إطار حرص القيادة السياسية علي دعم علاقات مصر الخارجية، واستعادة مكانتها الدولية قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بجولة أوروبية زار خلالها إيطاليا، وفرنسا.. الجولة تأتي من منطلق العلاقات القوية التي تربط مصر بالدولتين، في كافة المجالات، وتستهدف تعزيز التعاون الثنائي، وبحث قضايا المنطقة، والتعاون المتوسطي، ومن المقرر أن تستمر 4 أيام. بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، أولي جولاته الأوروبية عقب توليه الرئاسة، بزيارة العاصمة الإيطالية روما، حيث عقد لقاء قمة مع الرئيس الإيطالي، جورجو نابوليتانو، في قصر الكيرينالي، تم خلاله بحث مجالات التعاون الثنائي، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي بين البلدين. والتقي الرئيس السيسي، رئيس الوزراء الإيطالي، ماثيو رينتزي، حيث تم بحث توسيع قاعدة التبادل التجاري بين البلدين، وتوسيع حركة التجارة إلي أوروبا، وتطوير الموانئ، وإقامة خط ملاحي بين الدولتين. وفي اليوم الثاني للزيارة، كان لقاء الرئيس السيسي، بمقر إقامته بروما بمجلس الأعمال المصري الإيطالي حيث يرافق الرئيس خلال زيارته للبلدين وفد كبير من رجال الأعمال المصريين الأعضاء في مجلس الأعمال المصري الإيطالي والمصري الفرنسي. كما حرص الرئيس عبدالفتاح السياسي خلال زيارته لإيطاليا علي الاجتماع مع ممثلين لبرنامج الغذاء العالمي الذي ترتبط مصر معه بالعديد من البروتوكولات والاتفاقات الثنائية. توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته لروما، وعقب اجتماعه مع الرئيس الإيطالي، للقاء البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وهو اللقاء الأول بعد مرور 8 سنوات من آخر لقاء جمع رئيس مصري مع رأس الكنيسة الكاثوليكية، وطبقا لتصريحات المصادر الرئاسية فإن المحادثات تركزت حول العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر والمؤسسات الدينية والتعليمية. وأكدت المصادر، حرص البابا فرنسيس علي لقاء الرئيس السيسي في إطار رغبته في دعم الحوار بين الأديان وتغليب روح التسامح الديني ومكافحة التطرف. وفي محطته الثانية من جولته الأوروبية، في الفترة من 26 إلي 27 نوفمبر الجاري، يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي، العاصمة الفرنسية باريس، حيث يجري مباحثات هامة مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، وكبار المسئولين بالعاصمة الفرنسية، ومن المتوقع أن يبحث السيسي في لقاء القمة مع نظيره الفرنسي تطورات الأوضاع في المنطقة في الوقت الذي تؤكد فيه كل من مصر وفرنسا أهمية أن يحظي التهديد الإرهابي في ليبيا نفس الاهتمام الذي يحظي به مكافحة تنظيم "داعش"، والذي يسيطر علي مساحات كبيرة بالعراق وسوريا. ويبحث الرئيسان، قضايا أخري هامة في المنطقة مثل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ومستقبل عملية السلام، والتعاون الأورومتوسطي، وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين المصري والفرنسي. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أشار خلال حواراته مع الإعلام الفرنسي قبيل زيارته لباريس بأن العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا ليست وليدة اليوم فعلاقات التعاون العسكري مع فرنسا ممتدة لسنوات طويلة، ولدي مصر حرص دائم علي استمرارها. وقال الرئيس السيسي، إن عقد أي صفقات عسكرية جديدة بين البلدين يرتبط بمدي ما يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر في ظل الظروف الراهنة وتفهمها للمطالب الأمنية المصرية بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية، مشيراً إلي أن مدي استعداد فرنسا لتقديم تسهيلات لمصر هو الاعتبار الذي سيحكم إبرام صفقات جديدة من عدمه. ومن المقرر، أن يبحث الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته لفرنسا إمكانات توسيع نطاق التعاون الثنائي الاقتصادي والتبادل التجاري وفرص زيادة الاستثمارات الفرنسية خلال مباحثاته مع المسئولين الفرنسيين ولقائه مع مجلس الأعمال المصري الفرنسي ولقاءاته مع رؤساء عدد من الشركات الفرنسية في القطاعات الصناعية المختلفة بالمشروعات المصرية ولاسيما مشروع محور تنمية قناة السويس وإمكانية زيادة الصادرات للسوق الفرنسية. وأكد المتحدث الرسمي للخارجية الفرنسية، أن فرنسا تتطلع لزيارة الرئيس المصري التي تعد فرصة سانحة لبحث الرهانات الرئيسية في العلاقات الثنائية بين البلدين وذلك خلال مباحثات القمة بين الرئيسين السيسي وأولاند وخلال لقاءات القيادة السياسية المصرية مع رئيس الوزراء الفرنسي ووزير الخارجية لوران فابيوس.