من يزور الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود في مقر إقامته بالقاهرة يجد عددا من الصور التذكارية النادرة تزين جدرانه، من بينها صورة استوقفتني كثيرا وظللت أتأملها طويلا، إنها صورة للأمير تركي مع أشقائه رموز وأعمدة الحكم في المملكة العربية السعودية الآن وهم في عز شبابهم يرتدون البدلات العسكرية، ويتدربون علي حمل السلاح للوقوف مع مصر عام 1956 عندما حدث العدوان الثلاثي وعلي الفور أعلنت المملكة تعبئة قواتها واستعدادها للقتال معنا، وفي الوقت نفسه وضعت كل إمكاناتها العسكرية من مطارات وموانئ تحت تصرف القوات المصرية. لكن هناك فترة قاسية لعب فيها الاستعمار دوره الكريه لبث الفرقة بين البلدين، لكن سرعان ما بدأت صفحات جديدة من العلاقات الحسنة بين السعودية ومصر، وأتوقف هنا عند الموقف البطولي للملك فيصل عندما ساند مصر باسخدام سلاح البترول في حرب 73، ثم تولي الملك خالد، وليلقي الأمير فهد وقتها بيان الحكومة السعودية نيابة عن الملك وتأكد الجميع دعم السعودية للتضامن العربي، وليثبت بعد ذلك حب الملك فهد لمصر، وكان للأمير تركي بن عبدالعزيز دور بارز في تقريب وجهات نظر بلاده عندما كان جسرا للمحبة بين الرياض والقاهرة. وعندما قدم الأمير تركي لمصر عام 1985 كانت مقولته الشهيرة: (إن الإنسان ليشعر في مصر أنه دائما في وطنه الثاني.. لا يحس بغربة أو اغتراب). والعلاقات المصرية السعودية الآن في قمة قوتها في عهد الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والسؤال الذي يطرح نفسه: ماهو سر حب الأمير تركي والكثير من أشقائه أعضاء الأسرة الحاكمة لمصر؟ والجواب: لقد أوصي مؤسس المملكة العربية السعودية وباني نهضتها الحديثة الملك عبدالعزيز آل سعود قبل وفاته عام 1373ه الموافق 1963م أبناءه الأمراء: »حافظوا علي صداقتكم مع مصر«.