بدا استخدام الزجاج الملون المعشق في دور العبادة المسيحية مثل الكنائس والكاتدرائيات، ثم ظهر في أغراض الديكور والتصميم الداخلي في القصور والمنازل، ويتألف من شرائح زجاجية ذات ألوان شفافة مصبوغة بأوكسيدات معدنية تشبكها داخل إطار من الرصاص يحيط بكل قطعة زجاج علي حدة ويُلحم معاً بالقصدير، وتشكل هذه القطع الملونة في تجاورها مشهداً طبيعياً أو أشخاصاً أو زهورا أو أشكالاً هندسية، ليبدو الشكل النهائي كأن كل قطعة زجاجية يُحيطها خط أسود سميك كإطار يبرز حجمها ويؤكد نصاعة لونها. علي الرغم من أن روعة فن الزجاج المعشق وجماله الفائق إلا أنه لم يحظ بمكانة كتلك التي حظيت بها فنون تشكيلية أخري مثل التصوير والنحت، بينما تشترك لوحات الفسيفساء من قطع الخزف مع الزجاج المعشق في القيمة والشكل. وحالياً يعشق كثير من متذوقي الفن ومحبي الجمال ممن يرغبون أن تصبح بيوتهم قطعة من عمل فني ولوحة طبيعية أن يُزين الزجاج المعشق نوافذ منازلهم أو مقاطع من أبواب أو أسطح طاولات غرف المعيشة والمزهريات، وأيضاً يعشقه كثيرون كشابوهات أباجورات الإضاءة علي هيئة نصف كرة أو شكل هرمي منفذ بالكامل بالزجاج والتي توضع فوق الطاولات أو تتدلي من السقف. ويرجع جمال تزيين النوافذ وشابوهات الإضاءة بزجاج معشق إلي ما يعكسانه من إضاءة ملونة نتيجة مرور الضوء الصناعي أو الطبيعي عبر قطع الزجاج الملون، ما يجعل المنزل مُضاءً بألوان متناثرة فوق الجدران والمفروشات والأرضيات تتكامل مع ألوان الديكور وقطع الأثاث بما يعكس علي الغرقة تشكيلات لونية بأحجام مختلفة كأنها تتراقص يميزها روح مخملية كقطع من القطيفة الناعمة تتناثر في تألق لوني وحس كلاسيكي في الوقت ذاته، وتتميز ورش كثيرة في القاهرة القديمة بهذه الحرفة الفنية النادرة بصناعها المهرة وتضم محلات خان الخليلي وكثير من "الجاليريهات" التجارية الكثير من التحف الفنية المنفذة بالزجاج المعشق.