موهبة متميزة وحالة فنية خاصة مُنذ أن التقطته عين المخرج خالد يوسف، وقدمته للساحة الفنية، في فيلم "خيانة مشروعة"، ليرسم لنفسه منذ ذلك الحين خطاً فنياً خاصاً. النجم حسن الرداد، كان ولا يزال ُيبحر بمهارة وخطوات محسوبة في سباق الإبداع الفني باحثاً لنفسه عن مساحة ينفرد بها ويحقق مزيداً من النجاح والنجومية. "آخرساعة" التقت الفنان الشاب، الذي شارك في دراما رمضان هذا العام بمسلسلي "حق ميت"، و"مولد وصاحبه غايب"، ليحدثنا عن مشواره الفني، وأحلامه للمستقبل. ما الذي دفعك لتقديم شخصية "نادر" في "حق ميت"؟ - كوني فنانا أستطيع تقديم كل الأدوار وأنا عاشق لتقديم الأدوار المركبة وقبولي لدور نادر في (حق ميت) يرجع لروعة ورق المؤلف باهر دويدار، بخلاف رهان المخرج فاضل الجارحي الذي رشحني للعمل مؤكدا أنه سيكون نقلة مميزة في مشواري الفني وبالطبع تحمست لتجسيد الدور استنادا لرغبتي في التمرد علي الأدوار الإيجابية وأدوار ابن البلد والمهندس ووكيل النيابة والصعيدي التي سبق وقدمتها في أعمالي خاصة أن شخصية نادر تمر بعدة مراحل مختلفة بعد ما يترك المحاماة إثر ضياع أوراق هامة عن ملف إحدي القضايا ويتعرض لعدة صدمات منها اتهامه في جريمة خطف وقتل أربع نساء وتكشف التحقيقات عن موت حبيبته (حنين) نتيجة تناول جرعة مخدرات زائدة تناولتها مع شخص كانت علي علاقة به، وبعد خروجه من السجن يستعد لمواجهة كل من ظلموه. وقد أحببت الشخصية والموضوع وكواليسه خاصة في ظل وجود النجوم الكبار أحمد عبد العزيز ودلال عبدالعزيز وعفاف رشاد بالإضافة للمتألقتين صبا مبارك وإيمي سمير غانم. ما الذي جذبك لدورك في مولود وصاحبه غايب؟ - تشعر من خلال سيناريو العمل أن كاتبه مصطفي محرم قدم شخصيات تكاد تكون حقيقية من لحم ودم وموجودة في ربوع ريف مصر والمخرجة شيرين عادل مخرجة رائعة معروفة بتقديمها لمناخ من الإثارة والتشويق في كل أعمالها وجذبني للعمل أيضا روعة العقدة الدرامية بين شخصيتي (عمر) والخلاف مع والدي سليم بيه بسبب علاقتي مع «نوسة» هيفاء وهبي مطربة الموالد ويتوعدني والدي بالحرمان من الميراث إذا خالفت رغبته في الزواج من ابنة المحافظ - وبالفعل يحدث ذلك في وقت تحاك فيه المكائد والمؤامرات - حتي يتم الزج بنوسة في السجن بعد اتهامها بالسرقة - ويتم نصب الشباك ليفوز ابن عصفور بقلب مني أختي في المسلسل ويتم وضع سليم بيه أمام الأمر الواقع، وقد استشعرت نجاح العمل من خلال تعليقات المشاهدين الإيجابية بعد الإشادة بأداء كتيبة النجوم هيفاء وهبي وأحمد خليل وفيفي عبده وباسم سمرة. هناك اتهام بأن العمل مأخوذ من فيلم (تمر حنة) وأنت تقدم دور النجم أحمد رمزي؟ - هذا غير صحيح فهناك أعمال كثيرة تحوي بين نسيجها عالم الموالد ومنها فيلم دندش للفنانة نيللي ورنة الخلخال لبرلنتي عبد الحميد وتوبة لعماد حمدي وصباح ومولد يا دنيا لمحمود ياسين وعفاف راضي والمولد لعادل إمام وأيضا فيلم تمر حنة للراحلين رشدي أباظة - نعيمة عاكف - وزينات صدقي وكل عمل من هذه الأعمال قدم رؤيته الفنية بشكل مختلف وحققت جميعا نجاحا كبيرا وحتي الآن يتابع المشاهدون بشغف مواعيد عرضها علي القنوات الفضائية وبالنسبة لمن يقولون إني أؤدي دور النجم الراحل أحمد رمزي فهذا وسام علي صدري أن يشبهني الناس بهذا الفنان القدير . هل استعددت بشكل مختلف لتقديم دور المسجون نادر؟ - سبق وقدمت شخصية السجين حربي في مسلسل كيكا علي العالي قصة الكاتب حسام مصطفي وإخراج الراحل نادر جلال والشخصية لها لون درامي مختلف لشاب من بيئة شعبية يستغل ذكاءه في الصعود من مستواه المتواضع لعالم آخر معتمدا علي ذكائه وشقاوته وقلبه الميت ويتعرض لظلم كبير ويدخل السجن وبعد خروجه يقرر الحصول علي المال والسلطة.. ولكني أعترف أني منذ قراءة أول سطر من سيناريو مسلسل حق ميت وجدته يخاطب الفكر والعاطفة ويحمل رسالة هادفة مفادها أمثلة كثير ومنها (ياما في الحبس مظاليم) وأن للظلم دائما نهاية ولذا بحثت في كل ما يتعلق بهذه الشخصية المحورية سواء في عالم المحاماة والتنقيب في عالم السجون ولا أخفي قيامي بزيارات للسجون للوقوف علي كل مايدور خلف أسوار القضبان، للتعايش مع الشخصية في نسيج ملامحها من بين سطور السيناريو. ما حقيقة أنك طبقت ذلك خلال تقديمك لدور أشرف هلال وكيل نيابة مسلسل الجماعة؟ - منذ أن رشحني مؤلف مسلسل الجماعة المبدع وحيد حامد والمخرج محمد ياسين وجدت أن الشخصية صعبة خاصة أنها لوكيل نيابة يضع العدالة نصب عينيه بخلاف بحثه في قضايا شئون جماعة الإخوان ووجدت أن الدور يحتاج لدراسة وبحث عميق ولذا قمت بجمع أكبر قدر من المعلومات عن علاقة الإخوان بالأحزاب والقوي السياسية وقرأت كتبا عن حسن البنا وشخصيات الجماعة هذا بخلاف نزولي لعالم وكلاء النيابة والقضاة ووصل الأمر لحضوري عدة تحقيقات مع أصدقاء لي وكلاء نيابة لمعرفة كيف تتم التحقيقات - وقد ساعدني ذلك في رسم شخصية وملامح وكيل النيابة في المسلسل. لماذا اتجهت للكوميديا مؤخراً؟ - يجب العلم أنه منذ فترة دراستي بالمعهد العالي للفنون المسرحية كنت أقدم مشاريع كوميديا ولاقت استحسان أساتذتي بالمعهد - ونظرا لرفض تكرار نفسي في أي دور بالإضافة لوجود حالة من الضغط النفسي علي الناس كان لزاما علي الغوص في عالم الكوميديا للمساهمة في التخفيف عنهم من هموم ومشاكل الحياة.. ولكن وضعت في اعتباري أن يكون الإبحار بعمل جاد يحمل رسالة ورغم وجود صعوبة في الاختيار جاء توفيق الله ورشحني المخرج وائل إحسان والفنانة ياسمين عبدالعزيز لأداء دور الزوج في فيلم «الآنسة مامي» وفي ذات الوقت كنت محظوظا بترشحي لأدوار كوميدية متميزة منها علي سبيل المثال ابن الأرندلي مع النجم الكبير يحيي الفخراني وقدمت فيه دور شاب من طبقة متوسطة ودمه خفيف يسعي لكسب رزقه والعمل من تأليف وليد يوسف وإخراج رشا شربتجي.. وأيضا فيلم نظرية عمتي المكتوب بطريقة كوميدية ساخرة وقدمت فيه دور مذيع مشهور يقدم برنامج توك شو ناجحا جدا علي مستوي العالم العربي.. وهناك أيضا أفلام حالة نادرة وجوازة ميري وأخيرا زنقة ستات.. ويضيف حسن الرداد قائلا: أود أن أؤكد أن الأعمال الكوميدية من أكثر الأدوار صعوبة لأنه من السهل جدا أن تبكي الناس لكن من الصعب أن تضحكهم. ماذا عن تجربتك في إحكي ياشهرزاد؟ - فوجئت وقتها باتصال من مكتب المخرج الكبير يسري نصر الله وطلبوا حضوري وهناك التقيت به وطلب مني قراءة سيناريو الفيلم.. والمفاجأة التي سببت لي قلقا شديدا بعدها اختياري لألعب دور كريم الصحفي زوج المذيعة مني زكي وكان شخصا انتهازيا يريد الصعود علي أكتاف شهرة زوجته.. ووقتها لم يغب عني تشجيع أستاذتي د.سميرة محسن والفنان نور الشريف ونجحت وأبدعت في أداء الدور أمام نجوم الفيلم الكبار ومنهم مني زكي وسوسن بدر.. وتعرض الفيلم لهجوم شديد قبل عرضه وكان ذلك سببا من أسباب نجاحه لعدم وجود ما ادعاه البعض من وجود مشاهد مثيرة في تريللر الفيلم وقد زاد نجاحي في إحكي ياشهر زاد من إيماني بأن الفنان ليس موظفا عند المنتج بل هو ممثل يمكنه الاعتراض إذا لاحظ ما يؤثر سلبا علي عمله مثلما يحق للمنتج الاعتراض علي ما يؤثر علي عمله.. خاصة أن الممثل يبقي أولا وأخيرا في الواجهة. هل يصعب عليك إثبات وجودك وسط هذا الكم من الفنانين؟ - لا جدال في أن الفنان أو الفنانة أصحاب الموهبة الجيدة والإيمان الحقيقي برسالته الفنية سيصل لمحطة النجاحات وسط هذا الكم الهائل لأن هناك البعض لا يمتلكون الموهبة.. وإنما يمتلكون أدوات أخري في عصر السرعة مثل الحظ والوساطة والعلاقات والشكل الجمالي.. وهذه الأدوات عمرها قصير في المجال الفني.. بالإضافة لأن النص الجيد والالتزام والإبداع التمثيلي من الأشياء الأساسية التي تؤثر في نجاح الفنان وإثبات وجوده علي الساحة. بمن تأثرت فنياً ؟ - مبدئيا أدين بالفضل لكل من تعاملت معهم في أعمالي الفنية.. وأعتبر نفسي محظوظا بالعمل مع المخرج الكبير خالد يوسف الذي اكتشفني وقدمني في فيلم خيانة مشروعة.. وأيضا في فيلم «كف القمر» وبالنسبة للعمالقة نور الشريف ويحيي الفخراني وعزت العلايلي ويوسف شعبان، فقد تعلمت منهم كيفية الوقوف أمام الكاميرا والتركيز التام وقت التصوير والبساطة في فن الأداء الراقي.. واعترف بأني كنت أمامهم مثل لاعبي البينج بونج في رد الكرة بسرعة وأقصد هنا محاولتي الوصول ولو لنصف مستوي هؤلاء العمالقة لحظة المواجهة في الأدوار حتي يزداد سخونة الايقاع في العمل الفني. أيهما تفضل الانتشار أم الاختيار؟ - أرفض مبدأ الانتشار بمعني قبولي أي دور لتسجيل الحضور.. فالانتشار عندي أن أصل لقلوب الناس من خلال أدوار متميزة مثل التي قدمتها في أعمالي الدرامية سينمائية وتليفزيونية.. وأعتبر من يطبقون مبدأ الانتشار بدون تدقيق يحرقون أنفسهم ويدفعون الثمن بسرعة. ما جديدك علي الساحة؟ - أمامي أكثر من سيناريو لفيلم ومسلسل درامي مأخوذة أحداثه من البيئة الشعبية ولا يمكنني الإفصاح عنها لأنها قيد القراءة والدراسة.