يارب المسلمين والنصاري اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصاراً، واجعلنا نحن نصاري لك، وللوطن مسلمين "من الأقوال المأثورة لمكرم باشا عبيد" أثناء ترشحه في برلمان 1928 بمحافظة قنا وفوزه بجداره علي أحمد ياسين باشا نقيب الأشراف في دائرة أغلب سكانها من المسلمين وبالتالي فإن وجود نواب أقباط تحت القبة ليس بجديد علي المجتمع المصري بل هو متأصل في جذور السياسة منذ زمن ولم يقتصر الأمر علي دخول نواب أقباط فقط بل كان هناك رئيس للمجلس من الأقباط وهو ويصا واصف باشا عام 1928. نتائج الجولة الأولي من المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية أعادت إلي الأذهان تاريخ الأقباط تحت قبة البرلمان. مفاجآت حققها مرشحون أقباط دخلوا مرحلة الإعادة في مختلف الدوائر علي مستوي الجمهورية بعدما حصدوا أعلي الأصوات. حيث يخوض 22 مرشحا قبطيا جولة الإعادة للمرحلة الأولي وتعد نسبة الأقباط في الجولة الحالية هي الأكبر في تاريخ الانتخابات المصرية. "آخرساعة" رصدت مشوار النواب الأقباط تحت القبة منذ نشأة البرلمان وحتي برلمان 30 يونيو. وكانت نسبة تمثيل الأقباط في برلمانات ماقبل عام 1952 أكثر من 5% من إجمالي عدد النواب. ووصلت إلي قمتها في عام 1942 التي حصل فيها الأقباط علي أكثر من 10% من إجمالي عدد المقاعد. وساهم في حصول الأقباط علي تلك النسبة وجود حزب الوفد بصورة أساسية وقيام الناخبين بالتصويت للحزب بصرف النظر عن دين المرشح. فالبداية كانت في برلمان 1928 حيث بلغ عدد النواب المسيحيين به 16 نائبًا، من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم 214، ووصل ويصا واصف باشا لمنصب رئاسة البرلمان، وفاز مكرم عبيد باشا بالانتخابات البرلمانية علي منافسه "أحمد ياسين" باشا نقيب الأشراف في قنا وفي دائرة أغلب الناخبين فيها من المسلمين، وتكرر الأمر في العديد من الدورات والدوائر الأخري. وبدأ العدد في التزايد ليصل إلي 27 مقعدًا من إجمالي 264 مقعًدا في برلمان 1942. وبحلول ثورة يوليو 1952 تناقض عدد الأقباط بالبرلمان ليصل إلي أدني مستوي، وخلا برلمان عام 1957 نهائيًا من أي نائب مسيحي سواء كان عن طريق التعيين والانتخاب، وفي العام 1964 انتخب نائب واحد، وعين 8 آخرون، حيث سعي الرئيس جمال عبدالناصر إلي إنهاء عزلتهم السياسية، بنص دستوري سمح لرئيس الجمهورية بتعيين 10 نواب. وفي عهد الرئيس السادات وصلت نسبتهم إلي قرابة 3%. وتم انتخاب القمص بولس باسيلي في البرلمان عام 1971، عن دائرة شبرا بالانتخاب الحر المباشر، ونجح قبطيان آخران وتم تعيين 9 من الأقباط في هذا المجلس، إلا أن برلمان عام 1976 اضمحل فية الوجود القبطي ليختفي وكانت النتيجة لم ينجح أحد!! وعليه قام الرئيس الأسبق السادات بتعيين 8 أقباط. أما في عهدالرئيس الأسبق حسني مبارك فتأرجح الأقباط بين الغياب والتواجد فقد كانت نسبة تمثيلهم أقل من 2% ففي برلمان عام 1995 ترشح 57 قبطيا لدخول مجلس الشعب ولم ينجح أحد، وفي انتخابات سنة 2000 رشح الحزب الوطني أربعة أقباط في انتخابات مجلس الشعب في دائرة غبريال بالإسكندرية والبحيرة ودائرة المعهد الفني بشبرا، ونجح يوسف بطرس في دائرة المعهد الفني بشبرا، ورامي لكح كمستقل في دائرة الظاهر، ومنير فخري عبد النور في دائرة الوايلي علي قائمة حزب الوفد. وقد حصل الأقباط علي أحد عشر مقعدا في برلمان ما بعد ثورة يناير عام 2011(، ستة منهم بالانتخاب، وخمسة بالتعيين)، من بين 508 مقاعد، أي أن النسبة تصل إلي نحو 2% من إجمالي عدد النواب. فالأقباط صاروا جزءا من المعادلة السياسية وفرضت أصواتهم حسابات جديدة علي الأرض تدل علي وعي جديد وجسارة ورغبة في المشاركة بالحياة السياسية وهو تطور هام جدا وله دلالته إذا ما تمت قراءته مع إقصاء المتشددين وهزيمة حزب النور في المرحلة الأولي بهذا الشكل. ففي برلمان 30 يونيو خاصة الجولة الأولي من المرحلة الأولي بالقراءة في النتائج