وسط موجة غضب واستياء شعبي من قرار الحكومة بزيادة أسعار المواد البترولية، استغلت بعض الفئات هذا القرار وتعمدت رفع الأسعار بشكل عشوائي وكان علي رأس هؤلاء السائقون والتجار، حيث زادت تعريفة الركوب في سيارات الميكروباص والتاكسي، وامتدت موجة الغلاء إلي السلع الغذائية والخضر والفاكهة والأسماك واللحوم.. إلخ. وبخلاف جشع بعض السائقين والتجار، استغل الإخوان هذا القرار لمهاجمة الحكومة وحشد المواطنين ضدها في العديد من المحافظات.. «آخر ساعة» رصدت ردود الفعل في الشارع المصري عقب صدور القرار في سياق السطور التالية. جولة «آخرساعة» بدأت من محافظة القاهرة في عدد من مواقف الميكروباص، حيث رصدنا استغلال عدد كبير من سائقي الميكروباص للقرار الحكومي. في موقف «عبدالمنعم رياض» بوسط القاهرة، التقينا أحمد مصطفي، سائق علي خط (التحرير - الشيخ زايد) الذي قال إن الزيادة التي قمنا بتطبيقها هي ما قررتها الحكومة ولم نرفع الأسعار إلا لتحصيل قيمة الزيادة علي أسعار السولار، فقبل زيادة الأسعار كان الدور الواحد ذهابا وعودة يستهلك 10 لترات سولار، وكانت تكلفته 11 جنيها، لكن الآن بعد الزيادة أصبح سعره 18 جنيها، فهناك 7 جنيهات زيادة وهي قيمة ما نحصلة من الزيادة التي تصل قيمتها إلي 50 قرشا يدفعها الراكب. لكن أحد الركاب قاطعه قائلاً: بعض السائقين استغلوا زيادة الأسعار لرفع الأجرة بشكل مضاعف وبخاصة في أوقات الذروة، ولا توجد رقابة حكومية علي هذه الزيادات وتحديدا في أسعار النقل بين المحافظات، وتابع: «حسبي الله ونعم الوكيل في الحكومة اللي رفعت الأسعار وإحنا في رمضان». إلا أن أحد السائقين تدخل وقال: «إحنا علي طول الناس بتقول علينا حرامية واحنا اللي بنسرق وأنا بقول للحكومة ياريت ترجعي الأسعار زي الأول ويا دار ما دخلك شر»، وتابع: «إحنا بندفع زيادة في أسعار البنزين والسولار بالإضافة إلي الكارتة التي تصل قيمتها إلي 10جنيهات في الدور الواحد بالإضافة إلي زيادة أسعار الزيت الخاص بالميكروباص». ولا يختلف الحال كثيراً في موقف «السبتية» بالقرب من ميدان رمسيس، فالمواطنون مصدومون والسائقون لسان حالهم يقول ليس لنا ذنب في زيادة الأجرة. محمود علي حزين، المشرف علي الموقف، أكد أن ما تم إضافته من زيادة جاء وفق تعليمات الحكومة، فالأجرة التي كانت تتراوح بين 50 إلي 75 قرشاً زادت 10 قروش، والأجرة من جنيه إلي 175 قرشاً زادت 25 قرشاً، والأجرة التي كانت قيمتها جنيهين إلي 275 زادت إلي 50 قرشاً والأجرة التي كانت قيمتها من 3 جنيهات إلي 5 جنيهات زادت 75 قرشا. لكن مواطنة تحدثت بأسي قائلة: لا نعارض زيادة الأجرة، لكننا نعترض علي تقسيم السائقين للمسافات، وهو ما يعني مضاعفة الأجرة عدة مرات في المشوار الطويل، مطالبة بتدخل المرور لضبط هذه المهزلة. وفي موقف «أحمد حلمي» قال محمد سلامة (سائق) إن رفع الأسعار يمكن أن نتحمله لكن بشرط إلغاء كل المواقف العشوائية «عشان نعرف نأكل عيش»، مضيفاً أن بعض الباعة الجائلين يفرضون إتاوات علينا في الموقف، مطالباً بفرض رقابة كاملة علي المواقف من قبل مباحث المرور. غضب الأسماك البحر الأحمر - إبراهيم الشاذلي بخلاف المشادات التي وقعت في محافظة البحر الأحمر نتيجة رفع التجار والسائقين للأسعار بشكل عشوائي وصلت المشكلة إلي المقاهي التي زادت هي الأخري من أسعارها دون سبب واضح. تعريفة استرشادية كفر الشيخ - ضياء أبوكيلة وفي كفر الشخ شهد قطاعا الزراعة والصيد اللذان يعمل بهما معظم أبناء المحافظة حالة من الاضطراب، خاصة أن قرار الزيادة تزامن مع بدء موسم زراعة الأرز الذي يحتاج إلي كميات كبيرة من المياه تستلزم تشغيل ماكينات الري التي تعتمد علي السولار لفترات طويلة. جشع السائقين الوادي الجديد - خالد عزالدين وفي الوادي الجديد عقد المحافظ اللواء محمود عشماوي اجتماعا وبحضور مدير أمن الوادي الجديد اللواء نبيل العشري ومديري التموين، وقرر المحافظ زيادة تعريفة الأجرة بواقع 10% من السعر الحالي لنقل الركاب، مطالبا