اكتشفت موهبة الكتابة في سن مبكرة وأنهت قراءة كتب كثيرة في الأدب العربي وتعرفت علي عالم طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وعباس العقاد وغيرهم. أدركت أن الصديق الحقيقي هو الكتاب. دفعها عشقها للغة والترجمة لدراسة اللغة والأدب الروسي منذ فترة التحاقها بكلية الألسن، وطوال فترة دراستها وحتي تخرجها قهرت المستحيل، واستطاعت الانتقال إلي شاطئ النجاح بقوة إرادتها، وسرعان ما تحولت إلي امرأة مهمة بثقافاتها وعلمها وتميزت كتاباتها ومؤلفاتها في الأدب الروسي والأدب المقارن ببناء روائي متميز بالصلابة والتنوع وطاقة إنسانية فياضة. التقينا عميدة كلية الألسن بجامعة عين شمس الدكتورة مكارم الغمري، في بيتها أو بالأحري داخل جنة إبداعها الأدبية التي كانت تعيش فيها طقسها اليومي لتلقي الضوء حول تجربتها المميزة مع اللغة والأدب ودورها في تخريج أجيال واعدة من المترجمين والدارسين والأهم أنها كانت أول مصرية حصلت علي دكتوراه في الأدب الروسي والأدب المقارن عام 1973. تقول د.مكارم إنها تولت مناصب كثيرة بالكلية منها رئيس قسم اللغات الإسلامية ووكيل الكلية لشئون البيئة وأخيرا منصب عميد الكلية، بالإضافة لاختيارها للإشراف الكامل علي قسم اللغة الروسية الجديد في جامعة القاهرة، موضحة أن مؤلفاتها لاقت رواجا كبيرا في الوسط الثقافي العربي والروسي، وأبرزها "مؤثرات عربية وإسلامية في الأدب الروسي"، و"الرواية الروسية في القرن التاسع عشر" إلي جانب مجموعة نادرة من التراجم عن المسرح الروسي. وأضافت أنها تعرف الكثير من المثقفين المصريين يتابعون قراءة كل كتب وتراجم الأدب الروسي، كونه يلعب دورا مهما في تكوين القصة والرواية والمسرحية، وهذه الشهادة حملت أختام العديد من أدبائنا الذين تأثروا بأعمال الكتاب العظام أمثال تشيكوف ودستويفسكي وتولستوي وجوركي. وتتذكر مكارم أن عشقها للأدب الروسي زاد بشكل أكبر فترة بناء مصر للسد العالي ووضوح مدي الاحتياج للتعاون مع الروس، وكان رواج العلاقات المصرية الروسية وقتذاك عاملا لاستنفار طاقاتي وبذلي كل الجهود لتحقيق حلم الإبداع العلمي والأدبي ووفقني الله في أن أكون أول مصرية أحصل علي الدكتوراه في الأدب الروسي والأدب المقارن. وأشارت إلي أنها حظيت وهي طالبة في الكلية بفرصة السفر إلي روسيا، وفازت بفرص أخري كلها لمهام علمية، لكن الفرص تقلصت في السنوات الأخيرة، وقالت إنها تتمني أن يزداد الاهتمام بتعلم اللغة الروسية لكونها جسرا مهما تتحرك عليه سفينة التواصل الثقافية والاقتصادية والسياسية. وأضافت أن كل مؤلفاتها وترجماتها نشرت علي موقع التواصل "فيسبوك"، وحققت انتشارا أفضل، فهذه الفضاءات منحتها فرصة الانتشار وعرفتها بقارئ لا تعرفه ولم يكن ليعرفها لولا هذا الفضاء. وعلي صعيد نظرتها للأدب والحركة الثقافية في ظل حضورها لمعرض الكتاب أكدت الدكتورة مكارم وجود أقلام مصرية لها فلسفتها الخاصة تصنع قارئا جديرا بالاهتمام وبإمكانها ترتيب أفكار القارئ الآخر حول ثقافة وأخلاق ومبادئ وقيم وتراث وحياة الإنسان المصري، مشيرة إلي أنها كتبت عن توفيق الحكيم وتمتعه برؤية فكرية وروح مرحة وعن نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعملت دراسات مقارنة مع الأدب الروسي ونقاط التقاء عبدالرحمن الشرقاوي مع مكسيم جوركي. وقالت إنها تهوي سماع الموسيقي الكلاسيكية لبيتهوفن وتشايكوفسكي، بجانب أنها تعيش داخل أسرة سعيدة مع زوجها الدكتور محمد رضا العدل وابنها الأستاذ مساعد بكلية هندسة عين شمس وهو موجود حاليا في أمريكا مع ابنتيه، أما ابنتها فأخذت خط والدها وأصبحت دكتورة في الاقتصاد وهي حالياً في رحلة سفر إلي انجلترا مع ابنتها الجميلة. وأشارت الدكتورة مكارم إلي أنها حصلت علي جوائز عدة منها جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب المقارن عام 1999 وجائزة جامعة عين شمس التقديرية عام 2008 ووسام فخري من الحكومة الروسية تقديرا لجهودها في تدعيم الحوار الثقافي المصري، ووسام فخري من الحكومة الكورية تقديراً لتأسيسها أول قسم للغة الكورية في الشرق الأوسط، بخلاف شهادات تقدير من جامعات في اليابان والصين وكوريا الجنوبية وإسبانيا تقديرا لجهودها في عقد اتفاقيات دولية ثقافية.