أعترف وأنا في كامل قواي الجنونية أقصد العقلية بأني تجنيت علي النظام وظلمت الحكومة وزودتها في النقد حبتين والاعتراف سيد الأدلة.. الغريب أن ما أعادني لرشدي هو جنون الأسعار. وبصراحة شعرت بأن الشعب مفتري وليس له الحق في ثورة الغضب احتجاجا علي غول الغلاء. فهل بشرنا أحد بتحسن الأحوال قريبا؟ هل وعدنا المسئولون بالقضاء علي الفساد؟ ومحاربة الغلاء وتحسين أحوال الغلابة ؟هل سمعنا عن قرار واحد يصب في صالح المهمشين وأصحاب الدخول المحدودة؟ هل تألم أحدهم عما أصاب الطبقة المتوسطة التي تواصل طريقها للهبوط التدريجي حتي أصبحت أقرب للفقر والعوز؟ لماذا تعشمنا إذن في الحكومة ونحملها مسئولية وعود لم تعدنا يوما بها؟ بصراحة إحنا شعب جحود ومع ذلك لم تتخل الحكومة عنا وبعد سقوطنا صرعي لموجة الغلاء الأخيرة خرج علينا أحد المسئولين بالحل اللوذعي. اقترح علينا أن نأكل الكوسة بدلا من البامية ونستعمل الصلصة بدلا من الطماطم؟ ياسلام علي العبقرية كانت غايبة عننا فين؟ الاستغناء هو الحل.. بدلا من العشم في دور رقابي علي الأسعار ومحاربة الجشع والتصدي للفساد وسن لقوانين لمنع الاحتكار والضرب بيد من حديد علي كل مستغل متاجر بقوت الغلابة واحتياجاتهم وحل مشاكل الفلاحين. فالكوسة هي الحل في نظر الحكومة وعلينا أن نعي الدرس ونطبقه في كل أمور حياتنا خاصة في العلاج والتعليم. ليه نروح مستشفيات كبيرة وندفع آلاف وقصادنا مراكز بتراب الفلوس ويكفي أنها ستريحك الراحة الأبدية!!وليه ندفع دم قلبنا علي تعليم ولادنا وإحنا متأكدين إن البطالة في انتظارهم! بجد إحنا حاسبينها غلط ولو طبقنا نظرية الكوسة لارتحنا ولريحنا النظام منا! بلاها بامية بلاها طماطم بلاها علاج بلاها تعليم بلاها عيشة. ارتحت ياحكومة!!