التطورات السريعة المتلاحقة في العراق وسيطرة تنظيم "داعش"علي مناطق كثيرة من بلاد الرافدين تثير الكثير من علامات التعجب والاستفهام وأولها، من يساند تنظيم داعش ومن أي عباءة خرج هذا التنظيم؟! البعض يحاول أن يروّج أن هذا التنظيم خرج من تحت عباءة تنظيم القاعدة،وإن كنت أشك في هذا التفسير لأن لكل تنظيم قواعده ومنهجه وتشكيلاته الخاصة به.. فهذا التنظيم الذي استطاع في فترة وجيزة أن يمتلك هذا الكم من العدة والعتاد..مازلت أشم فيه رائحة المؤامرة الأمريكية التركية..فالعديد من التقارير الأمنية تؤكد أن عدد المقاتلين الأتراك الذين يقاتلون في تنظيم داعش بلغ 3 آلاف مقاتل تركي، معظمهم تلقوا تدريباتهم في معسكرات أفغانستان وباكستان، كما أن السلاح الذي كان يصل إلي "جبهة النصرة" من قبل عن طريق (شيطان) تركيا أردوغان عبر شاحنات النقل الخارجي إلي سوريا لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.. يصل الآن إلي تنظيم داعش.. وإن كنت أتوقع أن هذا السلاح سوف ينقلب في يوم من الأيام علي أردوغان نفسه بعد تمدد النزعة السلفية وتصاعد القوي الأصولية في العراق، ولكن لن يدفع ثمنها إلا الشعب التركي. بسبب سياسات أردوغان الغبية في الشرق الأوسط. إن فيروس "داعش" هو أحد الفيروسات الأصولية المتطرفة التي تحاول أمريكا بثه في منطقة الشرق الأوسط ودفع العديد من هذه التنظيمات الذين يعتنقون الفكر التكفيري ويعلنون أن قتل الشيعة والمسيحيين والعلويين أمر مباح. والممتع أن هؤلاء المجاهدين لم يرموا ولو حجرا واحدا علي السفارة الإسرائيلية في أي بلد عربي وهذا يظهر ماهية قياداتهم التي تتحكم بهم وتسيطر عليهم عن طريق أجهزة استخبارات الدول التي تتعهد أنظمتها السياسية الحاكمة.. وتفعيلا لمعاهدات موقعة بالحفاظ علي أمن الكيان الصهيوني في المنطقة.. والآن اتضح الخطر أكثر وظهرت أبعاد هذا المخطط.. فبعد الانتصار الأخير الذي حققه إرهابيو تنظيم داعش في العراقوسوريا وارتفاع معنويات الجماعة وأتباعها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يخططون الآن للزحف تجاه الدول المجاورة.. ونقل جهادهم إلي الأردن وقطاع غزة وسيناء ولبنان أيضًا لإقامة إمارة إسلامية متطرفة في الشرق الأوسط.. خاصة أن أمير تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ناقش مؤخرًا مع مساعديه إمكانية توسيع الأراضي التي يتحكمون فيها خارج سورياوالعراق.. وتسليط الجهود علي الأردن، حيث تحظي الحركة الإسلامية هناك بوجود قوي، كما أن اختيار الأردن يرجع إلي أنها تتقاسم الحدود مع العراقوسوريا، مما سهل من عملية تسلل الإرهابيين إليها.. وينوي تنظيم داعش ذبح الملك عبد الله المدعوم من الغرب باعتباره عدوا للإسلام بل كافرا، كما نادوا علانية من قبل بإعدامه. ولعل تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة كانت ردا صريحا ورسالة واضحة علي تلك التهديدات التي تشهدها مصر من الخارج.بقوله مصر لأ ما حدش هايقدر بفضل الله يقرب من هنا، واللي ها يقرب ها يشوف..لأ ده إللي ها يفكر بس ها يشوف..ربنا يحفظك يا مصر يا محروسة بالعناية الإلهية.