الذهبي".. محاولة جادة لاكتشاف مواهب غنائية جديدة تنطلق في عالم الفن، في محاولة من صندوق التنمية الثقافية لمواجهة ضجيج الأغاني المُزعجة، التي يطلق عليها المهرجانات، التي تفشت في الشارع المصري في الآونة الأخيرة، وأفسدت الذوق العام. ورغم أن المسابقة لا تزال في بداياتها إلا أن هناك بعض الأخطاء التي وقع فيها المنظمون أبرزها أن حفل الإعلان عن الفائزين جاء مزعجاً. رئيس التنمية الثقافية: المسابقة خطوة لدعم المواهب والارتقاء بالذوق العام فالشباب لأول مرة يقف أمام الجمهور ويغني وراء مايسترو يقود فرقة موسيقية فظهر مهندس الصوت وكأنة في واد والأصوات الفائزة في واد آخر، لكن عموماً التجربة في حد ذاتها بمثابة محاولة رائعة من صندوق التنمية الثقافية. بدأ حفل إعلان الفائزين بصورة غنائية توضح أن الإسفاف الذي طال الساحة الغنائية هو المسيطر علي ذوق الشعب المصري، تلك الصورة التي قدمها عماد عبدالمحسن تحكي واقع هبوط الأغنية المصرية، واختفاء التراث الغنائي، ومن خلال هذه الصورة، بدأ المشاركون في المسابقة بالظهور لأول مرة علي خشبة المسرح، ورغم العدد الكبير الذي اشترك في المسابقة، إلا أن اختيار لجنة التحكيم كان مفاجئة في التصفيات النهائية، حيث انحصرت معظم الاختيارات في الفتيات المُحجبات. ولأول مرة تغني محجبة أمام الجمهور لفايزة أحمد والفنانة القديرة شادية، الأمر الذي يُثير التساؤلات حول هل بعد فوز المحجبات بالصوت الذهبي سيكملن المشوار ويغنين بالحجاب؟، أم أن مسابقة الصوت الذهبي تعمل علي وضع أسس جديدة لشكل المطربات؟، والإجابة بالطبع ستظهرها الأيام المقبلة عندما تتولي وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية إقامة حفلات للفائزات في محافظات مصر وشرم الشيخ، طبقاً لتوجيهات وزير الثقافة، حلمي النمنم. عند إعلان أسماء الفائزات وجه حلمي النمنم وزير الثقافة بإقامة حفلات للشباب الفائزين علي مسارح دار الأوبرا المصرية وكذلك في شرم الشيخ، وأضاف أن تواصل أجيال من المبدعين الشباب في مصر مازال منهمرا مثل نهر النيل، مشيرا إلي أن مشروع الصوت الذهبي كان في طليعة المبادرات التي تتبناها وزارة الثقافة لتقديم أصوات غنائية متميزة للرقي بالذوق العام.. وتابع موجهاً حديثه للمشاركين في المسابقة، أنه لا يوجد خاسر في هذه المسابقة وأن الجميع سيحصل علي منحة مجانية في بيت الغناء العربي بقيادة محسن فاروق، كما سيتم رعاية أصحاب المراكز العشر في المراكز الإبداعية التابعة للصندوق، ووجه الشكر لمحسن فاروق، والدكتور علاء فتحي، اللذين تحملا مسئولية المشروع منذ البداية. بدأ الاحتفال بتقديم الأصوات ال14 المشاركين في التصفية الأخيرة، حيث غنوا أروع أغاني سيد درويش، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وفايزة احمد، وفريد الأطرش، والعندليب عبدالحليم حافظ، وعليا التونسية، بمصاحبة المايسترو مدحت عبدالسميع، وكان الحفل من رؤية وإعداد عماد عبدالمحسن، ورؤية سينمائية ضياء داوود، وديكور محمد الغرباوي، وإضاءة المهندس ياسر شعلان. وقال المهندس محمد أبوسعدة، رئيس قطاع الصندوق، إن المسابقة قد أطلقت في بدايات يوليو الماضي، كمبادرة لاكتشاف مواهب الغناء الشابة علي مستوي الجمهورية من سن 18 38 سنة، تقدم لها 162 متسابقا من العديد من محافظات مصر. وكانت التصفيات النهائية، والتي تمت علي ثلاث مراحل من خلال لجنة تحكيم، ترأسها الفنان القدير محسن فاروق مدير بيت الغناء العربي، وعضوية الفنان الكبير هاني شنودة، والدكتورة تحية شمس الدين رئيس قسم الغناء بالكونسيرفتوار، والناقدة الفنية الدكتورة إيناس جلال، والدكتور علاء فتحي أستاذ التأليف الموسيقي بأكاديمية الفنون ومدير متحف أم كلثوم، ووصل للتصفيات النهائية 14 متسابقاً من بين المتقدمين ال162 ويقع الاختيار علي عشرة متسابقين يحصلون علي منحة مجانية لتعليم أصول الغناء ببيت الغناء العربي تحت إشراف كوكبة من كبار المتخصصين والفنانين. وعبر ثلاث تصفيات قامت لجنة التحكيم باختبارات للمتسابقين الذين بلغ عددهم في المرحلة الثانية من التصفيات 45 صوتاً غنائياً، أما المرحلة الثالثة التي شهدت ختامها علي مسرح الهناجر فقد بلغ عدد المتسابقين فيها 14 صوتاً غنائياً وشهدت تنافساً حقيقياً بين المتسابقين، حيث وضعت لجنة التحكيم مراحل تصاعدية في أصول الغناء العربي، بدأت بالأغنية فالقصيدة فالموشح والدور، بهدف صقل هذه المواهب وتقديمها إلي الساحة الغنائية المصرية والعربية، وهي مزودة بكافة الوسائل التي تتيح لها مساحة لائقةً تحت شمس الإبداع. وقد منحت جائزة أفضل صوت ذهبي المركز الأول لمحمد حسين شطا حيث حصل علي مبلغ 10 آلاف جنيه، بينما فازت بالمركز الثاني هلا طارق رشدي وقد حصلت علي مبلغ 7 آلاف جنيه، والمركز الثالث حصلت عليه أمينة أبو بكر والجائزة المادية قدرها 5 آلاف جنيه، وحصد المركز الرابع حسام هشام، والمركز الخامس مروان عبد المنعم، أما المركز السادس ففازت به نانسي عصام، والمركز السابع كان من نصيب إسلام رفعت، والمركز الثامن أحمد عبد السلام، أما المركز التاسع فقد حصلت عليه أمينة حسن، والعاشر الفنان هشام صفوان وسوف يتم منح جميع الفائزين منحة دراسية مجانية في بيت الغناء العربي الذي يديره الفنان محسن فاروق. الغريب أن ابنة المايسترو الدكتور مدحت عبدالسميع لم تفز في المسابقة رغم أنها من عائلة موسيقية.. شهد الحفل حضور كل من الدكتور خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والمطرب الكبير محمد الحلو، والدكتورة مها العربي عميد المعهد العالي للموسيقي العربية, والدكتور أحمد عواض رئيس المركز القومي للسينما، والموسيقار الدكتور طارق شرارة، والدكتورة نيفين الكيلاني عميد معهد النقد الفني، ونادية مبروك رئيس الإذاعة، والموسيقار سامي الحفناوي، والفنانة نانسي فاروق.