الرئيس السيسى خلال زيارته لليابان وقد استهل الرئيس عبدالفتاح السيسي جولته الآسيوية بزيارته لكازاخستان وقد تضمنت لقاءات هامة كان علي رأسها مباحثات الرئيس السيسي مع الرئيس الكازاخستاني نزار باييف حيث تم استعراض مجمل تطورات الأوضاع في مصر علي مدار السنوات القليلة الماضية..كما ناقش الزعيمان مجموعة واسعة من قضايا التعاون الثنائي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واتفق الجانبان علي أن محادثات القمة التي عقدت في آستانا والاتفاقيات التي تم التوصل إليها سوف تفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الكازاخستانية المصرية وسوف تعطي دفعة قوية لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وقد أشاد الجانب الكازاخستاني بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد تفسير القيم الإسلامية الأساسية للرد علي دعاوي التطرف والإرهاب وأعلن عن دعمه لجهود الحكومة المصرية والأزهر الشريف في مكافحة أيديولوجية التطرف الديني والتشدد والإرهاب كما أعلنت كازاخستان دعمها لمبادرة القاهرة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. دعم التعاون الثنائي توج الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارته إلي كازاخستان بسلسلة من الاتفاقيات حول تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والتجارة والطاقة والزراعة كما اتفق الرئيس مع نظيره الكازاخستاني علي التعاون في مجال الطاقة النووية لأغراض سلمية. وقد أعرب الرئيس السيسي خلال المحادثات عن تطلعه للاستفادة من تجربة كازاخستان في إنشاء العاصمة الجديدة "آستانا"، وذلك في ضوء الجهود المصرية الجارية لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وفقا لأعلي المعايير العالمية. ومن أجل تشجيع التدفق السياحي المتبادل والعلاقات التجارية بين البلدين اتفق الجانبان علي استئناف رحلات الطيران المنتظمة بين مصر وكازاخستان وناقشا سبل تعزيز التعاون في مجال الفضاء وتوسيع نطاق الحوار الثقافي بهدف تعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين وتم بحث سبل مواصلة تطوير جامعة "نور- مبارك" بالإضافة إلي الدعم الذي تقدمه مؤسسة الأزهر الرائدة في التعليم والفكر الإسلامي المعتدل وتم التأكيد علي أهمية الانتهاء من ترميم مسجد السلطان بيبرس بالقاهرة حيث إن شخصيته تشكل ارتباطا تاريخيا مهما بين البلدين امتد علي مدي عقود طويلة بين الشعبين الكازاخستاني والمصري. وفي كلمة أمام منتدي رجال الأعمال المصري الكازاخستاني أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تزخر بالفرص الاستثمارية الواعدة في كافة القطاعات لأنها تحتل مكانة متقدمة من حيث تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة مشيراً إلي أن هذه المشروعات الاستثمارية علي أرض مصر ذات عائد ومردود ربحي مرتفع أكثر من الاستثمار في مناطق أخري من العالم. التحدي الأكبر خلال كلمته التي ألقاها في جامعة نزار باييف أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التطورات التي تشهدها مصر تأتي في ظل أوضاع إقليمية سريعة ومتلاحقة وفي محيط إقليمي يموج بالأزمات.. وشدد السيسي علي أن التحدي الأكبر الذي يهدد شعوبنا اليوم يتمثل في المحاولات اليائسة لنشر فكر منحرف ومتطرف تحت شعار إعلاء كلمة الدين الإسلامي مشيرا إلي أن خطورة ذلك تكمن في أن هذا الفكر بات يهدد أمن وسلامة الشعوب وحرياتهم وقدرتهم علي ممارسة حياتهم اليومية. وقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام زيارته لكازاخستان بزيارة متحفها الوطني وكان في استقباله وزير الثقافة الكازاخي حيث تم إنشاء هذا المتحف خلال عام 2013 للحفاظ علي التراث الكازاخستاني. محاور هامة وفي أول زيارة علي المستوي الرئاسي منذ 17 عاما وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء الأحد لطوكيو العاصمة اليابانية التي تعد المحطة الثانية له في جولته الآسيوية الحالية وقد تضمنت الزيارة عدة لقاءات هامة حيث التقي مع رئيس الوزراء الياباني "شنزو آبي" مساء الاثنين وكان لقاؤه مع الإمبراطور الياباني "أكيهيتو" في اليوم الثاني من زيارته الرسمية لليابان وذلك بخلاف لقائه مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" ومع محافظ طوكيو التي تربطها بالقاهرة اتفاقية للتآخي. وقد تضمنت الزيارة كلمة تاريخية وهامة للرئيس السيسي أمام البرلمان الياباني كأول زعيم عربي يتحدث أمام أعضاء البرلمان الياباني. ومما لاشك فيه وعلي حد تصريحات السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية فإن الشقين الاقتصادي والاستثماري أثناء