منزل إسلامى يحتوى نماذج أرابيسك مختلفة "فن الأرابيسك" أحد أهم الفنون التي ميزت الحضارة العربية الإسلامية منذ أكثر من ألف عام، ومازال الأرابيسك مصدر إلهام واستلهام داخل مجال الإبداع العالمي في مجالات مختلفة، ومنها مجال تصميم الأزياء العالمي، فمؤخراً عُرضت أزياء استلهم مصمموها نقوش "فن الأرابيسك" بالكامل في عدة عروض عالمية، والتي كانت محط انتباه أنظار صانعي الموضة العالمية. إبداع الفنان المسلم وفكره أصبح مصدرا للخيال والإبداع في عواصم الموضة، خاصة أن عطاء الفنان وإبداعاته تنوعت وتلونت بصبغة أكثر من بلد إسلامي، تبعاً لثقافته الفنية لينتج فنا إسلاميا متنوعا في ثراء متناهٍ، لم يتوفر لفن آخر ليُعد أحد أكثر الفنون في العالم قيمة وتنوعاً وثراء. العالم ينظر باحترام شديد إلي تراثنا الفني الإسلامي، ويقدر قيمته الجمالية وعطاءه الروحي، ويستخدمه العالم مصدرا لإبداعاته في شتي المجالات، فلماذا نتجاهله ونحن ورثة مبدعيه؟ من يزور "متحف الفن الإسلامي" في ميدان "باب الخلق" بالقاهرة، سيدرك قدر وقيمة ميراثه الفني الإنساني الذي تتهافت عليه المتاحف العالمية لاقتناء قطعة منه أو قطعتين، وتدفع فيهما عشرات الملايين من الدولارات، متنافسة عليه داخل صالات مزادات التحف خاصة في نيويورك. و"فن الأرابيسك" هو من الفنون الإسلامية المذهلة في قدر إجادة استخدام الخطوط الهندسية لكي يصنع من تلاقيها معا معانقة تتقاطع متلامسة متهامسة في رقة، ومن الطبيعة استلهم الفنان المسلم عنصره الأساسي وهو ساق النباتات وأوراقها، وبخياله وحساسيته بالتناسب الهندسي، كون أشكاله الزخرفية والذي يرمز هذا التناسب إلي نفس المسلم في تطلعها إلي الله، أما التحوير الذي يحتشد به هذا الفن فهو نتيجة التوريق المتشابك الذي يجمع داخله الفنان عناصر فنية بذوقه الفطري بما يتناسب وروحه، حتي أن الكثير من مؤرخي الفن والحضارة الإسلامية أجمعوا علي أن الأرابيسك هو المعبر الأمين عن جوهر الحضارة الإسلامية وفلسفتها. وفن الأرابيسك إبداع معماري الطابع ودخل مجال الأثاث، وظهر فنانو الأرابيسك المسلمون المهرة في مصر والشام أولا، ثم اُخذوا إلي إسطنبول في القرن ال 16 لتزيين قصور السلاطين العثمانيين دون إرادتهم وعملوا كحرفيين قهراً ك"أسري فن". وزين "الأرابيسك" في بلادنا الإسلامية قديماً؛ القصور والبيوت والمشربيات والنوافذ والأبواب والأثاث والمنابر داخل المساجد، وغلب عليها الطابع الزخرفي والخطوط والحفر ورسوم النباتات التي ظهرت من خلالها روعة الفنون الإسلامية، وللألوان الناصعة سحر خاص يميز الأرابيسك خاصة في الجدران والأواني الخزفية والعلب الصدفية والخشبية، وإنتاج المشغولات الصغيرة المزخرفة بالأرابيسك تتعدد في الخامات بين الخشب والأبنوس والعاج والصدف والفضة وتحتاج لمهارة ودقة وحساسية عالية لا تتوافر في أي حرفي إلا إذا كان عاشقاً لهذا الفن.