بدا واضحًا غياب التنسيق بين مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، في عدد من الملفات الحيوية، وغلبت الفردية وغياب التحرك الجماعي علي أداء المؤسسات الدينية الرسمية، ما عكس حالة من التضارب فيما بينها، خاصة ملف تجديد الخطاب الديني، الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ أهمية خاصة، إذ ظهر تحرك الأوقاف بشكل مستقل عن الأزهر في تدشينها لمؤتمر تجديد الخطاب الديني، الذي انطلق (الاثنين) الماضي، دون أي تنسيق مع المشيخة.. وحرص الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، علي إحاطة استعدادات الوزارة للمؤتمر بالغموض، فيما أكدت مصادر بالأزهر الشريف ل"آخر ساعة" عدم معرفتها بعقد "الأوقاف" لهذا المؤتمر إلا قبل انطلاقه بأيام معدودات، معتبرة أن مؤتمر الأوقاف يعد تضاربا مع المؤتمر الذي يعد له الأزهر برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وسيعقد خلال الأشهر القليلة المقبلة، علي أن يتم دعوة علماء دين في العالم الإسلامي كله، تحت عنوان "تجديد الخطاب الديني" أيضًا.. وفي رسالة قوية تكشف حجم التوتر بين الطرفين؛ لم يحضر شيخ الأزهر افتتاح مؤتمر الأوقاف، وهي المرة الثانية التي لا يشارك فيها الطيب في مؤتمر تستضيفه "الأوقاف"، منذ مطلع العام الجاري، بعد اعتذاره عن المشاركة في افتتاح المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلي للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، فبراير الماضي.. كما أن الأزمة عرفت طريقها إلي العلن بعدما منح وزير الأوقاف تصاريح خطابة لقادة السلفيين تمكنهم من صعود المنابر، مؤكدًا أن القرار كان بمعرفة شيخ الأزهر، إلا أن مكتب الأخير أصدر بيانًا مطلع مارس، أكد أن الإمام الأكبر لا علاقة له بالأمر.