بدأ سفر أفواج حجاج بيت الله الحرام إلي الأراضي المقدسة لبدء مناسك الحج الذي قال فيه الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، حيث يتوافد حجاج بيت الله الحرام علي البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج وهو الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمس وجاء قوله تعالي: وَلِلّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ .. وكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم: «أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا»، ويتجه الحجاج فور وصولهم إلي الكعبة المشرفة بالبيت الحرام يطوفون ويكبرون ويستغفرون الله كثيرا يتشبثون برحمته وطمعا في مغفرته فهو غفار الذنوب ترتفع أصواتهم بالتلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك.. والحج مؤتمر إسلامي كبير يلتقي فيه المسلمون حين يأتون إليه من كل فج عميق من سائر أرجاء الدنيا من جنسيات مختلفة ولغات متعددة بينما يلبسون لباساً واحداً متشابها يقفون علي صعيد جبل عرفة يدعون الله وحده لا فرق بين كبير وصغير ولا غني وفقير ولا أسود وأبيض ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوي فكلهم أمام الله تعالي سواسية لا يفاضل الله بينهم إلا بالأعمال الصالحة والقلوب الصافية المؤمنة، وكما جاء في الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ : جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ :ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ" . فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. وما يدل أيضاً علي فضل الحج ما يكون في عشية عرفة ومباهاته سبحانه لملائكته بالحجاج فيقول "هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا فاشهدوا أني غفرت لهمس. اللهم أعد الحجاج سالمين غانمين الي أوطانهم وسلم مصر من كل شر .. آمين.