«أحلام فترة النقاهة ومضات إنسانية صاغها نجيب محفوظ وشذبها علي شاشة عقله بريشة وجدانه؛ ثم حفظها ليمليها كما ارتآها؛ لتتحول إلي العمل الإبداعي الفريد من نوعه»، بكلماتها الرشيقة تقدم المبدعة الكبيرة سناء البيسي الأحلام الأخيرة لفترة النقاهة لأديبنا العالمي نجيب محفوظ، والتي اكتشفت أسرته عند ترتيب أوراقه وجود 291 حلماً لم تنشر؛ تضاف إلي 239 حلماً سبق نشرها في خمس طبعات كتبها- كما قال- (حاجات صغيرة قد الكف)، أحلام عبرت ألسنة رماح التكرار وغابات أشواك الملل وصحاري التقعر وعفاريت المط والتطويل ولغةً خاصةً وليست أضغاث أحلام نقلها من حيز الخرافة أو التقديس عند البعض إلي الخيال والفن والمتعة وإحياء الذكريات وقراءة فلسفة التاريخ تمزج الخيال بالواقع والفلسفة بالصوفية والسياسة بالزعامة والحب بالحرمان والشباب بالشيخوخة. أجمل ما في مقدمة البيسي هو حبها لأدب محفوظ ومتعتها ومجهودها في تصنيفها، فالست أم إبراهيم والدته استوحي منها 22 حلماً وأخذ الحب بكل معانيه 18 حلماً، والحبيبة ب جلست علي عرش 14 حلماً، ثم 8 أحلام حول الزعيم سعد زغلول، وكتب 3 أحلام عن عبدالناصر وترصد 3 أحلام هامة عن الفساد وأحلام عن الحرافيش وعن منيرة المهدية وأم كلثوم وعبد الوهاب ود.زكي نجيب محمود والشيخ علي عبدالرازق. لم تحسن دار النشر صنعاً عندما لم تسجل علي الغلاف مقدمة سناء البيسي، فالمقدمة دليل قراءة للأحلام يضيف للإبداع المحفوظي لمسة البيسي.