جميلة رشيقة كلها حياة، ورغم نعومة مظهرها إلا أن عشقها لكرة اليد وعزيمتها الفولاذية منذ أن كانت لاعبة بنادي النصر الرياضي ومركز شباب الساحل وبعده النادي الأهلي دفعتها لتحدي كل الظروف الصعبة التي واجهتها حتي حققت حلمها بالانتقال إلي اللعب مع النجوم الكبار في أوروبا.. بعد تربعها علي عرش اللعبة علي المستوي العربي والأفريقي.. إنها رحاب جمعة نجمة المنتخب المصري لكرة اليد ونادي أسيشي الفرنسي.. التي قال عنها خبراء اللعبة في العالم إنها نموذج متكامل للاعبة الموهوبة القادمة من أرض النيل السمراء والفائزة بمجموعة ألقاب منها «طاووس كرة اليد عروس أفريقيا» وخلال زيارتها السريعة لمصر ولناديها القديم بمركز شباب الساحل. دار معها الحوار السريع قبل عودتها لفرنسا لاستكمال مشوار احترافها بالدوري الأوروبي. ماذا عن بطاقة تعارفك؟ أنا مواليد حي إمبابة عام 3991 عمري 32 عاما طالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة. كيف جاءت بدايتك مع كرة اليد؟ خلال دراستي بالمرحلة الابتدائية حضر إلي المدرسة مدرب يدعي رفاعي عاطف من نادي ناصر بمنطقة الكيت كات لاختيار عدد من التلميذات لتكوين نواة لفريق كرة اليد للنادي وللأسف لم أحظ بالاختيار لقصر قامتي بالنسبة لمن تم اختيارهن ولكن المشرف علي الرياضة البدنية دعمني من جديد للانضمام لفريق كرة اليد ووفقني الله وظهرت بشكل لافت بعد أن خطفني سحر المراوغة والتسديد داخل بساط ملاعب اليد وفي وقت كنت أذهب للنادي بعد إخفاء ملابسي الرياضية واختلاق أسباب الذهاب للنادي خاصة في ظل رفض والدي لممارستي لأي لعبة رياضية حرصا علي استكمال واجباتي الدراسية ولكن علي الجانب الآخر كانت والدتي تدعمني بعدما علمت بإشادة المدرب بمستواي. وكيف جاء انتقالك لنادي مركز شباب الساحل؟ توقف النشاط الرياضي بنادي ناصر، وسرعان ماساعدني مدربي خالد موافي في الاشتراك في مركز شباب الساحل وسط دعم كبير من والدتي وانطلقت مع الفريق وقدمت مستويات أداء متميزة زادت من التوقعات بمستقبل باهر وبالفعل تهافتت أندية القمة علي ضمي لصفوف فريقها لكرة اليد وكان الصراع شديدا بين الأهلي والزمالك وسبورتنج والطيران وكان لخالد موافي دور في إرساء تفكيري بالانتقال للقلعة الحمراء وكان عمري 21 عاما. ألم يعلم والدك بانتقالك للأهلي؟ انطلقت كالصاروخ في عالم كرة اليد وتناقلت الصحف أخباري في الصفحات الرياضية.. ووقتها شعرت بالرعب خوفا من أن يمنعني والدي من مزاولة اللعبة ولكني فوجئت بوالدي يقول أنا سعيد وفخور بوجودك في الأهلي والأغرب أنه كان علي علم بكل خطواتي من والدتي. وماذا عن انتقالك للمنتخب الوطني «ناشئات»؟ تألقت مع الأهلي طوال السبعة مواسم التي قضيتها بين جدران القلعة الحمراء ونجحت في التتويج بالعديد من الألقاب دفعتني لأكون أحد العناصر الأساسية في المنتخب المصري خاصة لإجادتي اللعب في أكثر من مركز كصانعة ألعاب أو جناحي الملعب بالإضافة لمهارتي التي ميزتني عن باقي زملائي.. ومع انضمامي للمنتخب الوطني «ناشئات» تألقت بشكل لافت للنظر في بطولة أفريقيا في بوركينافاسو 0102 الأمر الذي دفع مسئولي المنتخب الوطني الأول لاستدعائي لأخوض معهم بطولة الأمم الأفريقية في المغرب عام 2102. ووقتها دعمتني نورا حسين رئيسة بعثة المنتخب المصري وقفت بجانبي عندما تلقيت عروض احتراف من أندية تونس والمغرب والجزائر واستقر المطاف بالانضمام لنادي حواء السعيدة الجزائري وبحمد الله في وقت قصير نجحت بإرادتي وتشجيع أسرتي في أن أكون أفضل لاعبات الجزائر في كرة اليد. وهل الجزائر كانت ترانزيت لاحترافك الأوروبي؟ تألقي في الدوري الجزائري أثار أهتمام الأندية الأوروبية وكانت المحطة الأولي اللعب في الدوري الدانماركي خلال نادي فينسيل في 3102 وهناك جلست علي دكة الاحتياطي 5 مباريات ولخوفي من تأثر مستواي فضلت الإعارة لنادي «بونسلوا» الدانماركي وحققت معه بصمة ونجاحات دفعتهم للوصول لمركز متقدم في دوري اليد هناك وحصلت أيضا علي لقب أفضل لاعبة. تألقت في الدوري الدانماركي لماذا انتقلت للفرنسي؟ - أعترف بأن مسئولي نادي أسيشي كانوا يتابعون رحلة تألقي.. ونجحوا - في الفوز بي خلال سباق الأندية الأوروبية الأخري التي كانت تحاول ضمي لصفوفها والمثير أن مسئولي النادي الفرنسي كانت لهم رغبة في التعاقد معي لمدة 5 سنوات ولكني رفضت وطلبت أن يكون العقد لمدة موسمين فقط ويحق لي الرحيل بعد الموسم الأول في حالة وصول عرض جيد أو عدم رغبتي في الاستمرار خاصة أن أسيشي يلعب في الدرجة الثالثة ولكني أؤكد الاهتمام الكبير باللعبة وحضور الجماهير لكل الدوريات التي تحظي بمستوي فني عال جدا. وهل دوري الدرجة الثالثة بفرنسا أقوي من الدوري المصري؟ - هناك فرق كبير من ناحية الاهتمام ونوعية الملاعب والتدريبات وكل شيء. ففي مصر الملاعب سيئة والبطولات ضعيفة والمقابل المادي ضعيف - ولكن علي مستوي اللاعبات أؤكد أن بمصر لاعبات مميزات وأفضل من لاعبات كثيرة في أوروبا ولكن الفارق هو الاهتمام والتطوير ولا أخفي أن المسعكرات سيئة والطعام لايساعد وأماكن التدريب لاتصلح.. وأمنياتي أن يهتم مسئولو اللعبة بذلك. هل واجهتك صعوبات في الاحتراف؟ - مشاكل الغربة واللغة والديانة فاللغة تمكنت من التغلب عليها لإجادتي الإنجليزية - وبالنسبة للديانة تعرضت لتساؤلات كثيرة خاصة أنه في الأيام الأخيرة وصلت الأمور لابتعاد الفريق عني بسبب ديانتي الإسلامية.. كانوا بيخافوا مني ودائما مايتم سؤالي حول الدين الإسلامي وتصرفات جماعة داعش الإرهابية - ولماذا يقومون بتلك التصرفات ولكن مواقفي كلها كانت رفضي لتصرفات داعش وحوادثهم - وهذا دفع اللاعبات الأوروبيات للتقرب مني بعد معرفة الأمر. ولماذا ارتداؤك لتي شيرت يحمل رقم 74؟ - أنا تربيت في حضن القلعة الحمراء. وبالطبع لأنسي الجماهير التي ضحت بحياتها في مذبحة بورسعيد وعددهم 74، وهذا أقل شيء أقدمه لهم وللنادي الأهلي. أخير ما طموحاتك في الاحتراف؟ - طموحاتي لا حدود لها وأسعي للارتقاء بمستواي وأحلم باللعب طبعا في الدوري السوبر لكرة اليد في أوروبا.