أشهدت يام وليالي معرض القاهرة الدولي للكتاب نشاطا ثقافيا بهر رواد المعرض الذين اكتظت بهم أرض المعارض، خاصة بعد قرار شراء الكتب ببطاقة التموين بخصم كبير يصل إلي 90%. مبادرة "كتاب ورغيف.. احصل علي الكتاب ببطاقة التموين بعُشر ثمنه"، وجدت زحاما كبيرا من الجمهور خصوصا بعد أن أطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة بتانة مبادرة «كتاب ورغيف»، المبادرة تتضمن خصم 90% من قيمة أي كتاب خلال فترة المعرض لحاملي بطاقة التموين، وذلك عند الشراء من الجناح المستقل بالمعرض تحت اسم «مبادرة كتاب ورغيف»، بالإضافة إلي "منح عدد ألف أسرة تحقِّق أعلي فارق نقاط سلع كل شهر كتابا مجانا، ويستمر ذلك لمدة عام". 550 ناشراً مصرياً و250 عربياً و50 أجنبياً جناح القوات المسلحة يتضمن وثائق ومخطوطات نادرة وأفلام وصور تاريخية تواجد في المعرض هذا العام، 850 ناشراً، منهم 50 ناشراً أجنبياً، و250 ناشراً عربياً، و550 ناشراً مصرياً، بالإضافة إلي 118 كشكاً من باعة الكتب في سور الأزبكية. وأقامت القوات المسلحة جناحها السنوي للمطبوعات والإصدارات التاريخية والعسكرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين، الذي يستمر حتي العاشر من فبراير المقبل، وذلك في إطار الجهود المبذولة لنشر الوعي والثقافة العسكرية وتأصيل القيم الوطنية لدي الشعب المصري بمختلف فئاته. وحرصت القوات المسلحة من خلال الجناح، الذي تشرف علي تنفيذه هيئة البحوث العسكرية علي المشاركة الفعّالة في تنمية الوعي القومي في نفوس الشباب ونشر العلوم والمعرفة العسكرية والمدنية، خلال إصدارات القوات المسلحة التي تتناول التاريخ المصري العريق وتطوُّر الجيش المصري علي مر العصور، ونشر نماذج لبطولات وتضحيات الشعب والجيش المصري صانع الحضارة والتاريخ من خلال سلسلة من الموسوعات الشاملة والكتب والنشرات والمطبوعات الدورية والخرائط المصورة، التي تعتمد علي مواكبة التطور في مجال صناعة الكتاب من حيث الشكل والمضمون وأسلوب تناوله باستخدام أحدث التقنيات. وتضمن جناح القوات المسلحة هذا العام العديد من الإصدارات المتخصصة، منها إصدارات هيئة البحوث العسكرية من بينها "الموسوعة التاريخية لمصر عبر العصور" بدءًا من عصور الدولة القديمة وانتهاء بالعصر الحديث، وأبرز الشخصيات التي أثرت العسكرية المصرية وتطورها علي امتداد 7 آلاف عام. كما يتضمن الجناح عرضا للوثائق التاريخية من المخطوطات والكتب والمطبوعات والصور النادرة والأفلام التاريخية والوثائقية، التي أنتجتها إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، وقسمًا خاصًا بالمشاركة المصرية في الحرب العالمية الأولي. كما عرض الجناح مجموعة من أبرز الأبحاث والرسائل المقدمة في مختلف التخصصات لنيل درجة الزمالة بكلية الدفاع الوطني، والنشرات الدورية لمركز الدراسات الاستراتيجية التابعين لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، والإصدارات الخاصة بمعهد اللغات في 14 لغة يتم تدريسها بالمعهد، وإصدارات معهد نظم المعلومات، وقسمًا خاصًا بالجغرافيا والعلوم الاجتماعية يضم «أطلس» مصورا ومجموعة من الخرائط المساحية لمصر. كما يخلِّد جناح القوات المسلحة هذا العام ذكري أول من أنشأ فكرة المتاحف العسكرية في مصر، وهو القائمقام عبدالرحمن زكي الذي قام بإنشاء وإدارة المتحف الحربي خلال الفترة من 1937 حتي 1952، طوال مدة المعرض كما يقدم إهداءات لرواده عبارة عن سلسلة كتيبات تحكي معارك وبطولات حرب أكتوبر المجيدة ، وموسوعة المعارك التاريخية لمصر في العصور الإسلامي والوسطي وانتهاء بالحديث. السياسة فرضت نفسها علي المعرض، فشعاره هذا العام هو "الثقافة في المواجهة"، وهو ما فسره رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج علي بأنه دعوة إلي نبذ العنف والتطرف باعتبار أن "الثقافة هي الحل الأساسي لمواجهة مشكلات المجتمع وحائط الصد لمواجهة الأفكار المتطرفة".