المهام الرسمية التي يصدر بها قرار من رئيس المجلس فقط.وطالبوا باستخدام الجواز الخاص في جميع سفريات سواء المهام الرسمية أو السفريات الشخصية؟ أقول لهؤلاء حسبي الله ونعم الوكيل وأن حساب الشعب عسير في ظل أموال تهدر دون أي عائد في وقت عصيب. وأكد أحمد شمردن النائب البرلماني عن حزب مستقبل وطن، أن اختيارات المجلس للنواب المنضمين للوفود التي تسافر لتمثيله في الخارج لا تخضع لأي معايير. وأضاف في تصريحات خاصة أن رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال أكد لنا في وقت سابق أن عملية سفر النواب لتمثيل المجلس بالخارج تخضع لسياسة الدور وأن كل النواب سيسافرون لتمثيل المجلس في الخارج في لقاءات المجلس في الخارج إلا أننا فوجئنا أن عكس ذلك هو ما يحدث. وأشار إلي أننا كنواب حزب مستقبل وطن لن نسكت علي هذا باعتبار أننا لا نمثل أنفسنا ولكن نمثل من انتخبونا ومنحونا أصواتهم، وسيكون لنا وقفة مع عودة جلسات المجلس لإثبات هذا الأمر وإعلاننا لرفضه. أكد النائب محمود حسن عبد الحميد عن حزب مستقبل وطن أن النواب تفاجئوا باختيارات المجلس للنواب الممثلين لمجلس النواب المصري بالخارج وأن هناك بعض الأسماء تتكرر ضمن الوفود التي يرسلها المجلس إلي الخارج. وأضاف عبد الحميد أن هناك تمييزا يحدث في اختيارات النواب الذين يسافرون ضمن وفود المجلس للخارج وتجاهلوا نوابا آخرين. وأشار إلي أن نواب حزب "مستقبل وطن" سيكون لهم وقفة ضد هذا التمييز فور عودة جلسات المجلس مع رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال باعتبار أنه لا توجد معايير للاختيار وهناك محاباة لبعض النواب. وردا علي ذلك قال المستشار أحمد سعد الدين أمين عام مجلس النواب أنه بالنسبة لاعتراض بعض النواب علي سفر زملائهم خارج مصر في وفود برلمانية أن أغلب السفريات كانت بدعوات خاصة بعيدة عن المجلس مؤكدا أن السفريات الخاصة بالمجلس لم يتم تكرار النواب فيها سوي للسفير محمد العرابي الذي نحرص علي تواجده في أغلب السفريات الخارجية لما يتمتع به من علاقات دبلوماسية واسعة وأكد أمين عام مجلس النواب أن بدلات السفر التي تقرر للنواب المسافرين خارج مصر فهي مقررة منذ الستينيات وتتراوح بين 120 إلي 150 دولارا حسب الدولة وقال إن الرقم 15 مليون جنيه الذي تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام والخاص بتكاليف المجلس في شهرين فهو رقم قريب للواقع لأنه لو تمت قسمته علي عدد النواب بواقع 7ملايين ونصف المليون كل شهر فيكون نصيب النائب في الشهر 12.5 ألف جنيه وبالتالي فرقم ال 15 منطقي .