بالرغم من حزني علي حال المسرح المصري بعد إصابته بأزمة السكتة الفنية ولم يعد يقدم فيه سوي بعض الأعمال متوسطة المستوي وغير هادفة رغم وجود كتيبة من النجوم والمخرجين يشار إليهم بالبنان في هذا المجال إلا أني شعرت بسعادة غامرة وأنا أتابع خروج مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي إلي النور في دورته الأولي التي بادر بإطلاق فكرته صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن القاسمي حاكم الشارقة كي يكتمل العرس المسرحي بل والثقافي الخليجي.. وبات واضحا وجود توهج بقصر ثقافة الشارقة بإبداعات مسرحية خليجية شاركت فيها ست دول هي الكويت والسعودية والبحرين وعمان وقطر، بالإضافة للإمارات وجميعهم أحدثوا نقلة ثقافية ملأت سماء وأرض الشارقة، وأشارت إلي كونها إمارة الفن والثقافة علي ساحة دول الخليج نظرا لمساهمة المهرجان في تنشيط وتطوير الحركة المسرحية وتقديم عروض متميزة في القضايا والمعالجات الفنية.. والجميل في العروض التي شاهدناها علي شاشات الفضائيات الخليجية أن ما تم تقديمه بمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي أكد علي الوحدة العربية والمحبة والسلام، ونبذ العنف ومجابهة التطرف والإرهاب، ولذا نتمني أن يكون مهرجان الشارقة في دوراته القادمة استكمالا وإبداعا للحلقة الفنية الثقافية الأوسع في مشروع الشارقة الثقافي وخاصة المسرح الذي يلقي الرعاية والاهتمام علي كل المستويات، وفي النهاية أتساءل لماذا لا نستوعب أن نهضة الشعوب الكبيرة لا تنهض علي الصناعة والزراعة والتكنولوجيا فقط بل كان هناك دائما ضمير حضاري حي يرافق ويراقب ويحرس هذه المكونات الضرورية للحضارات بل هو أيضا ضمير الفنون الإنسانية المدنية وكذلك تاريخ البشرية المدون في الرواية والشعر والرسم والموسيقي والغناء والمسرح أبوالفنون، ولذا أعود وأتساءل لماذا لا يفيق مسئولو الفن وخاصة المسرحي من غفوتهم التي طالت كثيرا.. ويعودون ليقدموا مهرجانات للمسرح المصري بأعمال هادفة تجوب القري والمدن والأقطار العربية وإحياء المسارح في المدارس والجامعات لتحفيز مبدعي خشبة المسرح علي التنافس والإبداع.. حتي يعيدوا مصر للتربع علي عرش الريادة الفنية.