واختير الأديب والكاتب المصري الراحل جمال الغيطاني (1945 - 2015)، شخصية المعرض في دورته الجديدة، لدراسة مشروعه الأدبي الذي قام علي استيحاء التاريخ أو الحارة المصرية في أعمال مثل (الزيني بركات)، (وقائع حارة الزعفراني)، (دفاتر التدوين)، بالإضافة إلي ما اعتبره المنظمون "مواقفه وآراءه الرافضة للجهل والتطرف". أقيمت أولي ندوات "شخصية المعرض" الأديب الراحل جمال الغيطاني الذي تحتفي به الدورة ال47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وناقشت الندوة مشروع الغيطاني الروائي، بمشاركة القاص سعيد الكفراوي، والناقد الدكتور حسين حمودة، والكاتب محمد بدوي، وأدار اللقاء الدكتور نبيل عبد الفتاح. تحدث بدوي، عن رواية "الزيني بركات" للغيطاني، التي أحدثت نقلة نوعية في كتاباته، وكانت أساسًا للمفاهيم التي سيعمل عليها بعد ذلك، مؤكداً أنها استطاعت أن تجمع بين مجموعة عناصر جعلت "الغيطاني"، متميِّزاً عن أقرانه من كتاب الستينيات، وفي الوقت نفسه متميزاً في الكتابة السردية المصرية عن آبائه ومن بينهم "نجيب محفوظ، يحيي حقي، يوسف إدريس"، مشيراً إلي أن هذه العناصر تتمثل في مجموعة من الإنجازات الفنية. وقال، "لسنا مع الشكل التقليدي للرواية، حتي عبر المرحلة الثانية لدي نجيب محفوظ، حيث نجد بطلا فرداً متميزاً كسعيد مهران، أو كما في السمان والخريف، أو بطلا إيجابيا كما نري في روايات عبد الرحمن الشرقاوي، لكننا مع مشهد واسع متقطِّع، الكاتب فيه يعمل خارج الواقع لتنشأ بينه وبين هذا الواقع حالة خلّاقة تجعله، يلجأ إلي النص القديم، وخاصة النصوص التاريخية بشكل خاص عند إلياس". في أول اللقاءات الفكرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ناقشت الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية، عضو مجلس النواب العديد من القضايا أبرزها ازدراء الأديان والأحزاب والأئمة ودور المرأة والتعليم، وهاجمت المذهبية بقولها "قاتل الله المذهبية". ووصفت الدكتورة آمنة نصير الإرهاب بأنه نوع من أنواع الفجور الشرس، وحول تحميل ابن تيمية عباءة الإرهاب، قالت "آمنة": نحن في هذا الزمان ابتُلينا بكثرة الفتاوي بدون فكر وكثرة التطاول دون رحمة وكثرة الأقاويل دون علم، دون أن نعرف كثيرا من ظروف فتاوي ابن تيمية، فقد وُجِد في زمن الحروب الصليبية التي كانت تريد أن تقضي علي الإسلام وكانت نصوص وفتاوي ابن تيمية ثمار تلك الحروب..اهتم معرض الكتاب هذا العام بعقد ندوة تهم ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يمثلون شريحة من المجتمع، يجب أن تحظي باهتمامه ورعايته، حملت الندوة التي أقيمت بقاعة ضيف الشرف عنوان "العدالة الثقافية وقضايا الإعاقة" بمشاركة الشاعر والأديب حمدي سعيد، وأدارت الندوة رشا أرنست، مدير إدارة الثقافة والفنون بالمجلس القومي لشئون الإعاقة. في ندوة "نجيب محفوظ بين السينما والمسرح" بالقاعة الرئيسية، بحضور الروائي ناصر عراق، والناقد عصام السيد، والناقدة أميرة الوكيل، والناقد الفني سمير فريد. وقال الكاتب ناصر عراق، إن "محفوظ" توقف عن كتابة الروايات في الفترة من 1952 إلي 1958 وذلك بعد قيام ثورة الضباط الأحرار واتجه للسينما، وكانت أول تجربة له في فيلم "المنتقم" مع الراحل صلاح أبو سيف، لافتًا إلي أن السينما لم تلتفت إلي ترجمة أعمال نجيب محفوظ الروائية إلي أعمال سينمائية إلَّا متأخرًا؛ وذلك لأن أجواء رواياته كانت تعود إلي العصر الملكD".