إدارات المرور ومباحث النقل والمواصلات والبحث الجنائي وإدارة مواقف سيارات الأجرة بتفعيل قراره وعدم ترك المواطنين فريسة لجشع السائقين الذين رفعوا الأجرة بشكل مبالغ فيه. غضب محدودي الدخل جنوبسيناء - علي الشافعي وفي جنوبسيناء هاجم المواطنون القرار واعتبروه يصب في صالح الأغنياء ولا يراعي ظروف محدودي الدخل، وقال مواطنون إن زيادة سعر البنزين كانت بنسبة كبيرة في البنزين الشعبي الذي يستعمله معظم المواطنون بينما بنزين 95 الذي يستخدمه ملاك السيارات الفارهة زاد بنسبة 6٪ فقط. غليان المنوفية محمد الشامي شهدت محافظة المنوفية حالة من الغليان بين الأهالي والسائقين عقب قرار الحكومة الأخير برفع أسعار المواد البترولية والطاقة، حيث شهدت معظم محطات الوقود تزاحماً شديداً بين السائقين وأصحاب السيارات الملاكي والتكاتك في محاولة لأسبقية التموين وسط احتجاج كبير وغضب سيطر علي الجميع لارتفاع الأسعار تارة ولعدم توافر الوقود تارة أخري. ووقعت اشتباكات بين عدد من السائقين والأهالي علي أولوية الحصول علي البنزين والاصطفاف لطوابير طويلة لعدة أمتار غلاء واستياء بني سويف - حمدي علي وعبر المواطنون في بني سويف عن استيائهم من القرار الحكومي، مؤكدين أن المواطن في محافظتهم هو صاحب أقل دخل علي مستوي محافظات الجمهورية، ما يجعلهم أكثر تضرراً بالقرار وموجة الغلاء التي سيطرت علي كل السلع الغذائية من الخضر والفاكهة، بخلاف رفع تعريفة الركوب في سيارات الأجرة. من جانبه، أكد المستشار مجدي البتيتي محافظ بني سويف أنه تم وضع خريطة جديدة لتعريفة الركوب بعد إقرار الزيادة، موضحاً أن الزيادات الجديدة تم إقرارها بعد دراسة وافية من قِبَل مجلس الوزراء بهدف إحداث التوازن وتخفيف العبء عن طرفي الخدمة من السائقين والمواطنين. ألاعيب الإخوان الإسماعيلية خالد رزق عاصفة الغضب امتدت إلي محافظة الإسماعيلية، وفي اليوم التالي لإعلان رفع أسعار الوقود احتشد المئات من سائقي سيارات الأجرة بمحيط مبني ديوان عام المحافظة بالشيخ زايد مغلقين الطرق بسياراتهم، وسرعان ما انضم لهم مئات المواطنين معظمهم من الركاب علي خطوط النقل الداخلي الرابطة ما بين حي الشيخ زايد وباقي أنحاء المدينة ولحق بهم عناصر من جماعة «الإخوان» الإرهابية، الذين سعوا لاستغلال الأمر بتحريض المتجمهرين من السائقين والمواطنين لزيادة الموقف اشتعالاً، ولم ينته الأمر إلا بعد تدخل قوات الشرطة لتفريق المتجمعين. القطار هو الحل القليوبية - عبدالعزيز العدس وتكرر سيناريو المشاحنات في القليوبية بين المواطنين والسائقين، بعد رفع تعريفة الركوب من مدينة بنها لموقف الزراعة بشبرا الخيمة من 4 إلي 5 جنيهات، كما تم رفع تعريفة الأجرة لموقف أحمد حلمي من 5 إلي 6 جنيهات، الأمر الذي دفع عددا من الركاب إلي اللجوء إلي قطارات السكة الحديد. كما شهد الطريق الزراعي بالمحافظة ارتباكاً مرورياً بسبب توقف عدد كبير من السيارات أمام محطات الوقود انتظاراً للحصول علي الوقود، في حين انعكس القرار علي المخابز وبخاصة أنها تعمل بالسولار الذي ارتفع سعر اللتر منه إلي 180 قرشاً، حيث هدد أصحاب المخابز بالتصعيد ما لم تجد الحكومة حلاً، فيما أكد جمال السيد القائم بأعمال وكيل وزارة التموين بالقليوبية أن الوزارة تدرس حالياً وضع آلية لرد فروق أسعار السولار لأصحاب المخابز. اختفاء سماسرة البنزين الشرقية - سناء عنان وبدون ضوابط أصر السائقون في محافظة الشرقية علي تحصيل زيادات في الأجرة بشكل عشوائي من الركاب ما أحدث مشادات وشجارا مع المواطنين، وفوجئ بعضهم بزيادة الأجرة من قرية المسلمي إلي مدينة الزقازيق بواقع 50% بينما أكد آخرون أن الزيادة وصلت إلي 100% في المسافة بين أنشاص وبلبيس، ولم يكتف السائقون بذلك بل قاموا بتقسيم الأجرة علي مسافات دون اكتمال خط السير بالكامل.، بينما اختفت طوابير السيارات من أمام محطات الوقود عقب رفع أسعارها، كما اختفي السماسرة الذين كانوا يبيعون المواد البترولية في السوق السوداء.