رغم أن مساحته لا تتعدي ال20 مترا مربعا إلا أنه صار من أشهر المطاعم في وسط البلد. فسحة "سمية" مطعم وصل للعالمية وكتبت عنه كبري الصحف الأوروبية والأمريكية، وذلك رغم أنه يفتح أبوابه ساعتين فقط يومياً من الساعة الخامسة للساعة السابعة مساء. «سمية» حققت شعبية كبيرة جداً بين شباب وسط البلد الذين يتزاحمون يومياً ليجدوا مكاناً لديها ويأكلوا من يديها أشهي الأطعمة التي تنافس في حلاوة مذاقها الأكل البيتي. وتقول سمية "زمان كنت بنتا صغيرة مثل كل البنات لا أجيد الطبخ، لم أكن أهتم به. بعدما تخرجت في الجامعة ذهبت مع زوجي إلي إيطاليا، ولأني كنت أحب زوجي كثيراً، كنت أحاول أن أرضيه بكافة الطرق. تعلمت من أجله الطبيخ. المطبخ الإيطالي من أجمل المطابخ في العالم. رغم شهرة سمية الشديدة ونجاحها الكبير، إلا أنها تفتح الفسحة ساعتين فقط في اليوم، ولا تريد عليهما زيادة "في البداية كنت أعمل من الثانية ظهراً حتي العاشرة مساء لكني وجدت الأمر متعبا جداً، وأنا أصلاً فتحت الفسحة لأني أعمل شيئا أحبه ولا أريد أن يصيبني الإرهاق بسببه. ظللت لفترة أغيّر في المواعيد إلي أن وجدت أن الأنسب هو هذه الفترة من 5 إلي 7 مساء. أنا كنت أعمل عند محمد هاشم في دار نشر ميريت لسنوات طويلة، كنت أقوم بتحضير الطعام في الندوات والاجتماعات، واشتهرت جداً، وطالبني عدد كبير من أصدقائي أن أفتتح مطعما، وفكرت كثيراً في هذا الأمر، لكن لم أتخذ خطوة جادة. إلي أن جاءت الثورة، ال18 يوما، من أجمل أيام حياتي، كنت أقوم بعمل وجبات وأوزع سندوتشات في الميدان، كنت معروفة جداً، بعدها قررت قرارا نهائيا أن أفتتح الفسحة. كنت أبحث عن مكان مناسب وسط البلد، لكن إيجارات المحلات كانت مرتفعة جداً، 8 آلاف و 10 آلاف جنيه. وكنت وقتها لا أملك في جيبي أكثر من 1400 جنيه. وجدت هذا المكان، كان مثاليا بالنسبة لي، صالة صغيرة ومطبخ وحمام، لا أحتاج أكثر من ذلك. كل صاحب مشروع ناجح يحلم بالتوسع والشهرة والانتشار. المفاجأة أن سمية لا تريد ذلك، لا تريد أن تترك هذا المحل الصغير، لا تريد أن تفتتح فروعا كبيرة مشهورة، هي سعيدة بما وصلت إليه. "أنا راضية، أنا أجني ما يكفيني لأكون سعيدة في حياتي. في كل المطاعم هناك قائمة طعام يختار منها الناس ما يأكلون. لكن عند سمية الموضوع مختلف، هي تصنع كل يوم أكلة مختلفة، ومن يأتي يسألها عن الطعام الذي حضرته. وتعلق هي عن هذا الأمر "نفس شعور الأم التي تستقبل أولادها ويسألوها طبخالنا إيه النهارده.." النهارده أرز وكوسة بالحمص وملوخية، غداً لحمة راس وكوارع، يوم آخر محاشي ومشويات وخضار وبطاطس... ماذا ستأكل اليوم، أنت وحظك. لكن تأكد أنك ستأكل طعاما شهيا مثل الذي تأكله في بيتك، وممكن أفضل. رغم امتلاك مصر عددا كبيرا من الرسامين الموهوبين وفناني الكاريكاتير أصحاب التاريخ الطويل، إلا أن فن القصة المصورة "الكوميكس" لم يحقق في مصر الانتشار الذي يليق بهذه المواهب العديدة علي اختلاف العصور. شناوي ومخلوف وقنديل وهشام رحمة وتوفيق مجموعة من الرسامين المحترفين الذين قرروا أن يحاولوا بأنفسهم أن ينشروا هذا الفن من خلال مجلة "توك توك" التي أصبحت علامة مميزة في فن الرسوم المصورة وأصبح لها جمهور ينتظر وقت صدورها كل ثلاثة شهور. شناوي أحد المساهمين في مجلة توك توك. كان يهوي الرسوم المصورة منذ صغره. وكان يهوي هو وصديقه حفناوي قصص «تان تان» البلجيكية ويملك في منزله المجموعة الكاملة لهذه القصص. درس في فنون تطبيقية قسم جرافيك، وعمل فترة في مجلة علاء الدين للأطفال. بعدها استمر في العمل في مجال الإعلانات. ويقول شناوي "لم استفد منها في مجال الرسم، لكن أستفدت منها في معرفة تقنيات الطباعة وتكلفة الورق وأشياء متنوعة". خلال