سيطرة ونفوذ سليمانى فى المنطقة العربية الرجل الذي يبلغ من العمر 58 عاما والذي يلقبونه بأقوي مسئول أمني بالمنطقة نادرا ما يظهر علي شاشات الفضائيات، وإن كانت قد التقطت له، المئات من الصور في جبهات القتال المختلفة، وبخاصة في العراقولبنانوسوريا، وينسب إليه، الفضل في انتشال بشار ونظامه من مستنقع الهزيمة، بعد أن بدأوا فعلا في الانهيار، علي يد قوات الجيش السوري الحر، وبعض الجماعات المتطرفة مثل: النصرة وغيرها، وكان المبرر لدي الإيرانيين، أن سوريا تمثل ركيزة أساسية في محور طهرانبغداددمشقلبنان، الشيعي في مواجهة كل من المحور السني بقيادة السعودية، والقوي الغربية بالمنطقة التي تضمر الشر لإيران، وعلي رأسها أمريكا. كما كانت لسليماني لقاءاته المتعددة، مع حسن نصر الله: الأمين العام لحزب الله اللبناني، وكان أول لقاء عقب الهجوم الإسرائيلي علي قوات لحزب الله، واستشهاد عماد وجهاد مغنية، حيث زار سليماني قبريهما، وقرأ الفاتحة علي روحيهما. والرجل الذي وصفته مجلة «النيوزويك الأمريكية» بأنه قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قالت عنه أيضا: إنه «آلة الانتقام» وقاتل أمريكا وهو الآن يقوم بمهمة سحق الدواعش في العراق: في إشارة لمشاركة فيلق القدس مع القوات العراقية، في حرب تحرير تكريت من داعش، كما وصفته الواشنطن بوست.. بأنه من أهم صناع القرار بالمنطقة الآن. ورغم المعلومات الشحيحة عن سليماني.. إلا أن ما هو متاح عنه.. يقول: إنه ولد في مدينة قم الإيرانية عام 1957، ثم التحق بالحرس الثوري الإيراني، في أوائل الثمانينات من القرن الماضي.. كما شارك بالحرب العراقيةالإيرانية، وتدرج في الدرجات العسكرية، حتي صار من بين أهم 10 قادة إيرانيين حاليا. أما محطته الرئيسية.. فكانت تعيينه قائدا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عام 1998، قبل أن يرقي لرتبة الفريق منذ نحو 4 سنوات. وبجانب ذلك تولي سليماني مسئوليات كلفه بها المرشد الأعلي للثورة الإيرانية: «آية الله علي خامنئي» وهي مسئوليات خارجية دبلوماسية في لبنانوالعراق وفلسطين وأفغانستان، ويعتقد أن تلك المهمات كانت بالأساس مهمات عسكرية كما تقول بصحيفة الجارديان البريطانيةا حيث كان سليماني يشرف في وقت ما، علي تدريب المقاتلين العرب في البوسنة، بهدف إرسالهم للقتال بعد ذلك، في أفغانستان، وضد حركة طالبان، خلال حكمها لأفغانستان، الذي اتسم بالعداء مع إيران. وسليماني الذي أطلق عليه المرشد الإيراني لقب «الشهيد الحي» هو الذي تم اختياره كشخصية العام في إيران، العام الماضي، وحصل علي نسبة 37.3% من أصوات المشاركين، مقابل نحو 30% لمنافسه وزير الخارجية الإيراني الحالي بمحمد جواد ظريفا وتعدت شهرته إيران، لتصل إلي العراق، خاصة بين أوساط ميليشيات الحشد الشيعي العراقية، وهي ميليشيات شيعية مسلحة، شاركت مع قوات فيلق القدس بقيادة سليماني، في تحرير عدة مدن عراقية، من قوات داعش كان أبرزها: تكريت حيث تواجد سليماني هناك، وهو يرتدي بدلته العسكرية. وشهرة الرجل التي لم تعد مجرد حديث من وراء الكواليس وصلت إلي حد إهداء أحد الفائزين بجائزة مهرجان دولي سينمائي إيراني، جائزته، إلي الجنرال الذهبي كما وصفه قاسم سليماني، وإلي حد اعتزام إيران، إنتاج فيلم عن صدام حسين عدوها الأول وسيقوم بالإشراف عليه، في الأساس سليماني.أما في إيران.. نفسها.. فالناس منقسمون بين مؤيد ومعارض للرجل، فالمؤيدون يجدونه أكثر السياسيين والعسكريين.. إخلاصا.. وأقلهم فسادا.. ويدعونه لخلع بدلته العسكرية، والترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، العام بعد القادم، أما معارضوه.. فيجدونه ردة للديمقراطية في إيران.. وعودة لرجال الجيش، للسيطرة علي مقاليد الحكم فيها حتي ولو بمباركة آية الله علي خامنئي وأن المستقبل لإيران ليس في حكم الجنرال سليماني.. بل في حكم رشيد مدني.. وهؤلاء يطالبون الرجل الذي يصفونه بالبطل القومي، بالتمسك ببدلته العسكرية، والابتعاد عن الحياة السياسية، خاصة أن الإيرانيين في حاجة إليه، في نزاعهم المستمر، ضد الأعداء المتربصين ليل نهار، وفي حروب إيران التي لا تنتهي، مع حلفائها، في الدول المجاورة مثل: سورياوالعراقولبنان وضد صديقتها اللدود: تركيا، وفي النزاع الأحدث في إيران مع الحلفاء الحوثيين.. والأهم من ذلك، في محاربة العدو المشترك للسنة والشيعة.. بالمنطقة من جماعات متطرفة جهادية، أخطرها: القاعدة وداعش وأخواتهما.