دمار نهاية .. العراق عنوان صادم.. ولكنه جزء كبير من الحقيقة.. والعنوان ليس من عندنا.. بل من غلاف مجلة التايم الأمريكية.. في عددها الأخير حول الأوضاع المأساوية في العراق.. وما وصفته بالغزو السني الأول للبلاد التي تضم العديد من الطوائف والأعراق،، فوق بركان من الصراعات التي لم تهدأ أبدا.. منذ قرر العم سام غزو العراق. ثم الانسحاب منها. تحت غطاء تركها لأهلها.. فتركها.. للانقسام.. والحرب الأهلية الوشيكة؟! والغلاف الصدمة.. يضم في طول الصفحة بأكملها خريطة للعراق الذي يحترق بأكمله .. كبداية للنهاية المحتومة.. التي تهدد ليس فقط أمنه.. بل أمن واستقرار الشرق الأوسط كله. وبخاصة.. حدوده القريبة.. مع إيران وتركيا ومع الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من 3 سنوات في سوريا القريبة جدا. و«التايم» لم تنس أن تؤكد أن الانتصارات السريعة والمتلاحقة.. لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب (داعش). خاصة في شمال العراق.. واقترابه بسرعة جنونية من بغداد نفسها.. كل ذلك.. ينذر بإغراق المنطقة كلها في دوامة لن تنتهي قبل عقود طويلة من الصراعات الطائفية بوجه خاص. وقالت «التايم».. إن الكارثة قد تنتهي بالعراق.. إن عاجلا أو آجلا.. وبأي نتيجة كانت.. سواء بانسحاب داعش مرة أخري إلي مواقعها.. فالتجارب تقول أن داعش تبدأ دائما بدايات قوية وتنتهي في الغالب بانتكاسات سريعة ومخزية.. ولكن المهم هو امتداد تلك المغامرات للشرق الأوسط كله. ومن قبله لباقي العراق.. بعد أن تركزت المعارك حتي الآن.. في المناطق الواقعة في الشمال.. وبخاصة في مدن مثل: الموصل.. وتكريت مسقط رأس صدام حسين.. وفرار مئات الآلاف من المدنيين الشيعة والأكراد.. لمناطق في كردستان العراقية.. التي تتمتع بحكم ذاتي فعلي. ومن هنا كانت مبادرات الساسة العراقيين.. بطلب المد الجوي من البيت الأبيض. وكانت سيطرة داعش علي أكبر مصفاة للبترول بالعراق في مدينة «بيجي» أكبر خسارة للجيش هناك، وحرم الحكومة العراقية من مصدر هام للتزود بالوقود.. والتصدير للخارج.. وأعطي لداعش.. فرصة مصدر جديد لتمويل شراء الأسلحة.. والتدريب وجلب المزيد من المقاتلين لصفوفها.. خاصة بعد أن أعلنت نفير الجهاد.. حول العالم.. لإقامة الدولة الإسلامية.. والخلافة. ونشرت الأسبوع الماضي فعليا.. خريطة دولة «داعش».. التي تمتد من جبال زاجروس في إيران.. وحتي بعض بلدان الخليج العربي وبخاصة الكويت.. مرورا ببلدان: العراقسوريا والأردن.. وحتي الوصول للبحر الأبيض المتوسط.. كساحل للدولة؟ وكانت داعش.. قد فعلت نفس الشيء.. في شرق سوريا.. بعد أن استولت علي مصادر البترول هناك.. ووجهتها لخدمة أغراضها التوسعية. ٭ ماذا يعني هذا؟ - غلاف (التايم) والموضوع الرئيسي فيها يقول إن المعارك الفاصلة التي تجري الآن.. في شمال غرب سوريا.. مرتبطة أرتباطا وثيقا بما يحدث في العراق.. خاصة في مناطق الشمال منه.. وقال محرر التايم مايكل كراولي: إن المعارك تؤكد أن حربا جديدة أهلية.. بدأت بالفعل في العراق.. البلد الذي لم يهدأ أبدا.. وأن هذه الحرب.. تتشابك مع الصراع الطائفي الموجود بالفعل هناك.. والذي أدي لإزهاق أرواح أكثر من 160 ألف شخص حتي الآن وأن الأرض ومايجري فوقها الآن.. يؤكد شيئا واحدا.. هو إن كانت هناك دولة تستعد للدخول في المستنقع العراقي.. فهي إيران بالتأكيد.. لما يهدد مصالحها المباشرة.. هناك.. مع حلفائها الشيعة.. في حالة سيطرة داعش وحلفائها من السنة.. علي مقدرات العراق. وربما بعض مناطق بالمنطقة علي المدي القصير. علي الأقل.. ولإيران تجربة قاسية في العراق.. حينما حاربت جيش صدام.. المدعم وقتها بأمريكا ودول الخليج.. ومعطم البلدان العربية والتي خرجت منها بخسائر جسيمة.. حصدت أكثر من مليون إيراني؟! «مايكل كراولي».. يؤكد في مقاله بالتايم الذي سينشر في عدد 30 يونيو الجاري أن الأمريكيين رغم مايحدث.. في سورياوالعراق.. منذ نحو 3 سنوات ووصل لما يشبه «السرطان» الذي لا أمل في شفائه.. هم حذرون جدا.. وربما انتهي بهم الأمر.. بأن «يغمضوا أعينهم».. عما يحدث؟! وأن يبقوا كما فعلوا مع مايحدث في سوريا.. علي مسافة «حذرة» وحتي يجد جديد.. هناك، وربما الجديد الذي لم يذكره «كراولي».. هو تورط دول أخري.. فيما يحدث.. وهنا فقط.. (قد يتدخل) العم سام؟!