المنظومة الصحية حتي تنجح وتحقق أهدافها لابد من إحداث تطوير شامل ونقلة نوعية في كل مكوناتها فلا يجب الاهتمام بمكون من مكوناتها علي حساب الآخر وبالرغم من الدور الحيوي للطبيب في علاج المرضي وبالرغم من أهمية توفير المستشفيات والمباني الصحية ودور العلاج الملائمة والمزودة بأحدث التقنيات إلا أن الأهم في هذه المنظومة هو متابعة المريض عقب إجراء العمليات الجراحية أو في مرحلة النقاهة للشفاء من مرض ما وهنا تقاس هذه الأمور بمدي توافر تمريض علي المستوي المطلوب لأنهم هم من يطلق عليهم ملائكة الرحمة والارتقاء بهم يعني نجاح منظومة الرعاية الصحية بدرجة كبيرة. ومن ثم فقد أسعدني ما أعلن عنه الدكتور السيد عبدالخالق وزير التعليم العالي عن أن المجلس الأعلي للجامعات يدرس حاليا خمسة برامج متخصصة للارتقاء بمنظومة التمريض في مختلف المستشفيات وهي التي تتضمن تحسين مستوي الخدمة العلاجية المقدمة للمرضي والقضاء علي مشكلات العاملين بالتمريض وتحسين أحوالهم وإعداد خطة متكاملة لتوفير الأعداد اللازمة لسد العجز في أطقم العاملين من خلال الاتفاق مع كليات التمريض. وأكد الدكتور عبدالخالق بأن الارتقاء بمنظومة التمريض من أهم أولوياته لأنها المهنة الأكثر إنسانية في القطاع الصحي.. مشيرا إلي أن البدء في عملية إصلاح أوضاع التمريض من أول يوليو المقبل حتي يمكن الارتقاء بالخدمة وتقديم الرعاية الصحية الجيدة للمرضي.. بالفعل هذه خطوة هامة وملموسة ونأمل أن يتم تنفيذها علي أرض الواقع لأن ملائكة الرحمة هم جزء أساسي في منظومة الرعاية الصحية وهم أيضا عليهم واجبات تتمثل في تحكيم الضمائر خلال ممارسة لعملهم النبيل طالما أن الدولة سوف توفر لهم المناخ المناسب للقيام بهذا الدور الإنساني النبيل.