زيارة الرئيس السيسي لطوكيو حظيا بأهمية كبري حيث تضمنت الزيارة لقاءات مكثفة مع ممثلي مجتمع الأعمال الياباني ورؤساء كبريات الشركات اليابانية ولقاء مع أعضاء جمعية الصداقة البرلمانية المصرية- اليابانية، وحضور المنتدي الاقتصادي الذي ينظمه مجلس الأعمال المصري الياباني المشترك بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة اليابانية والمنظمة اليابانية للتجارة الدولية. وأكد السفير إسماعيل خيرت سفير مصر لدي طوكيو أهمية زيارة الرئيس السيسي لطوكيو لعدة أسباب تتعلق بالتوقيت وحجم الدولة ذاتها وأهميتها لمصر مشيراً إلي أن الزيارة لها أكثر من محور سياسي واقتصادي تنموي حيث يتبلور الشق السياسي من خلال لقاء الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الياباني وهو اللقاء الذي تطرق لبحث كافة القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلي رأسها قضايا الشرق الأوسط وشرق آسيا ومكافحة الإرهاب. كما أن زيارة السيسي لليابان تتواكب مع بدء اليابان تغيير عقيدتها العسكرية التي تجري تعديلا في الدستور الذي تم وضعه في أعقاب الحرب العالمية الثانية والذي كان يمنعها من امتلاك قوة ردع عسكرية حيث أصدر البرلمان الياباني في يونيو الماضي تعديلات أمنية تسمح لليابان بالقيام ببعض العمليات العسكرية في حالة المساس بأمنها القومي وكذلك تطور الفكر الياباني تجاه المشاركة في عمليات حفظ السلام للمشاركة في عمليات جديدة بخلاف جهود الإغاثة والعمليات الإنسانية. أما المحور الاقتصادي التنموي لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لليابان فهو محور شديد الأهمية، لا سيما أن اليابان قدمت لمصر الكثير من المساعدات منذ السبعينيات وحتي الآن من خلال هيئة المعونة اليابانية التي نجحت في تنفيذ عدد كبير من المشروعات الهامة منها كوبري السلام ومستشفي أبوالريش وحاليا خط المترو الرابع للأنفاق بخلاف المتحف الكبير والجامعة المصرية اليابانية للعلوم ببرج العرب. كما تم خلال مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسي لليابان توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة بخلاف توقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال اجتماع المنتدي المصري الياباني والذي تحدث خلاله الدكتور أحمد درويش رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ورئيس هيئة الاستثمار ووزيرة التعاون الدولي. ومن الجدير بالذكر فإن التعليم من الموضوعات التي تم التركيز عليها خلال المحادثات الرسمية للرئيس السيسي في طوكيو لاسيما فيما يتعلق بالاستفادة من النموذج الياباني في التعليم وبناء النشء لإرساء ثقافة العمل الجماعي وسيتم البدء بمائة مدرسة بالتعاون مع الجايكا. من ناجية أخري أعلن مجلس الأعمال المصري الياباني برئاسة المهندس إبراهيم العربي عن توقيع 16 اتفاقية بين رجال الأعمال اليابانيين ونظرائهم المصريين في نطاق اجتماع المنتدي الاقتصادي الذي شارك فيه المئات من رجال الأعمال اليابانيين وذلك بخلاف مشاركة أكثر من 45 رجل أعمال مصرياً بجانب الوفد الحكومي الرسمي وقد تواكب انعقاد المنتدي مع عقد مجلس الأعمال المصري الياباني لاجتماعه السنوي العاشر. حجر الزاوية لتعميق العلاقات ومن طوكيو سيتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق له لزيارة سول عاصمة كوريا الجنوبية وهي الزيارة الأولي لرئيس مصري من 17 عاما حيث تتضمن الزيارة مباحثات هامة مع كبار المسئولين وعلي رأسهم رئيسة كوريا ورئيس الوزراء بخلاف لقائه مع عدد كبير من المستثمرين ورجال الأعمال وكبري الشركات الكورية. وأكد جونج كوانج كيون سفير كوريا الجنوبية في القاهرة أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي هي بمثابة (حجر الزاوية) لتعميق العلاقات بين البلدين لا سيما أن العلاقات بين مصر وكوريا هي علاقات صداقة وتعاون قوية ومزدهرة وقد وصلت إلي مرحلة النضج وأني علي ثقة بأن العام الحالي سوف يشهد مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين أكثر نضجا وحيوية. ولأول مرة في تاريخ العلاقات المصرية الكورية سيتم خلال زيارة الرئيس السيسي لسول توقيع قرض من كوريا الجنوبية لمصر بقيمة 115 مليون دولار بهدف تطوير هيئة السكة الحديد ويتم سداد القرض علي فترة تصل إلي 40 عاماً. وعلي كافة الأحوال فإن هذه الجولة الآسيوية الهامة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي هي بمثابة فتح صفحة جديدة من العلاقات مع هذه القوي الآسيوية الهامة التي سوف يكون لها مردود إيجابي علي استراتيجية مصر المستقبلية الهادفة لدعم جميع محاور التنمية علي أرض مصر المحروسة.