يكن لحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي أن يستمر أكثر من عام. فجميع المؤشرات كانت تتجه إلي النتيجة الحتمية التي آلت إليها الأوضاع في "30 يونيو" بثورة شعبية أيدها الجيش ونجحت في عزل أول رئيس للبلاد بعد ثورة يناير 2011، وكان لحملة "تمرد" دور بارز في الإطاحة بحكم الإخوان، حيث نجحت بحسب محمود بدر أحد مؤسسيها في جمع نحو 22 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. إلي جانب التأييد الشعبي الواسع ل"تمرد" عبر التوقيع علي استمارة الحملة التي انطلقت في 26 أبريل 2013، ساهمت أفكار شبابية أخري في إسقاط نظام "حكم المرشد"، وتوحيد صفوف الشعب مُجدداً لاسترداد ثورة يناير، وتحقيق مكتسبات حلم بها ملايين المصريين. الكارت الأحمر، وهو رمز "الطرد" من الملعب السياسي كان أداة حاضرة بقوة في ثورة يونيو، حيث طُبعت منه ملايين الكروت، وتنوعت العبارات المدونة عليه ما بين "إخلع" و"إرحل" و"برة" و"يسقط حكم الإخوان"، وبعد ثلاثة أيام فقط ترجم الجيش إرادة الشعب ببيان رسمي أصدرته القوات المسلحة وكان أيضاً بمثابة "كارت أحمر" لمرسي وجماعته، حيث أعلنت القوات المسلحة في بيانها يوم الثالث من يوليو 2013 تكليف رئيس المحكمة الدستورية وقتذاك المستشار عدلي منصور بإدارة شؤون البلاد وتعطيل العمل بالدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة. بيان الجيش تضمن أيضاً تشكيل حكومة كفاءات ولجنة لمراجعة التعديلات الدستورية ووضع ميثاق شرف إعلامي وتشكيل لجنة عليا للمصالحة، ودعا البيان الشعب المصري إلي الالتزام بالتظاهر السلمي، وأكد علي التعامل بقوة وحزم مع كل من يخالف القانون والخروج عن السلمية. قلم الليزر كان هو آخر أحد الأشكال التي انتشرت بقوة في ميدان "التحرير" بوسط القاهرة، وجميع ميادين مصر التي احتشدت فيها الجماهير الغفيرة لإعلان رفضها حكم الإخوان والمطالبة بعزله من السلطة، وشهدت سماء القاهرة والمحافظات المختلفة بانوراما ضوئية لأصابع الليزر وهي تغازل طائرات الجيش مساء 30 يونيو، وكذا يوم 3 يوليو الذي أعلن فيه الجيش بيان العزل بعد انقضاء مهلة الثماني والأربعين ساعة التي حددها بيان سابق للاستجابة للمطلب الشعبي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكانت تلك بحسب نص البيان "فرصة أخيرة لتحمل جميع الجهات المعنية أعباء مسؤوليتها وسماع صوت الشعب والاهتمام بمطالبه"، لكن الجماعة - التي أدرجت إرهابية لاحقاً - لم تستجب للإرادة الشعبية، فكان جزاؤها العزل. وتراوح سعر قلم الليزر الأخضر وقتذاك ما بين 80 و150 جنيهاً، في وقت بيع منه في يومي 30 يونيو و3 يوليو فقط حوالي ألفي قلم بحسب تقديرات باعة هذه الأقلام في ميدان التحرير وقرب قصر "الاتحادية" الرئاسي بمنطقة "مصر الجديدة"، وعلي الرغم من ارتفاع ثمن هذا القلم إلا أن الكثير من الشباب حرص علي اقتنائه لاستخدامه مع أدوات أخري مثل الألعاب النارية التي لم تتوقف أصواتها في سماء ميدان التحرير وغالبية شوارع مصر. تقليعة أخري ابتكرها المصريون قبل نحو شهر من اندلاع ثورة 30 يونيو، للدعوة إلي إنهاء حكم الإخوان وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهي استخدام أبواق السيارات للتعبير عن هذا المطلب الشعبي، وبالفعل انطلقت الفعالية في العديد من شوارع مصر وخصوصاً في القاهرة والإسكندرية، وروَّج نشطاء شباب لها عبر رفع لافتات في الميادين والشوارع الرئيسية دونوا عليها عبارة "لو ضد الإخوان اضرب كلاكس.