انتهت اللجنة القومية لمراجعة مناهج العلوم والرياضيات من أعمالها التي استمرت 3 أيام بالمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر، التي ضمت في عضويتها 150 متخصصاً في العلوم والرياضيات وطرق تدريسها من أساتذة الجامعات، وكذلك المتخصصون من مراكز تطوير المناهج، والقومي للبحوث التربوية، والامتحانات والتقويم التربوي، ومستشاري مادة العلوم والرياضيات، ومجموعة من الموجهين والمعلمين ذوي الخبرة في المدارس الرسمية والدولية.. إشارة البدء كانت من القيادة السياسية، عندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة لتشكيل لجان قومية لتطوير المناهج المصرية وفقاً للمعايير العالمية. من البداية، تم وضع هدف لعمل هذه اللجنة، وهو مراجعة مناهج العلوم والرياضيات المصرية في ضوء مناهج بعض الدول الأجنبية المتقدمة وذلك للتوصل إلي أحد البدائل الآتية، إما الإبقاء علي المنهج القائم أو تعديلها أو إعداد مناهج جديدة، وتبني أحد المناهج العالمية التي يتم تدريسها في هذه الدول المتقدمة حيث إن مواد العلوم والرياضيات تحمل صبغة العالمية ولا ترتبط بثقافات أو معتقدات وعادات الدول، لذا فلا حرج من أن نستعين بخبرات من سبقونا. وأشارت مصادر بوزارة التربية والتعليم إلي أن الدول الأجنبية محل المواجهة شملت سنغافورة والولايات المتحدةالأمريكية، والمملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا، وفنلندا. ومن داخل كواليس لجان مراجعة مناهج العلوم والرياضيات، كان ل«آخر ساعة»، حوار مع الدكتورة محبات أبو عميرة، أستاذ المناهج والعلوم التربوية كلية البنات جامعة عين شمس، عميدة الكلية سابقاً، التي كانت رئيساً للجنة القومية لمراجعة مناهج الرياضيات للتعليم الابتدائي، التي قالت: «لم نذهب لهذه اللجان لاعتماد قرارات تطوير تم اتخاذها لنوقع بالموافقة عليها، واشترطنا أنه في حالة عدم إحساسنا بجدية ما نعمل سنعود فوراً إلي كلياتنا ونقول رأينا الحقيقي، ولكن أنه لأول مرة نحس بأن ما يتم عمله شيء جيد وحقيقي فقد قمنا بالاطلاع علي الكتب الخاصة بالدول المتقدمة وقمنا بمراجعة مناهجها من حيث صعوبة وسهولة الموضوعات كذلك طريقة عرض المنهج، وطريقة وضع الأسئلة والتقويم خلف كل درس وفي نهاية الكتاب». أَضافت، وقد اخترت مرحلة التعليم الابتدائي وكنت رئيساً للجنة الرياضيات في المرحلة الابتدائية تعتبر من أخطر المراحل في تكوين الطالب وكانت تضم 14 من الخبراء والأساتذة والموجهين والممثلين عن المدرسين ووجدنا مثلاً طفلاً في الصف الرابع في مصر وآخر في سنغافورة لهما نفس النمو العقلي، المصري يدرس القسمة المطولة في الصف الرابع ويدرسها السنغافوري في الصف الأول الإعدادي مما يشكل عبئاً علي الطالب المصري فيلجأ لأخذ دروس خصوصية. وقالت أبو عميرة: كذلك بعد مقارنة الكتب بكتب الدول التي تم اختيارها وجدنا أن الموضوعات واحدة في العناوين فأساسيات الرياضيات لا خلاف عليها لكن طريقة العرض هناك شيقة تدفع للانتماء والبهجة فضلاً عن الكتاب عليه طفل رفع يديه في الهواء في ثقة وسعادة بينما كتاب الطفل المصري وضع عليه صورة لطفل وطفلة بهما كثير من العبوس والحزن. تابعت، كذلك عرض النظريات الرياضيات يتم بأن يتوصل الطالب بنفسه إلي استنتاجها بينما الكتب المصرية تضعها ليحفظها الطالب ثم يتم وضع تدريبات عليها فيما بعد!!