لم تخجل سميرة أحمد حينما قالت أمام الصحفيين أنها بدأت حياتها »كومبارس«.. ثم بدأت رحلتها مع الفن وتدرجت حتي وصلت إلي القمة.. ورغم مشوارها الطويل فهي الوحيدة التي لا تزال تعطي من جيلها.. كما تهتم بالتفاصيل مهما كانت صغيرة. عاشت للفن.. والفن بداخلها فهي نجمة من الزمن الجميل. وقد كرمها مهرجان الإسكندرية هذا العام بجائزة الدرع الذهبي عن مجمل أعمالها. ❊ ❊ ❊ مشوار فني طويل يستعرض حياتها وعشقها للفن.. لقد بدأت سميرة من الصغر وعلي مدي خمسين عاما.. حيث كان والدها يعمل خطاطا.. جاءت من الصعيد إلي مصر مع أسرتها وهي لا تزال طفلة.. وحين بدأ والدها يفقد نور عينيه مما أدي لمنعه من العمل اضطرت للبحث عن عمل هي وأختها خيرية للإنفاق علي الأسرة.. طرقا كل الأعمال بلا فائدة وأهداهما تفكيرهما إلي الذهاب إلي مكتب الريجيسير الذي رشحهما للعمل ككومبارس.. وفي أحد الأفلام التي رشحت فيها مع أنور وجدي »حبيب الروح« ظهرت ككومبارس لتقول جملة واحدة فقط تتذكرها سميرة جيدا وهي تجلس علي البار »تحبي تشربي شمبانيا ياليلي هانم« وحصلت فيها علي مبلغ خمسين قرشا. ❊ ❊ ❊ كان السبب في صعودها سلم الفن هو »أنور وجدي« الذي قدمها في أدوار صغيرة مثل »ريا وسكينة« و»أغلي من عينيه«.. ثم بدأت تقوم بأدوار هامة.. واشتهرت بتمثيل الأدوار المركبة.. في دور »الخرساء« و»المجنونة« و»العمياء« وأشهرها »العمياء« في فيلم »قنديل أم هاشم« ليحيي حقي. كانت سعيدة بذلك فهو سر انتشارها.. لكن بمرور الوقت أحست أنها قادرة علي تمثيل كل الأدوار. ❊ ❊ ❊ عرفت سميرة أحمد عن قرب منذ فترة طويلة.. كنت ألتقي بها في منزلها بالجيزة الذي يطل علي النيل لإجراء حوارات معها.. إنسانة بشوشة تقابلك بابتسامة فتزيل كل الحواجز بينكما. التقيت بها في الستينيات في لبنان.. كنت مع أم كلثوم التي صحبتنا إلي هناك لجمع التبرعات من أجل المجهود الحربي وإحياء حفل.. والتقيت بها في الحفل. كانت السينما قد أغلقت استوديوهاتها فهاجر الممثلون للعمل هناك ومن بينهم سميرة أحمد التي كانت تمثل فيلما مع »محمد عوض«.. وقد أضفت سميرة علينا جوا من البهجة والمحبة. ❊ ❊ ❊ عاشت سميرة الزمن الجميل بكل مواصفاته، وتفخر بأنها مثلت مع النجم الوسيم رشدي أباظة في فيلم »عالم عيال« وكان يهديها وردة كل صباح. كما مثلت مع شكري سرحان في فيلم »السابحة في النار«. وتقول إنه كان إنسانا جادا يحس بالمسئولية. كما اشتركت أيضا بالتمثيل مع »عماد حمدي« فتي الشاشة الأول في ذلك الوقت.. ثم مع حليم في »البنات والصيف« ثم مع فريد الأطرش في »شاطئ الحب« وتتذكر سميرة أن التمثيل مع مطرب كبير مثل فريد الأطرش مسألة مرهقة جدا لأنها تظل صامتة وهي مبتسمة طوال الوقت.. وتري أنه كان شيئا مملا.. كما تفوقت علي نفسها في فيلم »ليل وقضبان« الذي شاركت فيه مع الأستاذ الكبير محمود مرسي. ومن السينما وجدت سميرة نفسها في التليفزيون الأكثر انتشارا.. فتركت السينما وهي تحبها.. وحازت علي قبول الجمهور الذي كان ينتظرها كل يوم في »امرأة من زمن الحب«.. إنها فعلا امرأة من زمن الحب. وقد أرادت سميرة أن تغير نوعية أدوارها في رمضان هذا العام لتقوم بدور »ماما في القسم« مع محمود ياسين. ووجهت كلمة أقول فيها »إن أجمل ما فيك ياسميرة ابتسامتك التي لم أرها طول المسلسل كانت باستمرار امرأة عصبية تشخطين وتنطرين وتبحلقين«.. اتصلت بي سميرة تليفونيا فقلت لها »طبعا ستعاتبينني«.. قالت »أبدا أنا أشكرك«.. هل هناك أجمل من أن يتقبل الفنان النقد بابتسامة.. هذا لم يحدث إلا مع قلة قليلة جدا من النجوم الذين أصبحوا كبارا مثل نور الشريف في بداياته. ❊ ❊ ❊ وقد تكون سميرة أحمد هي الوحيدة من جيلها التي لا تزال تعطي وتقدم أدوارا إنسانية.. ودخلت كل بيت وأحبها الناس. كما استطاعت أن تقدم أفلاما تدافع عن حقوق المرأة. وقد اقترح عليها البعض في مهرجان الإسكندرية أن ترشح نفسها لمجلس الشعب لهذا السبب.. فهي خير من تمثل ذلك وفعلا تقدمت سميرة بعد ذلك لمجلس الشعب لكتابة ورقة ترشيحها عن حزب الوفد. وبدأت تفكر أيضا في تقديم مسلسل يحمل اسم »ماما في مجلس الشعب«. ❊ ❊ ❊ ووراء سميرة أحمد غير موهبتها واختيارات أدوارها وحرصها علي تقديم فن جميل رجل يشجعها علي ذلك ويشد من أزرها وهو المنتج المعروف صفوت غطاس الذي لا يبخل علي إنتاجه بأي شيء.