حدث في إيطاليا هذا الأسبوع تلقي سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء رسالة من فرانسسكو بيكليتي رئيس مؤتمر القيم الأسرية في ميلانو يقول فيها: »نأمل ألا تحضر مؤتمر الأسرة هذا الأسبوع فإن إلقاءكم خطابا في افتتاح المؤتمر سيؤدي إلي إحراج اللجنة المنظمة للمؤتمر وكذلك جميع الحاضرين. وأنت ياسيدي رئيس الوزراء تعرف السبب!« وكان السبب واضحا ومعروفا فإن زوجة رئيس الوزراء طلبت الطلاق منه وفي الوقت نفسه فإن لجنة من نواب البرلمان تحقق مع بيرلسكوني في الفضائح الجنسية لرئيس الوزراء التي أزيح الستار عنها أخيرا. ومن غير المعقول أن يفتتح رئيس الوزراء مؤتمرا أخلاقيا للأسرة والفضائح تحيط به من كل جانب. وهذه الفضائح كلها جنسية! ومن ناحية أخري فإن لجنة برلمانية خاصة بأمن إيطاليا طلبت إلي رئيس الوزراء الحضور لها للتحقيق معه لأن فضائحه تعرض أمن البلاد للخطر. وبيرلسكوني عمره 74 سنة. ولكن التحقيق معه يدور حول علاقاته الجنسية بغانيات من شرق أوروبا. قبض رجال الشرطة الإيطاليون عليهن ثم اضطر للإفراج عنهن تحت ضغط رئيس الوزراء. ورجال الأمن يقولون: من أدراك ربما يتعرض رئيس الوزراء للابتزاز من قبل جهات أ منية تقوم »بتشغيل« هؤلاء الغانيات واستخدامهن لمعرفة أسرار إيطاليا الأمنية والدول المرتبطة بها. قال المدافعون عن رئيس الوزراء ورجال حزبه: لن يضطر رئيس الوزراء للإفشاء بأسرار عسكرية أو اقتصادية تحت ضغط المبتزين.. هل تذكرون ماجري للرئيس الأندونيسي سوكارنو عندما استطاع رجال ال »كيه جي بي« الروسي وضع امرأة تعمل معهم في طريقه واستطاعوا تصويره معها في الفراش وأطلعوه علي الصور وهددوه أن يعمل معهم وأن يجعل أندونيسيا تجري في الفلك السوفيتي. وكانت المخابرات السوفيتية تتوقع أن ينهار سوكارنو عندما يطلع علي الصور. فإذا به يضحك ويقول: سيفرح شعبي عندما يشاهد هذه الصور وسيتأكد أني مازلت شابا.. هكذا سيفعل بيرلسكوني فالشعب الإيطالي كله يعرف غرامياته ولن يفاجأ بشيء جديد! المهم أن رئيس لجنة التحقيق البرلمانية مع بيرلسكوني يرأسها رئيس وزراء سابق وهو ماسيمو داليما الذي قال: إني أشعر بالإشفاق علي رجال الأمن الإيطاليين الذين يقودون الفتيات الشابات وكلهن أو أغلبهن من الغانيات المحترفات. ويقف رئيس الوزراء يستعرضهن وهن يقفن في طابور ورئيس الوزراء كلما شاهد واحدة منهن قال: التالية، التالية تجيء غانية وثانية وثالثة ليختار منهن مايشاء. يحدث ذلك في مقصورة في روماوميلانو وسردينيا. وإحدي هؤلاء الغانيات قالت: أعطاني رئيس الوزراء 15 ألف دولار. وقالت أخري من أصل مغربي: قبض عليَّ رجال الشرطة متلبسة بالسرقة ولكن بيرلسكوني أمرهم بالإفراج عني. الغريب في الأمر أن بيرلسكوني لم ينف ولم ينكر الاتهامات الموجهة إليه أو أنه يستأجر الغانيات ويمنحهن أجرا ويأمر الشرطة بالإفراج عنهن.. وفي الوقت نفسه قالت الشرطة: بعض الغانيات في السابعة عشرة من العمر وقالت الصحف الإيطالية المؤيدة لرئيس الوزراء: الشعب الإيطالي يعرف عن رئيس الوزراء هذا كله ومع ذلك يختاره رئيسا للوزراء. ولكن رئيس لجنة التحقيق يقول: بيرلسكوني يضر بسمعة إيطاليا الهامة فهي إحدي الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي وهي إحدي الدول الصناعية الثماني الكبري وإحدي القوي الاقتصادية الكبري في العالم ولها ثقل دبلوماسي عالمي ولكنها الآن تتعرض للسخرية بسبب علاقات رئيس الوزراء الجنسية. المهم حضر بيرلسكوني مؤتمرا لحزبه بعد إذاعة هذه الفضائح دافع عن نفسه فقال: مافيا عالم الجريمة السفلي هو الذي ينشر هذه الفضائح ويستغلها. قال بعض أعضاء المؤتمر: وكيف؟ وما علاقة عالم الجريمة بما يحدث في مخدع رئيس الوزراء؟ لم يستطع رئيس الوزراء أو رجال حزبه تقديم جواب مقنع. ولايزال رئيس الوزراء يقيم الحفلات المائية في حمامات السباحة في قصوره وفي حجرات نومه. وحتي الآن لم يقل الشعب الإيطالي لرئيس وزرائه كلمة واحدة وهي كفي!