المعروف في النادي الأهلي أن قطاع كرة القدم يحقق مكاسب ضخمة لدرجة أنه ينفق علي جميع الأنشطة الرياضية في النادي وكذلك استكمال الإنشاءات سواء في فرع الجزيرة أو مدينة نصر وكان اللاعبون يحصلون علي جميع مستحقاتهم المالية ولكن مالبث أن بدأ النادي يتراجع عن سداد مستحقات ورواتب الموظفين واللاعبين وكان حصول الأهلي علي البطولات سواء الأفريقية أو المحلية يجعل النادي يحصل مبالغ ضخمة.. ولكن خرج الأهلي من بطولة دوري أبطال أفريقيا وانتقل للعب في بطولة الكونفيدرالية التي يتحصل من المشاركة فيها علي مبالغ أقل.. ولذلك تعاقد الأهلي علي صفقات سوبر وتجديد العقود مع اللاعبين دون تأخير وبعد تراجع نتائج الأهلي وخسارته البطولات خسرت لعبة كرة القدم حوالي 6 ملايين جنيه بالإضافة إلي ماحصل عليه جاريدو المدير الفني.. إلي جانب الإنفاقات علي علاج اللاعبين الذين كانوا يسافرون للعلاج في أوروبا.. والمعروف أن النشاط الرياضي واللعبات الأخري دائما تتعرض للخسائر علي مدار السنوات السابقة. وأمام هذه الخسائر سواء في البطولات أو الناحية المالية بدأ التفكير فعليا في الاستغناء عن خدمات المدير الفني جاريدو في حين رفض محمود طاهر رئيس النادي إنهاء خدمات الأسباني ومعاونيه مما أدي إلي الانقسام والخلافات بين أعضاء مجلس الإدارة وكانت المفاجأة أن جاريدو طلب من علاء عبدالصادق مدير قطاع الكرة تحديد موقفه من تجديد التعاقد أو الرحيل لتحديد مصيره في المحطة القادمة إما الاستمرار أو البحث عن البديل وكان الضغط من جاريدو قد ساهم بدور كبير في مناقشة هذا الملف مبكرا وتقييم مافعله منذ تولي مهمة تدريب فريق الأهلي.. حيث حقق بطولتين وهما السوبر المحلي والكونفيدرالية.. وخسر كأس مصر ثم السوبر الأفريقي وبعد البطولة الأخيرة كثر الحديث عن عدم اقتناع عدد كبير من مسئولي النادي بمستوي جاريدو مع الفريق وعدم قدرته علي التأقلم مع الكرة الأفريقية، وهو مايهدد بفقدان المزيد من البطولات في الفترة القادمة في ظل مستوي سيئ للفريق في بطولة الدوري المحلي وفقدان العديد من النقاط في صراع المنافسة مع الزمالك.. فقبل توقف الدوري بسبب أحداث مباراة الزمالك وإنبي كان الأهلي في المركز الثالث برصيد 63 نقطة ويتصدر الزمالك الدوري ب 54 نقطة ويتبقي للأهلي مباراة واحدة مؤجلة أمام الداخلية.. ومن المتوقع أن يتراجع الأهلي أكثر من ذلك حيث سترتفع حدة الإجهاد لدي اللاعبين، وهذا معناه مزيد من الغيابات في الفترة القادمة مع عودة الدوري.. فليس من المعقول أن يخسر النادي الأهلي في نصف موسم 42 نقطة من 3 هزائم و6 تعادلات هذه الحالة تسببت في غليان مجلس الإدارة بسبب التمسك المستمر لرئيس النادي محمود طاهر ببقاء جاريدو ولإنجاح تجربته لأنه كان صاحب فكرة التعاقد معه ويسانده علاء عبدالصادق وهما الوحيدان داخل النادي اللذان يؤكدان أن جاريدو ناجح مع الفريق حتي الآن خاصة بعد فوزه علي الجيش الرواندي في بطولة أفريقيا 2/صفر في رواندا.. ويحاول محمود طاهر رئيس الأهلي تبرير خسارة الأحمر البطولتين وتراجع أداء ومستوي الفريق قائلا إنه لولا الظروف السيئة التي مر بها من إصابات وغيابات لنجح في تكوين فريق جديد يواصل تحقيق البطولات وحتي قبل السوبر الأفريقي الأخير الذي خسره الأهلي في الجزائر من فريق وفاق سطيف كان هناك شبه اتفاق بين أعضاء المجلس علي أن النادي الأهلي لا يستغني عن مدرب الفريق الأول في وسط الموسم وأنه علي الجميع الانتظار حتي نهاية الموسم لتحديد المصير بالبقاء أو الرحيل، لكن عندما يطلب جاريدو بنفسه تحديد مصيره مبكرا فهذا يعني ضرورة مناقشة الأمر واتخاذ القرار وقد دافع رئيس الأهلي عن جاريدو.. وهاجم كل من ينتقد المدير الفني.. بل هاجم أيضا كل من يعارض استمرار جاريدو من أعضاء مجلس الإدارة واتهمهم بأنهم لايفهمون في الكرة ولايجب أن ننساق خلفهم لأن ذلك سيؤثر سلبيا ويدرك أعضاء المجلس أن محمود طاهر