، والكتب في هذه الدول يقوم بتأليفها مؤلف واحد مما يجعل الخط الفكري للموضوع ممتد ومتواصل بينما نجد أن مؤلف الصف الأول الابتدائي يختلف عن الثاني وعن الثالث الابتدائي وهكذا مما جعل التواصل الفطري مقطوعاً وإذا اجتمعوا فهم الإخوة الأعداء! تغيير شامل أضافت، لذا كان قرار اللجنة القومية لمراجعة مناهج الرياضيات في المرحلة الابتدائية بالتغيير الشامل والاستعانة بالتجربة السنغافورية أو الكندية في إعداد الكتب مع تكييفها مع البيئة المصرية إذا كان هناك أي شيء لا يتفق مع ثقافتنا، حيث إن الكتب الموجودة في أيدي أبنائنا الآن لا تساعد علي الإبداع أو التفكير وإنما هي تكرس لفكرة الحفظ وتنمي ثقافة الإبداع والتلقين. أبو عميرة، أكدت أن الوزارة وقيادتها لم يكن لها أي تدخل في عمل اللجان أو قراراتها. وعن رأي الدكتور مدحت النمر، أستاذ متفرغ المناهج وطرق التدريس العلوم بكلية التربية جامعة الإسكندرية، رئيس اللجنة القومية لتطوير منهج الأحياء بالمرحلة الثانوية، في لجان التطوير قال إن وزارة التربية والتعليم لأول مرة تبدأ من حيث انتهي الآخرون، مشيراً إلي أن الاطلاع علي مناهج الدول التي تم اختيارها والتي تعتبر خبرات جيدة سابقة والاستعانة بخبرات الدول الخمس في الكتب والمناهج، هو أمر يحدث لأول مرة، مضيفاً: «رأت اللجنة أن الكتب والمناهج المصرية في حاجة شديدة إلي تطوير بشكلٍ غير تقليدي بعيداً عن القص واللصق وبأسلوب مستنير جاد يتم فيه تطوير كافة أبعاد المنظومة التعليمية والتي يترتب تطوير المناهج علي أساسها حتي تتواكب عناصر المنهج والمنظومة التعليمية ككل». وقال: «أتمني أن يكون لدي الجهة التنفيذية الشجاعة الكاملة لإحداث التطوير المناسب وأن يتم تسويق هذه الرؤية بشجاعة وبقوة في المجتمع.. ففي النهاية التطوير لابد أن يخدم المجتمع ولذلك نريد لمجتمعنا أن يستنير أكثر ويعلم الحقيقة ما العلم وما التعلم وما التعليم وإذا نجحنا في جعل المجتمع مستنيراً نقبل هذه النقلة الهامة فسوف يصفقون لنا ولا يحتجون ويفخرون بما يتعلمه أولادهم في المدارس. توصيات بالتغيير كانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت نتائج عمل اللجنة القومية لمراجعة مناهج العلوم، وأوضح الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن النتائج أظهرت إنفاقاً كبيراً بين محتوي مناهج العلوم والرياضيات المصرية ومحتوي المناهج في الدول محل المقارنة وذلك من حيث المفاهيم الأساسية المعروضة تحتاج المناهج المصرية إلي أساليب عرض مختلفة في عرض المفاهيم العملية والرياضية علي أسس تربوية حديثة في عرض المفاهيم. التوجه من قبل معظم المشاركين يتبني أساليب العرض المتبعة في مناهج سنغافورة في عرض المناهج المصرية.. اقتراب مناهج العلوم والرياضيات من مثيلاتها في الدول الأجنبية بدرجات متفاوتة في المرحلة الثانوية مع نظائرها في الدول الأجنبية ولم يتشابه منهج الأحياء المصري في المرحلة الثانوية مع الدول المقارنة بنفس المقدار.. وأظهرت نتائج لجنة مراجعة مناهج العلوم.. تبني لجنتي المرحلتين الابتدائية والإعدادية تقريب المنهج البريطاني (OXFORD) مع النية بحيث تكون المعالجة أبسط في الكتب بينما رأت لجنة المرحلة الثانوية فيزياء تعديل مناهج الفيزياء الحالية مسترشدين بالمناهج المتبعة في سنغافورة ولذا تبنت لجنة الأحياء نفس الاتجاه. أما لجنة دراسة مناهج الرياضيات في المرحلة الابتدائية فرأت تبني مناهج سنغافورة بعد تكييف محتواها لتناسب البيئة المصرية وأوصت لجنة المرحلة الإعدادية بتعديل المناهج القائمة فيما يتعلق بطريقة العرض والأنشطة وإضافة بعض المفاهيم بالإضافة إلي توحيد الرموز الرياضية لتتوافق مع رموز مادة الفيزياء.. ورأت لجنة المرحلة الثانوية فرع الرياضيات أن المناهج الحالية معروضة بطريقة متميزة تتوافق مع مضمونة المعايير السنغافورية.