التي أعلنتها العليا للانتخابات نجد أن هناك 22 مرشحا قبطيا يخوضون جولة الإعادة بمختلف دوائر المرحلة الأولي محافظة المنيا حظيت بنصيب الأسد من الأقباط الذين نجحوا في الوصول إلي جولة الإعادة، حيث يخوض 10 مرشحين الإعادة علي 9 مقاعد، حتي أن مركز ملوي يتنافس فيه مرشحان قبطيان وجهًا لوجه، وهي المرة الأولي في تاريخ المحافظة. ويتصدر المنافسة علي مقعد واحد بدائرة بندر ملوي مرشحان قبطيان أولهما شريف نادي مرشح المصريين الأحرار الحاصل علي 9967 صوتا، والثاني هو رامي رفيق بطرس ب4500 صوت. وفي دائرة أبو قرقاص يتصدرجولة الإعادة المرشح القبطي فيكتور حنا الحاصل علي 14214 صوتا، وكذلك المرشح إميل حبيب 12709 أصوات، وفي دائرة بندر المنيا دخل مرشح المصريين الأحرار جون بشري الكفوري الإعادة بعد أن حصد 17600 صوت. وفي دائرة مركز المنيا يخوض جولة الإعادة المرشح أرمنيوس صموئيل الصحفي ببوابة دار التحرير بعد أن حصل علي 21763 صوتا، فيما يتصدر إيهاب رمزي جولة الإعادة بعد حصوله علي 36235 صوتا في دائرة بني مزار ومطاي بالمنيا. وفي دائرة مركز ملوي يخوض المرشح هيلاسلاسي نائب الشوري السابق جولة الإعادة بعد أن حصل علي 16783 صوتًا، ويخوض مرشح حزب المؤتمر وسيم جاد الله، جولة الإعادة في دائرة مغاغة والعدوة بحصوله علي 16768 صوتًا. أما في دائرة سمالوط فحصد مرشح حزب المصريين الأحرار راجي فؤاد 28848 صوتًا، فيما خلت دائرة واحدة فقط من المرشحين الأقباط وهي دائرة ديرمواس بأقصي جنوب المحافظة. أسيوط وفي أسيوط، في الدائرة الأولي فاجأ اللواء تادرس قلدس تادرس الجميع بخوضه جولة الإعادة ب25 ألف صوت أمام محمد الصحفي نائب الحزب الوطني السابق الذي حصد 10 آلاف صوت، أما في دائرة منفلوط فيخوض منتصر مالك العمدة مرشح المصريين الأحرار انتخابات الإعادة أمام عبد الحكيم طرش مرشح المصريين الأحرار أيضًا بعدما حصد العمدة أعلي الأصوات في الدائرة، حيث حصل علي 16 ألف صوت متفوقًا علي أقرب منافسيه ب4 آلاف صوت. وفي القوصية، يخوض المرشح روبرت سمير جولة الإعادة ب12 ألفًا و900 صوت أمام فوزي إبراهيم نظير الذي حصد 18 ألفًا و351 صوتًا، وفي أسوان بالدائرة الأولي أيضًا، دخل المرشح نجيب نصيف شنودة الإعادة أمام صلاح عفيفي عبدالظاهر مرشح حزب حماة الوطن أما في إمبابة فيخوض المرشح روماني خليفة جولة الإعادة أمام عدة مرشحين هم أحمد عيد ونشوي الديب وإيهاب الخولي، ورانيا أبو شقة، وإسحاق عبد العال. كذلك يواجه المرشح عماد ناصف محروس مرشح حزب النور محمود هيبة في الإعادة بكفر الدوار. المرشح القبطي لا يستطيع الوصول إلي الإعادة بأصوات الأقباط وحدهم. ومن جانبه وفي تصريح ل"آخرساعة" قال الدكتور إيهاب رمزي المرشح القبطي الذي حصد أعلي الأصوات بدائرة بني مزار بالمنيا، إن جماعة الإخوان فقدت تأثيرها الديني علي المجتمع وبدأت شرائح واسعة من المسلمين الإيمان باختيار الأقباط في الانتخابات البرلمانية، مشيرًا إلي أن المرشح القبطي لا يستطيع الوصول إلي الإعادة بأصوات الأقباط وحدهم. وأضاف رمزي أن الناخب القبطي أصبح أكثر إيجابية وآمن بضرورة المشاركة في الانتخابات البرلمانية ورسم الضلع الثالث من خارطة الطريق، مشددًا علي أن أصوات الأقباط غير كافية للعبور من مرحلة الإعادة ولابد من تكاتف المسلمين والأقباط معًا لاختيار أفضل من يمثلهم بغض النظر عن ديانته. بالإضافة إلي نجاح 12 مرشحا قبطيا في حجز مقاعدهم في البرلمان المقبل، بعد خوضهم الانتخابات ضمن قوائم "في حب مصر"، بقطاعي الصعيد وغرب الدلتا، وفقاً للنسبة المقررة في الدستور التي تبلغ 24مقعداً بالمرحلتين الأولي والثانية وهم سوزي عدلي ناشد جرجس ورضا نصيف إبراهيم حنا وإنجي مراد منير فهيم وعماد جاد بدروس وأشرف عزيز إسكندر إسرائيل وميرفت ميشيل نصيف وميرفت موسي حنا ومجدي ملك مكسموس عبدالملاك وإليزابيث عبد المسيح ومنال ماهر عازر وماجد أديب فهيم ومني منير رزق فتيان.