لكل شيء نهاية . علي ذلك علقت آمالي بأن تنتهي مشاكلي مع حماتي بمجرد أن يتم زفاف ابنتها عليّ. وأن تدرك أنها أصبحت زوجة مسئولة وأنها في عصمة رجل تحمل اسمه وله عليها حقوق الطاعة .لكنها للأسف لم تكف عن محاولاتها التدخل في حياتي وليس هدفها مثل كل حماة توعية ابنتها أو تلقينها خبرتها التي تراها من وجهة نظرها سليمة رغم ماقد يسببه ذلك من تعقد العلاقة بين الزوجين وزيادة حدة المشاكل. ومع ذلك ليت الأمر يقتصر علي هذه المشكلة وإلا لكنت نجحت في تجاوزها بسهولة. لكن المأساة أن هدف حماتي هو تدمير حياتي ودفع زوجتي لطلب الطلاق أو إرغامي علي تطليقها بزيادة وافتعال الأزمات . كنت أشعر بعدم اقتناعها وترحيبها بي كزوج لابنتها منذ البداية وترجمته حالة الفتور التي كانت تعاملني بها فضلا عن انتقاداتها المستمرة لكل آرائي. كنت أتجاهل ذلك حينا وأرد حينا آخر وربما فكرت أيضا في الانفصال عن خطيبتي بسبب هذه المعاملة. إلا أن حبها الشديد لي وتمسكها بعلاقتنا وإصرارها علي تجنب كل ما يحول دون إتمام زواجنا هو ماكان يدفعني للتغاضي عن معاملة أمها وإن حاولت بالطبع تقليل زياراتي لهم حتي أتجنب الاحتكاك بها والاصطدام بالمشاكل التي تتفنن فيها كلما رأتني والتي عرفت سببها بالصدفة من خطيبتي عندما لاحظت يوما مدي ضيقي الذي وصل لحد التفكير في الانفصال وقتها حاولت تهدئتي وأخبرتني بأن ماتفعله أمها يرجع إلي رغبتها في تزويجها من ابن خالتها وهو ماترفضه خطيبتي. رغم أن تفسيرها أراحني إلا أنه كان سببا في زيادة قلقي وتوجسي. لكن دموع خطيبتي كانت كفيلة بدفعي إلي تجاوز كل المشاكل حتي تم الزواج. اعتقدت أن زواجنا وضع نهاية لما كانت تعلق عليه حماتي أملها بأن تزوج ابنتها لابن اختها . لكني كنت واهما استمرت حماتي في محاولاتها لهدم حياتي الزوجية . لم تكف عن استفزازي بزيارات متكررة تصطحب فيها كثيرا ابن أختها وأمه فضلا عن أحاديث تليفونية كثيرة تتعمد إقحامه فيها أو مشاركته بها . كنت أشعر بحرج زوجتي وحيرتها فيما تفعله مع أمها وللحق كنت أعرف أنها تعنفها وترفض ما تقوم به إلا أن ذلك لايكفيني بالطبع فأردت وضع حد لتدخلات وتجاوزات أمها وهو مافسرته بأنني أرغب في إحكام سيطرتي علي ابنتها ومنعها عن أهلها ودفعها لمقاطعتهم. هذا للأسف ماحاولت به حماتي إقناع زوجتي به وللأسف بدأت الأخيرة تتأثر بكلمات أمها وتميل للاقتناع به . عام مر علي زواجنا أشعر أن الهوة تزداد بيننا أخشي أن تنتهي حياتنا كما خططت حماتي له . وأشعر أننا نقترب من نهاية مؤلمة لاأعرف كيف يمكنني تجنبها ؟ لصاحب هذه الرسالة أقول : ليس بجديد القول إن السنة الأولي للزواج هي الأصعب نظرا لاختلاف العادات والتقاليد والميول والرغبات فضلا عن تعامل كل طرف بالصورة التي رسمها عن الزواج وعن الطرف الآخر وليس بالصورة الواقعية لهما .كل ذلك من شأنه زيادة حدة التوترات وبالطبع الأمر يبدو مضاعفا في حالتك بسبب تدخل حماتك المستفز والمتعمد لإفساد حياتك الزوجية وهي تبدو من ذلك النوع الأناني العنيد المفتقد للذكاء بل وللرحمة أيضا قاسية القلب ولايفل قسوة قلبها هذا إلا قلب كالحديد وعقل يقظ وإرادة قوية ومواقف حاسمة باترة . عليك أن تعلن صراحة موقفك الرافض لزيارات ابن خالتها وعدم استقبال مكالماته ومنع زوجتك من ذلك ومكاشفة حماتك بكل مؤامراتها وتأكيدك بأنك لن تسمح لها بهدم حياتك الزوجية. وعليك أيضا أن تحاول دائما أن تحتفظ بزوجتك في صفك بالمعاملة الطيبة والحنان والعقل حتي لاتعطي آذانا صاغية لكلمات أمها ولتظل دائما تري الأمور علي حقيقتها ولاتنخدع بمحاولات أمها للوقيعة بينكما . ثق بأنك بالحب والمودة والعشرة الطيبة لن تسمح لخطط حماتك الشيطانية أن تعكر صفو حياتك.