هذه الفترة كان شناوي يتحدث مع عدد من زملائه الرسامين. كثير منهم كان يرغب في عمل مشروع يجمع رسامي القصص المصورة والكاريكاتير في مصر. لكن أبداً لم تظهر أي فكرة قابلة للتطبيق. حيث كان الكلام دائماً عاما لا يتطرق إلي تفاصيل التطبيق. ويقول شناوي "في 2009 قررت أن أبدأ بنفسي. سلكت الطريق العكسي. قمت بابتكار اسم المجلة ورسمت اللوجو وقمت بطباعة أغلفة للمجلة، وأعددت موقعا الكترونيا باسم توك توك. بعدها ذهبت لأصدقائي لأتحدث معهم عن المشروع. وعندما وجدوا شيئا حقيقيا وموجودا بين أيديهم تحمسوا للمشاركة، وأطلقنا أول عدد في 9 يناير2011. مجلة توك توك بها العديد من القصص المصورة المصرية بشكل كامل والتي تعبر عن المجتمع سواء في الصورة والرسم أو في أسلوب الحديث وطريقة الحوار. ويقول شناوي "في البداية لم نكن نسعي لوضع محتوي سياسي في المجلة، معظم المشاركين في توك توك رسامو كاريكاتير معروفون في صحف مستقلة وخاصة، وقاموا برسم العديد من الكاريكاتيرات السياسية التي هاجمت مبارك والنظام السابق. لكن في هذه المجلة كنا نريد أن نعبر عن أنفسنا. أن نكتب عن المجتمع وعن المشكلات التي يواجهها الشباب والتحديات التي تقف أمامهم. لكن العدد الثاني كان في أوج الحراك السياسي في المجتمع فبالتأكيد كان 90% من المحتوي سياسيا جداً" توك توك تصدر تقريباً كل ثلاثة أشهر، ويصاحب ظهور الأعداد الجديدة دائماً حفل توقيع كبير يتم إقامته في أحد المراكز الثقافية. "مجرد عمل مجلة وطرحها لا يكفي حتي تنجح، بجانب المضمون لا بد أن تفكر في التسويق، ونحن في البداية كنا نمول المشروع ذاتياً، وحاولنا أن نتواصل مع بعض المراكز الثقافية، وبالفعل تحمس لفكرتنا مركز التاون هاوس في وسط البلد الذي أقام لنا حفل افتتاح ضخما جداً كان به عدد كبير من الشباب والفنانين والرسامين المعروفين، وكانت انطلاقة جيدة جداً" بعد عام من الانطلاق كان من الصعب علي المجموعة الاستمرار في تمويل المجلة ذاتياً، "تقدمنا لأحد مشروعات الاتحاد الأوروبي للتمويل الثقافي، ولكن كان علينا أولاً أن ننشئ كيانا رسميا حتي يمكننا التقدم للحصول علي التمويل، فأنشأنا مؤسسة الفن التاسع التي تقوم بدعم فنون الرسم وقمنا بإصدار جريدة اسمها "الفن التاسع" لتعريف الجمهور علي فن القصص المصورة. ومع تطور المشروع وانتشار المجلة بشكل أوسع بدأت مجموعة توك توك في عمل منتجات أخري تحت نفس الاسم، في شكل بوسترات وكروت بريدية وتي شيرتات مطبوعة" وقد شهد العدد الأخير من توك توك، وجود مساهمة قوية من الرسام الفرنسي "جولو" أحد أشهر فناني القصص المصورة في فرنسا والذي عاش في مصر فترات طويلة جداً وقدم أعمالا قيمة جداً عن الشارع والمجتمع المصري. وقد قام جولو بإهداء توك توك عددا من رسوماته الخاصة إلي المجلة في عددها الأخير. ويقول شناوي "قابلت جولو من حوالي عشر سنوات، وبعدها صرنا أصدقاء، وأنا أعترف أنني تأثرت بأسلوبه في الرسم، حيث يملك هذا الفنان عينا دقيقة جداً تسجل كل مشاهد الشارع المصري وتحولها إلي صورة مرسومة مبهرة، وأنا تأثرت جداً بفكرة تسجيل واقع الحياة في الشارع والتي تفوق فيها جولو" وقد شاركت مجلة توك توك في عدد كبير من المهرجانات الخاصة بالقصص المصورة خاصة في فرنسا وبلجيكا وسويسرا وفازت بجائزة تقديرية في الجزائر. ويعتبر شناوي أن المكسب الحقيقي في نجاح توك توك هو لفت نظر الناس لفن الكوميكس الذي تم إهماله طويلاً، خصوصاً أنه في كل حفل توقيع لتوك توك يأتي عدد كبير من الشباب الموهوبين والذين يسألون كثيراً عن التجربة وعن المشكلات التي واجهت فريق العمل وعن إمكانية عمل أفكار مماثلة. كما أن هناك مجموعة من الرسامين الشباب بدأوا في نشر أعمالهم بالمجلة فعلياً.