يدافع عن جاريدو من منطلق أنها تجربته الشخصية.. لذلك فهو يدافع عن الأسباني أمام الإعلام.. أما الآراء الأخري المخالفة لرئيس النادي فطالبت بالبحث عن البديل من الآن حتي لا يفاجأ النادي بمزيد من الخسائر وضياع بطولة الدوري في وقت يكون انخرط في لعب بطولة دوري أبطال أفريقيا ويتزعم هذا الرأي طاهر الشيخ خاصة أنه الوحيد الذي مارس كرة القدم وكان أحد نجوم الأهلي ومع ذلك ليس له دور، وهو ما أثار غضب وثورة الأعضاء منذ أن جعل محمود طاهر ملف كرة القدم تحت يديه وحده بفكرة أنه مشرف علي الكرة بالنادي. وليس سرا أن طاهر الشيخ يعاني من حالة التهميش داخل هذا المجلس فضلا عن أنه لايري أي جديد قدمه جاريدو للفريق الأحمر وسبق أن هاجمه طاهر الشيخ بسبب أسلوبه في إدارة المباريات ويتفق محمد عبدالوهاب عضو المجلس مع زميله الشيخ في هذا الرأي بضرورة البحث عن البديل وطرح فكرة عودة حسام البدري المدير الفني السابق والحالي للمنتخب الوطني الأوليمبي وهو يعرف الفريق وقبل رحيله من الأهلي كان يجهز فريقا جديدا من الشباب والناشئين في حين رفض محمود طاهر فكرة عودة محمد يوسف أو أي من الأسماء التي كانت تعمل من قبل في حين لم يمانع في عودة حسام البدري في حالة فشل جاريدو في الحصول علي الدوري بنهاية الموسم بسبب هجوم محمد يوسف علي مجلس إدارة محمود طاهر بعد توليه المسئولية وهو ما كان السبب في الرحيل عن الفريق كما تم طرح عودة فتحي مبروك ولم يعترض أحد عليه فهو مرشح دائم للفترات الانتقالية بالأهلي فضلا عن أنه نجح في الحصول علي بطولة الدوري الموسم الماضي وفي ظروف أسوأ من الحالية فكان الفريق قوامه من الناشئين والشباب ولم يكن الأهلي قد تعاقد مع أي من الصفقات الحالية. من ناحية أخري عاد محمد ناجي جدو إلي التدريبات مع فريقه الجماعي في الفترة الأخيرة وشعر الجهاز الفني بارتياح شديد لحاجة الفريق لمجهوداته طالب علاء عبدالصادق مدير قطاع الكرة لممارسة مهمته لإقناعه بحسم ملف تجديد تعاقده مع النادي لفترة جديدة لاتقل عن خمس سنوات مثلما يفعل مع كل اللاعبين إلا أن جدو فاجأ علاء عبدالصادق بعدم الرغبة في الحديث في هذا الموضوع في هذا الوقت لأنه يركز في التدريبات استعدادا للمشاركة في المباريات الرسمية واستعادة مستواه وفورمته كما يري ناجي جدو أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن تجديد تعاقده حيث إن العقد الحالي ينتهي الموسم المقبل عندما يقترب عقده من النهاية فلا داعي من الاستعجال.. وفي الحقيقة أن محمد ناجي جدو يرفض مناقشته لسبب آخر وهو رغبته في الحصول أولا علي مستحقاته المتأخرة عن العقد الحالي حيث إنه لم يحصل علي هذه المستحقات بشكل طبيعي مثل باقي زملائه أما السبب الثالث يخشي اللاعب من حدوث مشكلة تتسبب في إلغاء الدوري أو توقفه مرة أخري لهذا قرر تأجيل التجديد حتي لا يظل مرتبطا مع الأهلي بعقد يجبره علي البقاء ولا توجد كرة قدم في مصر أي ليتمكن من الرحيل والاحتراف في الخارج بعد نهاية عقده. وعلمت آخر ساعة أن علاء عبدالصادق يرغب في إتمام التعاقد مع اللاعب حتي يطمئن النادي أن جدو لا يتخذ الخطوة التي قام بها من قبله أحمد فتحي الذي احترف في قطر عقب نهاية عقده ولم يستفد الأهلي بأي مبلغ من اللاعب ويبدو أن محمود حسن تريزيجيه سيكون واحدا من ضمن المحترفين في أوروبا بداية الموسم الجديد.. حيث إن نادي إندرلخت البلجيكي في طريقه للتعاقد مع تريزيجيه المتألق مع الأهلي والمنتخب الأوليمبي وتقوم إحدي الشركات للتسويق دور الوسيط بين اللاعب والنادي البلجيكي الذي رصد مبلغا كبيرا من أجل التعاقد مع اللاعب في نهاية الموسم الجاري.. وكما تعهد تريزيجيه بالضغط علي مسئولي ناديه من أجل السماح له بخوض التجربة الأوروبية.. وكان الأهلي رفض بعض العروض الأوروبية وأبرزها من فرنسا وهولندا للتعاقد مع تريزيجيه خلال الفترة الماضية ولكن الأهلي رفض لحاجته لجهود اللاعب.